هل ستأخذنا سوريا الى حرب عالمية ثالثة؟!

تستقطب سوريا كل دول العالم عبر ارسال قواتها البرية او الجوية الى المنطقة، وعدد الدول التي تقصف داخل سوريا، او تتابع الملف السوري بشكل او بآخر يقول ان هذا البلد بات مسرحا يتجهز لحرب عالمية ثالثة، قد تنفجر في اي لحظة. هذه ليست مبالغة.الربيع العربي بدأ وانتهى سلما او خرابا في دول عربية عديدة، لكنه في سوريا يأخذ العالم الى زاوية مختلفة تماما، عما يمكن توقعه. الاجهزة الامنية العالمية التي تتواجد في سوريا، والجيوش التي تحارب عبر الخبراء او الجند برا او القصف الجوي، حقيقة ساطعة، تقول ان «كل العالم» في سوريا اليوم، وطالما لم يتوقف الصراع والتناحر، فإن امكانات انقلاب الحرب العالمية الثالثة القائمة  بين دول ومحاور، الى حرب معلنة نراها بأم اعيننا وقد انفجرت، امر ممكن ووارد. في قصة المواجهة بين الروس والاتراك، دلالات على المواجهة ايضا بين الروس ومعسكرهم والاميركان والمعسكر الذي يتبع لهم، وبرغم الاطفاءات السياسية التي تحدث كل مرة لاحتمالات انفجار المواجهة كليا بين دول العالم على خلفية الملف السوري، الا اننا امام خطرين، اولهما ان الصراع في سوريا لم يتوقف ومازال يتسبب باستقطابات في العالم، وثانيهما ان لا احد يضمن انطفاء الاشتعالات الدولية التي تجري كل مرة، ويفلح العالم في اطفائها. سوريا ستكون مدخلا لاعادة ترسيم المنطقة، وهي تتسبب بحرب على اساس سياسي واقتصادي يتعلق بصراع الثروات والموارد، والمستقبل، وما الانقسامات على اساس ديني ومذهبي وطائفي وعرقي، الا توطئة لتشظ اكبر ينال المنطقة. للمفارقة فإن انظمة علمانية هنا، يتم استدراجها لحرب كبرى على اساس ديني، فعوامل كثيرة تدفع بشكل غريب لان يتم تقديم بوتين باعتباره حامي المسيحية في المشرق، فيما تتلبس ارودغان ايضا صورة حامي الاسلام، وسواء صحت هذه الصور، ام لم تصح، فهي تصب باتجاه الحرب الدينية الكبرى الشاملة في المنطقة، فما بين القيصر والسلطان، تعبير مكثف عن طبيعة الصراع الذي تندفع اليه المنطقة. في الموروث الديني في كل الاديان، كلام عن حرب دينية كبرى، تتغير اسماؤها من الملحمة الكبرى عند المسلمين الى هرمجدون عند المسيحيين، والموروث الديني لا يحرك المنطقة باتجاه حرب عالمية ثالثة، لكنه ُيستدعى عند العامة لتأكيد حقيقة تقول ان النتيجة اي الحرب المقبلة قادمة لامحالة، مهما حاول كثيرون التخفيف من هذه النتيجة. قراءة الحرب العالمية الاولى والثانية، واسبابها وطبيعة العالم وقتها، تشي ان الظروف تتكرر بشكل آخر، وتقود الى ذات النتيجة، وهذا ليس تشاؤما، فما دامت الحرب في سوريا لم تتوقف، فعلى الارجح ان تأخذنا لحسم مباشر ومواجهة بين الفرقاء الذين يواجهون بعضهم البعض الان عبر بدلاء ووكلاء واصلاء، في المنطقة، ولحظتها سينفجر الصراع بشكل اكثر علنية، ومن حرب عالمية ثالثة تحت الرماد الى حرب عالمية ثالثة مباشرة. ثم يأتينا من يقول ان لا احد في العالم اليوم يريد حربا عالمية ثالثة، فنرد على هؤلاء ايضا، ان لا احد ايضا في هذا العالم كان يريد حربا عالمية اولى ولا ثانية، وقت نشوبهما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى