وباء الضحك.. ظهر واختفى بشكل غامض و لا يزال لغزا حير العلماء

#سواليف

عرفت #البشرية عبر التاريخ عدداً كبيراً من #الأوبئة التي أودت بحياة الملايين، أغلب هذه الأوبئة كانت عضوية معروفة الأسباب مثل الطاعون والكوليرا، لكن بعض الأوبئة بقيت لغزاً غامضاً حير العلماء، لعلّ أبرزها #وباء_الضحك الذي أصاب بلدة كشاشا في تنزانيا (كان اسمها وقتها تنجانيقا) عام 1962.

بدأت القصة في 31 كانون الثاني (يناير) 1962، داخل مدرسة للبنات في قرية كشاشا التنزانية عندما بدأت ثلاث فتيات بالضحك دون توقف، نظرًا لأن الفتيات فشلن في السيطرة على نوبات الضحك، بدا أنهن ينقلن العدوى إلى طلاب آخرين، وسرعان ما طالت موجة الضحك هذه عشرات التلميذات في المدرسة، واستمرّت نوبات الضحك المتواصل أكثر من شهر، فأجبرت المدرسة على الإقفال في مارس/آذار من العام نفسه.

وباء الضحك في “تنجانيقا” عام 1962
على الرغم من أن ما أصبح يُعرف باسم وباء الضحك في تنجانيقا (Tanganyika Laughing Epidemic) بدأ بثلاث فتيات فقط، إلا أنه انتشر إلى 95 من أصل 159 طالبة في المدرسة الداخلية المخصصة للفتيات اللواتي تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عامًا.

أصبحت نوبات الضحك، التي استمرت ما بين ست ساعات وأسبوعين، مزعجة للغاية لدرجة أن المعلمين في المدرسة اضطروا إلى إلغاء الفصول الدراسية وإعادة الطلاب إلى منازلهم، على الرغم من عدم تأثر أي من المعلمين أو الموظفين في المدرسة.

لكنّ إقفال المدرسة لم يوقف الوباء، بل انتقل إلى قرى ومدن أخرى، لينتهي العام الدراسي بإقفال 14 مدرسة، وتشخيص آلاف الشباب والشابات الذين أصيبوا بوباء الضحك.

كان وباء الضحك أكثر من مجرد حالة سيئة من الضحك، حيث كانت نوبات الضحك التي كانت تضرب دون سابق إنذار، تترافق بدوار ، ومشاكل في الجهاز التنفسي، ونوبات من الصراخ والبكاء الذي لا يمكن السيطرة عليه ، والطفح الجلدي ، والأرق ، والرغبة في الركض بلا هدف ، وحتى انتفاخ البطن الشديد.

بعد حوالي عام ونصف من تسجيل أولى الحالات، اختفى وباء الضحك بشكل غامض، حيث بدأ الوباء يتراجع من تلقاء نفسه بعد 6 أشهر، وأصبحت نوبات الضحك أقصر حتى توقفت تمامًا، وأعيد فتح المدارس، وعاد سكان منطقة تنجانيقا إلى حياتهم.

ما الذي تسبب في وباء الضحك عام 1962؟
في ذروة وباء الضحك، أجرى الأطباء مجموعة من الفحوصات الطبية على المصابين على أمل العثور على سبب لنوبات الضحك، لكن لم تُظهر الفحوصات الطبية أي تفسير.

حتى اليوم لم يجد العلم أي تفسير طبي لهذه الظاهرة التي بقيت لغزاً، إلا أنّ العالم شارلز هامبلمان اعتبر أن السبب المرجّح لانفجار نوبة الضحك هذه، هو القلق المتزايد عند الشريحة الشابة في البلاد، بسبب الضغط النفسي، فقبل شهر تقريبًا من ظهور الوباء، حصلت منطقة تنجانيقا على استقلالها عن بريطانيا، مما خلق فترة انتقالية ومرحلة من الاضطراب في المنطقة.

كان الشباب على وجه الخصوص قلقين بشأن مستقبلهم المجهول، وتزامن الاضطراب مع إصلاح شامل لأنظمة المدارس المحلية مما أدى إلى الكثير من الضغط على الطلاب لرفع أدائهم، لكنه تفسير اجتهادي لم يجد له حتى اليوم أي سند علمي أو طبي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى