يا صاحب الولاية.. أين نحن ذاهبون؟ / د. مفضي المومني

يا صاحب الولاية..إلى أين نحن ذاهبون؟

هل نغمض اعيننا؟ هل ندفن رؤوسنا في التراب؟ ماذا ننتظر؟ هل نحن بخير؟ هل الدولة متماسكة بما فيه الكفاية؟ اسئلة يطرحها كل اردني على نفسه وعلى من حوله وإن لم يجرؤ حدث بها نفسه على الاقل! وعناوين الخوف تطرق ابوابنا واسماعنا ومبادئنا كل ذات صباح وهي كثيرة… وإن لم يفعل صاحب الولاية ما يجب فنحن لا محالة ذاهبون الى مجهول الله وحده يعلمه! وهذا ما لا نرجوه لا لبلدنا ولا لشعبنا… ودققوا معي بما ساورد على شكل نقاط في امور اصبح مطلوب معالجتها فورا والانتظار والتسويف يعني الهلاك …!
1- الفساد..سرقة المال العام المحسوبية الواسطة التغول على المواطن، اصبح الفساد منظومة تدار من قبل متنفذين وتفرخ كل يوم وتوغل بنهب المال العام ومال الناس من خلال اشكال وطرق والاعيب اصبحت مكشوفة ومنسوبة بالاسماء ومعروفة يتناقلها الارادنة في خلواتهم وجلساتهم ولكن لا حياة لمن تنادي! والمشكلة انهم لا يشبعون مع ان ما نهبوه يتجاوز الملايين لا بل وصل للمليارات!
2- الضرائب التي اثقلت لا بل كسرت ظهر الاردنيين بمسميات وطرق تظاهي قطع الطريق في الدول (الفلتانه) ثم يخرج عليك عباقرة المال والاقتصاد في بلدنا بالمضحك المبكي… (يجب عليك ايها المواطن ان تدخن اكثر واكثر وان تبتعد عن السجائر الالكترونيه حتى لو ضررها اخف لكي لا تساهم بزيادة عجز الميزانية!… ايضا يجب عليك ايها المواطن البقرة الحلوب ان تستخدم السيارات ذات سعات المحركات العالية وان تبتعد عن السيارات الكهربائية والهجينة وان تستهلك اكثر واكثر لكي لا تساهم بزيادة عجز الميزانية) هذا مضمون تصريحات وزير المالية ورفيقه نائب رئيس الوزراء… .والله لو اتحفونا بسكوتهم لكان افضل… .واستغرب اين دراستكم اين نظريات المال والاقتصاد؟ اين خبراتكم المالية الفذة ة اين واين؟
3- المنظومة الاخلاقية وانحدارها ونحن نشاهد في الايام الأخيرة حوادث اطلاق النار والقتل وادارات العهر وليل عمان والنوادي الليلة والقتل في الشوراع والخروج على هيبة الدولة وحفلات المجون التي لا تمت لواقعنا بشيء تنخر نسيج مجتمعنا الذي يضرب فيه المثل بالتماسك والمحافظة والاخلاق والقيم! كل ما يحدث هو نتيجة اولية وستزيد وتتضاعف لسياسات حكومية ممنهجة او غير ممنهجة إن لم تأخذ الولاية العامة بناصية الامور وان لا تكون معالجات آنية… .الموضوع مرتبط بالفقر والأفقار والفساد والإفساد وهي حلقة تمتد ان تم السكوت والتغاضي عنها.
4- في مجال التعليم والتعليم العالي الأمور ليست على ما يرام المستوى في تراجع وكلنا يعرف ان اساس بناء الدول نجاح منظومة التعليم والتربية ، لكن الملاحظ ان مستويات التعليم الجامعي في بعض الجامعات حكومية وخاصة وصل الى الحظيظ وان هنالك مخالفات في بعض الجامعات يندى لها الجبين وأن هنالك طلبة وخاصة من الطلبة العرب لا يذهبون للجامعات ويحصلون على اعلى العلامات… وهنالك رسائل جامعية لم يكتبها اصحابها وان الامر وصل حد الاعلان في الصحف ووسائل الاتصال عن عرض خدمات كتابة الرسائل الجامعية والتقارير العلمية وغيرها… الخلل موجود وبحاجة لثورة بيضاء.
5- الاستثمار وفشلنا الذريع فيه، وعندما تعرف انه يوميا يغلق مصانع وشركات وبعضها يذهب الى تركيا ومصر ووصل ذلك الى الالاف تحت عين وبصر الحكومة! ماذا يفعل الوزراء؟ هل استقطبوا هؤلاء وجلسوا معهم وحلوا مشاكلهم لثنيهم عن ترك البلد او ايقاف استثماراتهم؟ المستثمرون يشكون من كل شيء ، هنالك شريك مضارب في كل مشروع كبير وبالخاوة هكذا نسمع وهنالك ضرائب وارتفاع فاتورة الطاقة والعمالة وتغيير التشريعات وعدم استقرار ها كل ذلك مقتل للاستثمار الذي يعول عليه حل مشاكل البلد المالية والاجتماعية وكذلك الحد من البطالة، ماذا فعل صاحب الولاية؟ النتائج موجودة بالأرقام… وليست بحاجة لفصاحة وزراء او اعلام وهمي يوهمنا بأن الامور تمام… الأمور ليست تمام لا بل سيئة ومستمرة بذلك.
6- هجرة العقول والادمغة ونحن نرى اخر استطلاعات الرأي والتي تؤكد ان نسبة عالية من الاردنيين هاجرت او تنتظر الفرصة ونسبة عالية جدا ترغب بالهجرة اذا اتيح لها ذلك… البعض يقول الاردنيون العاملون بالخارج يرفدون الاقتصاد الوطني وانا اقول وكما اشار دولة طاهر المصري في مقابلته الأخيرة ان ذلك يعادل ما تستنزفه العمالة الوافدة من عملات صعبة تخرج من دورة الأقتصاد في بلدنا… على صاحب الولاية ضبط الامور هجرة الأدمغة خسارة على الوطن في المدى المنظور والبعيد.
7- الغارمون والغارمات وقانون التنفيذ ..الاحصائيات تقول ان عدد الهاربين من قانون التنفيذ الجائر والحبس لخارج البلاد تجاوز 250 ألف مواطن، تعثروا ولا يستطيعوا سداد ديونهم وتركوا استثماراتهم وعائلاتهم وفروا من الحبس والسجون التي تنتظرهم في ظل غياب اي حل من ولي الأمر… ثم العقم والقصور في ممارسة التنفيذ وحبس الناس والقبض عليهم في الطرقات من قبل الشرطة على مبالغ تافهة وصغيرة… .الموضوع زاد عن حده… وقوانين العالم والشرائع الدولية تمنع حبس المدين غير القادر على الوفاء…
8- ظاهرة في الأردن تهميش الوزارات وأذرعها من خلال هيئات ومراكز ومسميات تلغي دورها وجهودها وخبراتها لصالح متنفذين ولتسهيل السطو على المال العام وتنفيذ اجندات وأقول هنا اذا كان لا بد لنتخلص من الوزارات ونبقي على الهيئات بدل ان يكون الاستنزاف مضاعف.
9- غياب الدور الرقابي وشراء الذمم واضعاف مجلس النواب الممنهج من خلال قوانين الانتخاب المفصلة مسبقا لتنتج اصحاب مال واعمال همهم الاول عطاءآتهم ومصالحهم وهنا لا تلتقي التجارة والإمارة مثلما لا تلتقي اينما كان.
10- الإدارات والقيادات في اي بلد اساس النجاح… والأسس في بلادنا مرتبطة بالواسطة والمحسوبية والإملآت والمعارف والمحاسيب والقرايب والحبايب إلا من رحم ربي…وظاهرة جديدة من ينزلون على البلد بالبرشوت! والملاحظ ان غالبية من يشغلوا مناصب ادارية وقيادية هم من الصف العاشر في مؤسساتهم وسؤال صغير عنه بتعرف مين واسطته… ولهذا مكانك سر لا تقدم ولا تطور بل عودة الى الوراء بخطى ثابتة.
11- على الصعيد الخارجي واستهداف الاردن ودوره وصفقة القرن والاملاءات الامريكية والتخاذل والتآمر من بعض الأعراب وعدم وجود سياسات ولا قدرات ولا تفكير استراتيجي ولا تحالفات واقيه… فلا اظن اكثر حماية لوطننا من تلاحم الشعب والقيادة… افقار الشعب وإذلالة وتسكعه على حاويات النفايات قد تجعل اكبر وطني يكفر بكل المبادئ… الجوع كافر وكرامة الانسان فوق كل شيء… ادعموا قراركم بشعبكم فهو لن يخذلكم إذا راهنتم عليه.
الخلاصة… اوقفوا الفساد ايا كان صاحبه! اصلحوا التعليم وادفعوا عليه! اصلحوا التشريعات! تطوروا اعملوا شيء يجعل الناس تدعو لكم وتتوقف عن الدعوة عليكم… .اعملوا ما يجعلنا نذكركم بخير… الشعوب لا تنسى والتاريخ لا يرحم… وادعوا من قلبي ان يصلح الله حالنا وأن تتغير احوالنا الى الأفضل وأن نتذكر قوله تعالى ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ … حمى الله الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى