هل مات الماضي وبقي الحاضر ومستقبل فقط ؟.

هل مات #الماضي وبقي #الحاضر و #مستقبل فقط يا عرب ومسلمين؟.

ا.د #حسين_محادين*
ملاحظة حاسمة- موت الماضي لا أقصد به موت او تاثير الاديان المقدسة والعقائد التي ستبقى حاضرة في وجدان معتنيقيها.
(1)
إن واقع الحال الذي نعيشه والمواضي التي ما زلنا نجترها للآن في جُل أحاديثنا ومناهجنا الحياتية معتقدين انها ما زالت حية او صالحة للتأثير والتغير او حتى اية مشكلة حياتية تواجهنا عربا ومسلمين كما ارى، إذ الاحظ، وكأننا نرفض الاعتراف بأن هذه الماضويات قد ماتت فعلا منذ ثلاثة عقود في الاقل، وانها لم تعد صالحة للاستعمال بعد ان اطلقت ثورة العولمة عليها رصاصة الرحمة منذ تسعنيات القرن الماضي جراء سرعة تغير العالم والشعوب المتطورة في هذا الكون من حولنا ونحن ما زلنا “كعقل جمعي” مخدرين بلذة استحضر الماضي الكسيح لسهولة ذلك علينا،ومازلنا ايضا نُصر على تقديسه- وهذا هروب من حقيقة تخلفنا عن تطورات الحاضر ورؤية المستقبل في هذا العالم الكوني على صعيدي”الارض والفضاء” وهما اللذان تقودهما حاليا الشعوب والدول المتقدمة جدا علينا ؛علوما؛ حريات فردية وعامة؛ انتاج اقتصادي تكنولوجي رغم اننا نعيش معهم
يا للمفارقة في عالم القطب الأوروبي /المعولم ،ومع هذا بقينا نعيش ونتصارع شعوبا وحكام للآن في وعن الماضي وحده فقط دون نيلنا لعضوية الحاضر والمستقبل الفاعلاتان في حياة وتطلعات شعوبا وحكومات الامم لاخرى يا للوجع.

( 2)
استنادا الى اجتهادي المؤمن بأن للافكار كما البشر تماما اعماراً ايضاً ؟.
فهل ما زال صالحا انغلاقنا للآن على ماضي الفكر والثقافة والسلوكيات التي كانت تعبر حينها عن حلول وضوابط لحياة اجدادنا في الماضي.. وهل تصلح الماضويات لمعالجة مشكلاتنا الراهنة كي نبقى اسرى لذكرياتها المتأكله حاليا..؟ ربما كانت تمثل وقتها تربية وطنية وانسانية ساهمت في تشكيل وعي ونضال وسلوكيات الاجداد ممن بقي بيننا هذه الايام ،لكنها كماضِ لا تصلح بالتأكيد لجعلنا سعداء بها حاليا او حتى منافسين للشعوب الاخرى من خلال اجترارنا لها في عالم اليوم.
وبالترابط مع ما ذكرت ، يمكنني القول ان تلك الشواهد هي التي جعلتني احكم بالموت على ماضي الرجال والافكار التي مازالت حاضرة وبقوة في إستشهاداتنا المخدِرة للوعي حاليا لأنها بقيت شواهد ماضوية فقط، إذ مازال حديث جيلي الكبار والشباب الحاليين قائما على تبرير عجزهما عن التغيير والتحديث في الحاضر والمستقبل معا لذا يكتفيان بالتغني في الماضي فقط.
في الواقع التشخيصي لهذا الواقع المّر كما ارى، وللتدليل على ما ذهب اليه يمكنني ذكر الشواهد الاتية :-

  • في الماضي-هكذا نقول عادة- كان هناك رجال اصحاب قول سديد وشجاعة في الحق ومعارضة جهورية للاخطاء ولسياسات مرتكبيها.. والآن ما الواقع..؟.
  • اذكر أن قضايا العِرض والتحرش والمثلية الجنسية العلنية في الاقل كانت نادرة الحدوث في زمننا ،وكان المجتمع العربي والمسلم المحافظ يتصدى لها ويُطلق وصمته الدينية والثقافية على جميع مرتكبيها..والآن ما الحال..؟.
  • بتذكروا ،كان زمان في اقطاب ودول عالمية متعددة الافكار واغلبها يدعم الحقوق التاريخية للشعوب المعتدى عليها ولو بالكلام عبر الشرعية والمنظمات الدولية…ومأساة الشعب الفلسطيني إنموذجا ..الآن ما الواقع وفي المستقبل ياترى، ماهي مآلات القضية الفلسطينية التي كانت مركزية للعرب والمسلمين.. من يجيب؟.
    اذكر.. كان المال العام عند العرب والمسلمين مقدساً مثل تحريم دماءهم على بعضهم البعض …وكان الشعب والعُقال أول من يدينو المعتدين على عفة وقدسية دماء ومقدرات الدول والشعوب العربية المسلمة…الآن ما الواقع المعيش،،وماهو مستقبل تعاملنا مع هكذا مشكلات دامية ومستفحلة في يوميات حياتنا ودولنا معا..؟.
  • كانت الكلمة عهد وموقف صادق…والكرم فرض عين على الجميع كل حسب إمكانياته ، والخيانة سقوط مدوِ في نظر الجميع…الأرض والعِرض اسباب حياة وكرامات متجددة العناوين.. الأسرة والمدرسة مرجعيتان اساسيتان في التربية والتعليم والتوجيه نحو القيم النبيلة قبل ان تنتزع ثورات التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي تلك الادوار التاريخية لهما…..الآن ما الراهن..وما القادم..؟.
    اخيرا ..
    اجزم كمتخصص اكاديمي ،بأن العالم الكوني اي الارضي والفضائي اقصد”العولمة بكل عناوينها” قد الغت وبقصدية فكرية اقتصادية وكأيدلوجية مسيطرة وذات سطوة علينا حاليا بُعد الماضي برمته وابقت على تعاملها وسعيها الممنهج بالعلم تخطيطا وتنفيذ للارتقاء ببُعدي الزمن حاضره ومستقبله….فهل سنبقى نحن عربا ومسلمين اسرى للماضي وحده نجتره ونعيش في صراعاته الماضية مهملين بذلك الابعاد الاخرى للحياة المُشتهاة حاضرا ومستقبل.. لنتفكر بالتي هي اجدى لنا في هذا العصر؟.
    *جامعة مؤتة -قسم علم الاجتماع

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى