ياسين أقطاي: لو أراد المجتمع الدولي إسقاط «الأسد» لفعل ذلك في ساعات… لكنه اختار الفوضى

سواليف

اعتبر مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية في تركيا «ياسين أقطاي»، لجوء السوريين الهاربين من بطش النظام السوري إلى دول الجوار يساهم في إحداث خطر على المعادلة الديموغرافية في سوريا. وقال «أقطاي» في محاضرة له في إسطنبول، بتنظيم «الجمعية العربية» ومنظمة «بصمات»: تركيا طالبت الأمم المتحدة بإقامة المنطقة الآمنة في سوريا، لأن الفارين من النظام السوري والقصف كانوا يلجأون إلى دول الجوار، وهو حدث يشكل خطراً على المعادلة الديموغرافية في سوريا.

ويعتبر شمال سوريا، أكبر رقعة جغرافية وآخر المواقع لسيطرة المعارضة السورية، والتي تقلصت مساحتها خلال العامين الأخيرين، بعد حملات من التهجير والمصالحات، ورغم دخول المنطقة تحت راية اتفاق سوتشي إلا أنها تتعرض لهجمات متتالية أدت إلى تحويل بعض البلدات فيها إلى «مناطق منكوبة»، حيث أعلن كل من المجلس المحلي في بلدة «جرجناز» وبلدة «التمانعة» الواقعتين جنوب مدينة إدلب، قبل أمس، أن البلدتيّن منكوبتان نتيجة القصف المتكرر لقوات النظام السوري وروسيا.
ورغم الإصرار التركي على إنشاء المنطقة الآمنة، إلا أن طريقها وفق محللين ومراقبين للشأن السوري، محفوف بالمخاطر، فأنقرة تحتاج إلى غطاء دولي لتطبيق المنطقة العازلة، علاوة على حاجتها لإبرام اتفاقيات ثنائية مع الأطراف الدولية المتداخلة في القضية السورية، ويبدو أن اجتماع سوتشي بين زعماء روسيا وإيران وتركيا، سيكون محوره المنطقة الآمنة واللجنة الدستورية. واستطرد مستشار الحزب الحاكم في تركيا «ياسين أقطاي»- حسب ما نقلته صحيفة «يني شفق» التركية – إلى أن المجتمع الدولي لم يمتلك الرغبة في اسقاط النظام السوري، وانما زرع الفوضى في المنطقة، إذ قال: «لو أراد المجتمع الدولي رحيل الأسد لأسقطه خلال ساعات، لكنه أراد الفوضى؛ فلا يهمه موت المدنيين».
قرابة أربعة ملايين سوري لجأوا إلى الداخل التركيا منذ انطلاقة الثورة السورية في البلاد، إلا أن «أقطاي» اعتبر وجود المنطقة العازلة في الداخل السوري بحماية تركيا هو خيار أفضل للسوريين، وأكد، أن العمليات العسكرية التي نفذتها القوات التركية بالتعاون مع الجيش السوري الحر شمالي سوريا، ساهمت في عودة 300 ألف سوري إلى بلادهم.
وتحدث عن قيام أنقرة بتقديم الخدمات حسب إمكانياتها في المناطق التي عادت إليها العائلات السورية، مشددًا في المقابل أن «لا رغبة لتركيا في البقاء على الأراضي السورية، واعتبر مستشار الحزب الحاكم بتركيا، أن ما حصل في سوريا واليمن ومصر «ثورات مضادة»، مؤكدًا أن بلاده تقف إلى جانب الشعوب المُحقة في مطالبها.
ورأى السياسي السوري درويش خليفة، أن تصريحات «أقطاي»، تهدف للتوضيح للرأي العام بطريقة غير مباشرة، أن المكون الوحيد الذي تحمل أعباء الحرب البشرية هم العرب السنة. وقال لـ «القدس العربي»: وهي في الوقت ذاته للحليف الأمريكي بأن منطقة شرق الفرات يجب أن يُخلق فيها توازن ديموغرافي قوامه مكونات المنطقة كافة من عرب و كرد وآشوريين وسريان، حيث ان المنطقة شرقي الفرات تسيطر عليها قوات قسد ذات الغالبية الكردية وتحاول ان تظهر للأسرة الدولية بأنها صاحبة الأرض الاصلية.
وفي الحالة السورية الرسائل السياسية تصل عبر شخصيات تعبر عن المزاج العام لحكومته؛ وبذات الوقت تُأخذ في حسبان الدول المتواجدة على الجغرافيا السورية، أما ما قاله «أقطاي» عن الفوضى التي أوجدتها الدول المتداخلة، «فمن وجهة نظري اقرأ تصريحه على أن وجود السلاح لدى كل مكون من الطبيعي أن يخلق فوضى عسكرية ومجتمعية وسياسية بدرجة أقل؛ باختلاف اجنداتها وطموحاتها ومخاوفها ايضًا». وفق السياسي السوري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى