نِعَمَ اللهُ على الإنسانِ . . !

نِعَمَ اللهُ على الإنسانِ . . !
موسى العدوان
في أحد الأيام التقى الصديق سالم بصديقه القديم حامد، في احدى المدن الأردنية التي يعيشان فيها. وبعد أن تجاذبا أطرافا الحديث واستعادا #ذكريات الماضي، دعى ِسالم صديقه الأكاديمي حامد إلى مزرعته، في أحد أطراف #المدينة.
وبينما هما سائران في السيارة باتجاه المزرعة، سأل سالم صديقه حامد : كيف يمكن أن تتغلب على القلق ؟ فرد عليه حامد بسرد القصة البليغة التالية قائلا :
” كنت قبل بضع سنوات أعاني من #قلق شديد لخسارتي في #التجارة داخل المدينة. ولكن في أحد الأيام كنت أمشي في أحد الشوارع، حين رأيت منظرا أزال عني القلق. وحدث ذلك خلال عشر ثوانٍ. لكن العشر ثوانَ هذه علمتني كيف أعيش مع نفسي، أكثر مما تعلمته في السنوات العشر الماضية.
فمنذ سنوات كنت أدير مخزنا للمواد التموينية في المدينة، ولكن تعثرت تجارتي ولم أخسر جميع مدخراتي فحسب، بل غرقت في #ديون تتطلب مني سبع سنوات للتخلص منها.
فأقفلت المخزن وذهبت ألى أحد #البنوك لأستدين مبلغا من المال لا يزيد عن 200 دينار، وأنتقل إلى مدينة أخرى لأبحث عن عمل جديد يناسب وضعي.
كنت أسير في الشارع كإنسان مهزوم، وفقدت شجاعتي وثقتي بنفسي. وفجأة رأيت رجلا وقد بُترت قدماه، كان يجلس على مقعد يرتكز على عجلات، ويزحف في الشارع بمساعدة قطعتي خشب يحملهما في كلتا يديه. التقيت به بعد ان عبر الشارع، وبدأ يرفع نفسه ليصعد إلى الرصيف.
وفيما هو يفعل ذلك، التقت عيناه بعيني.ّ فابتسم لي ابتسامة عريضة قائلا : صباح الخير يا سيدي . . إنه صباح جميل . . أليس كذلك ؟ فرددت عليه بالموافقة.
وفيما أنا واقف أنظر إليه، عرفت كم أنا غني ! فأنا أملك قدمين سليمتين واستطيع السير، فشعرت بالخجل وقلت في نفسي : إذا كان هذا المُقعد سعيدا ومرحا وواثقا من نفسه، رغم فقدانه لقدميه، فكيف أكون أنا قلقا وحزينا بوجود قدميّ ؟
شعرت بعدها بالارتياح النفسي، وكنت قبلها قد قررت استلاف مبلغ 200 دينار من البنك، فأصبحت لدي الشجاعة الكافية لاستلاف 400 دينار، وكنت أنوي الذهاب إلى مدينة أخرى لمحاولة العثور على عمل، لكنني أعلن الآن بثقة، أنني حصلت على القرض وحصلت على عمل في مدينتي، دون الانتقال إلى مدينة أخرى.
ومن حينها ألصقت هذه الكلمات على المرآة، لكي أقرأها كل صباح :
( شعرت بالكآبة لأنني لا حذاء لدي أرتديه في قدميّ، حتى التقيت برجل لا قدمين لديه، فشكرت الله على نعمته أن أبقى لي قدمين سليمين ).
* * *
التعليق : لو فكر الإنسان بِنِعَمِ #الخالق عليه، من نظر وسمع، وقدرة على التفكير والحركة، وسلامة أطرافه، لشكر الله ليلا ونهارا على نِعَمِهِ الكثيرة، والتي لا تُقّدر بثمن. ففكر أيها #الإنسان ثم أشكر . . !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى