هدر العمر

هدر العمر
المحامي خلدون محمد الرواشدة

ككل مرة ، نشعل سيجارة الأمل بأصابع مرتجفة ، ولكن هذه المرة خذلنا عود الثقاب الأخير عندما رسم على مجرى ( الكبريتة) الرطبة وجعا من صرير .
ترى كيف تعجز (الكبريتة) الرطبة عن إشعال سيجارة أمل من أرخص الأنواع بينما لا تعجز عن إشعال آلاف النيران في داخلنا ؟! .

ككل مرة ، نفترش (جنبية) الأمل ، ونرد لحاف الصبر على قشعريرتنا ، ونتوسد خسارات العمر ونطفئ أنوار كل النهايات الموجعة ، نبقى على (نواسة) الرضى ونغمض أعيننا على أمل أن نحلم .
ترى كيف سنحلم وسط ضجيج الكوابيس الساهرة ؟! .

في كل مرة نفصل أنفسنا على مقاس الثوب ، ما عدنا (نقيف) الثوب ، صرنا (نقيف) أنفسنا عليه ، ونزرر أزرار قميص الصمت ونرفض أن نفكك أزراره .
وكلما ثقبه الألم رقعناه برقعة رضى .
ترى كيف سنشعر بالدفء وأثوابنا المرقعة لم يعد فيها مكان للرقع ؟!

مقالات ذات صلة

في كل مرة نجلس على شرفة الأمل ، نرقب غروب العمر وقرص الفرح وهو يغرق بجمرته الدامية في بحر الوجع ، نرقب شفق الخيبات كيف يعكس انكساراتنا على وجه البحر الموجع.
ترى كيف يحتمل البحر فوق ملوحته ، ملوحة أوجاعنا بكل تفاصيلها ؟!

يبدر إننا انفرطنا كحبات مسبحة ولن يكترث أحد في لملمة حباتها ، وعلينا أن نوظب حقيبة الذكريات ونحجز موقفنا في صفوف الخائبين والخائفين ونستعد لرحلة النازحين ، ففي هذا الزمان عليك أن تقطع تذكرتك مسبقا وان تنتظر قطارا يأتيك بلا موعد معلنا بدخانه وصفيرة انتهاء رحلة هدر العمر لبدء رحلة هدر عمر جديدة .

المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى