وزير أراجوز / رامي علاونة

وزير أراجوز
كان يغرِّد على تويتر و يرد على بعض الإيميلات الخاصة بالشركة عندما وقعت عيناه على خبر يتداوله التويتريون عن استحداث منصب وزير دولة للسعادة في إحدى الدول العربية. فتح رابط الخبر وقرأه على عجل، ثم انشغل بالرد على إيميل مهم من شركة أوروبية تقدم له فيه عروض أسعار لبعض الخدمات السياحية التي كانت شركته قد طلبتها منها. أدرك ان الليل قد انتصف فأغلق اللاب توب و ذهب للنوم.
استيقظ في الصباح الباكر عاقدا النية على “تطنيش” الجلسة الصباحية و الذهاب الى الشركة، إلا أنه تذكر الخبر الذي لم يقرأه جيدا في الليل، فأخلف النيَّة و انطلق الى المجلس. في الطريق، مرَّ على عدة محلات لبيع الهدايا و الاكسسوارات، و في أحد المحلات القديمة وجد ما يبحث عنه…قبَّعة سوداء و باكور (رفيع) و شارب صناعي صغير (يغطي ما تحت الأنف فقط).
وصل الى مكتبه في المجلس و قبل موعد الجلسة بدقائق ألصق الشارب و ارتدى القبعة السوداء و امسك الباكور بيده. رسم ابتسامة عريضة على وجهه من “النيع” الى “النيع” و اتجه الى مكان الجلسة. في الممرات شاهده بعض الزملاء، ف “فقعوا” من الضحك إلَّا انهم لم يعلِّقوا على مظهره فقد اعتادوا على “النهفات” الغريبة في مجلس النواب الموزمبيقي الى درجة ان وجود “شارلي شابلن” بينهم اصبح شئ عادي.
بدأت الجلسة الرقابيَّة بحضور رئيس الحكومة و بعض اعضاء “الطقم” الوزاري، فطلب صاحبنا الإذن بمداخلة. ضحك رئيس المجلس عندما انتبه اليه و لكنه اعطاه الإذن بالحديث. عندها بدا صاحبنا:
سعادة الرئيس، دولة رئيس الحكومة الأفخم ،اصحاب المعالي و السعادة الزملاء،
“السعادة” اجمل ما في الحياة و هي غاية تسعى لها الحكومات في الدول المتقدمة، و لكننا نغضُّ الطرف عنها في موزمبيق الحبيبة. لا بد انكم سمعتم أو قرأتم خبر استحداث إحدى الدول العربية لمنصب وزير دولة لشؤون السعادة، مهمته الأساسية مواءمة كافة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة “الحكومة”.
هنا تعالت الضحكات و التعليقات و ساد جو من الصخب، فقاطعه رئيس المجلس:
سعادة الزميل، يبدو انك فاهم الموضوع غلط. الجماعة بدهم يستحدثوا وزير يخطط لسعادة “الشعب” مش “الحكومة”… بعدين بدهم “وزير سعادة” مش “وزير اراجوز”!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى