هل ستنقذنا القومية العربية ؟ / أحمد فرحان

هل ستنقذنا القومية العربية ؟
تقف الكثير من الشعوب العربية عاطفيا خلف من ينادي بالقومية العربية، ومن يتغنى بالامجاد العربية بشعارات رنانة ربما تصل لحد السماء.
القومية العربية هي اتخاذ العروبة كمعيار لتصنيف الشعوب، والنداء بالوحدة باسم هذا المعيار فقط، لا وبل بالتعنت احيانا بالعروبة فقط دون اي معيار موازي.
الوحدة العربية، ووحدة الاراضي العربية نجدها شعارات متلازمة مع دهاة القومية العربية، الى حد ان المتلقى لهذه الدعوة ربما يعتقد ان العربان كانت امه موحدة قيل ظهور الاسلام.
خطابات القوميين المبطنة والقريبة من الدعوة لإخراج الاسلام من الموقف العربي وعدم اعتماده لمعيار للوحدة اصبحت واضحة في الاونة الاخيرة.
فبحسب المعيار القومي فيحق لاي قومية غير عربية ان تنفصل عن الجسم العربي، حتى لو كانت بمنتصف الوطن العربي، لانه وبكل بساطة ذو اصول غير عربية.
والسؤال الان هل ستنقذنا القومية العربية، من هذه الانفصالات الوليدة، التي تدعو لقيام دول صغيرة ذات قوميات غير عربية؟ وهل للقومية قوة تحمل لوجود كيانات صغيرة ربما يتم استغلالها لتفتيت احلام الوحدة العربية.
يجب على من يلعب سياسة ان يكون على درجة وعي بحجم المؤامرات، ويجب ان يعرف من هو المستهدف، وعلى من تؤثر قيام مثل هذه الكيانات.
الكيان الصهيوني لا تهدده وحدة ذات قومية عربية، وفي حال قامت فسيعرف جيدا كيف يقوم بحماية امنه، وهذا ليس استخفافا بالوحدة صده، بل استخفافا بمعيار الوحة نفسه، والدليل على ما قول، ان هذا الكيان الغاصب يتحدث مع صداقات مع دول عربية، ريما هي من تنادي بالقومية العربية،
الصهاينة قد أمن جانبهم من الدول العربية، والواقع يقول ذلك، فاليوم نرى حجم الصداقة العربية مع الصهاينة، ونرى حجم الاجتماعات السرية والعلنية.
الصهاينة يعلمون جيدا ان الوحدة باسم قوميات ضيقة لا تزعجهم، بل ما يزعجهم هو صعود نجم الاسلام حتى لو في مساحة ضيقة، فكيف وان بزغ الاسلام بتركيا ليطغى عل القومية التركية، هذا الذي يهدد فعليا الكيان الغاصب.
قيام دولة كردستان العراق لا يهدد الدول العربية بسبب العلاقات المميزة للاكراد مع الكيان الصهيوني حال انفصاله، لان الصهاينة يتحدثون عن صداقات استراتيجية تمت وما زالت مع معظم الدول عربية، فقيام كردستان لن يخدم الصهيانية اكثر من العرب انفسهم، الا ان انفصال جزء من الاراضي العربية يوجع قلوب الشعوب العربية ليس الا، وقيام كردستان يهدد تركيا بقيام دولة في الجنوب التركي يهدد الامن القومي للاتراك، وسنجد كل من ينزعج من نهضة تركيا هم من سيدعمون انفصال اكراد العراق، فمعيار الدعم او عدمه ليس له اي علاقة بوجود كيان مدعوم صهيونيا، بل سيكون المعيار هو العداء لتركيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى