نهضة (مسخرة)

نهضة (مسخرة)
مصطفى وهبي التل

من نتائج الحرب العالمية الثانية كان تدمير واحتلال كل من اليابان والمانيا.
نهضة سياسية علمية صناعية نقلت هذه الدول من الدمار والاحتلال إلى أقوى الدول اقتصاديا في العالم.
النهضة التي حصلت في كل من اليابان والمانيا تسببت في الانتقال من حالة سلبية إلى حالة ايجابية وهذا يتفق مع تعريف النهضة في المعجم: إرتفاع بعد انحطاط، وتجدد وانبعاث بعد تأخر وركود.
في الأردن لدينا تعريف خاص للنهضة. صدق أو لاتصدق النهضة في الأردن هي حكومة الرزاز!!
المشكلة في التعريف الأردني أنه (مشقلب)!
فحكومة النهضة نقلت الأردن من حالة سلبية إلى حالة أكثر سلبية.
أحكام عرفية متخفية. سجن وضرب وملاحقة. ارتفاع المديونية. إقتصاد متدهور حتى قبل مصيبة الكورونا. تفشي الفساد بشكل أكبر.
لنبقى مع الفساد ولنحلل بطولات حكومة النهضة في هذا المجال.
من بداية القرن والأردن يعيش تحت منظومة فساد (هلكت) البلد. وكانت كل حكومة (في الجيبة) تردد دائما: من فضلكم، (ما حدا) يحكي فساد من غير دليل! على أساس أن (المدعوس) على رقبته يستطيع أن يحصل على معلومات عن أرباب الفساد وعن حسابات البنوك في سويسرا والكايمان. تجرأ يوما أحد المواقع الالكترونية الأردنية (خبر جو) وقدم تقريراً موسعاً ربما لا يقدم دليلاً مباشراً عن الفساد لكن بالتأكيد يطرح الكثير من الأسئلة. أستخدم الموقع مصادر الحكومة نفسها وعرض قائمة ضخمة لشركات عائلة كانت قبل بداية القرن من العائلات المتوسطة اقتصاديا. لكن، وحسب التقريرا، صبحت هذه العائلة، وبقدرة قادر، تسيطر على الكثير من الشركات المهمة في الأردن. طبعاً هذا التقرير لوحده لا يعني أن هناك شبهة فساد. لأنه من المحتمل جداً أن احد افراد هذه العائلة فاز بيانصيب ضخم واستثمر الفوز باليانصيب ليسيطر على الكثير من الشركات في الأردن وخارجها!
ماذا حصل بعد نشر هذا التقرير الخطير؟ من جانب الحكومة آنذاك لا شيء حيث (بلعت) الحكومة وقتها مقولة (بدنا دليل). أما ناشر موقع (خبر جو) الذي نشر هذا التقرير فقد اضطر أن يهرب من الأردن قبل أن يجد نفسه منتحراً بظروف غامضة أو مقتولا على باب المحكمة أو في افضل الاحوال مهددا على مدار الساعة بقوته وسلامة عائلته. اما العائلة إياها فقد زاد نفوذها وزادت ثروتها مع أنه ويا للعجب، من المستحيل أن تجد سوى شركة واحدة اليوم مسجلة باسمها في الأردن!
ما علاقة هذا بحكومة النهضة؟ بصراحة فقد تأمل الجميع خيراً بحكومة النهضة وتوقعنا وحسب الاسم أن تزمجر هذه الحكومة امام الفساد والفاسدين.
لكن، صدق من قال: تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
لم تحتاج حكومة النهضة أن يقدم المواطن الاردني البسيط دليلاً لها. بل سقطت حجة (هاتوا دليل) أمام هذه الحكومة ووصل الدليل على باب مكتب قبطان الحكومة من خلال البنك الدولي ودراسته الصادرة في شباط من العام الحالي. الدراسة قالت أن هناك 3 مليارات دولار محتمل أنها (ملطوشة) من معونات وقروض البنك الدولي إلى الأردن وهي موجودة في حسابات بنوك (اوف شور). ماذا كان رد (حكومة النهضة) على هذه الدراسة؟ في البداية تعتيم كامل رسمياً وإعلامياً وكأن الدراسة لم تصدر. لكن عندما (طلعت ريحة) الدارسة ونشرتها صحيفة عربية مهاجرة تصدر بحرية في احدى الدول التي تحترم حرية التعبير، رسخت حكومة النهضة كل أجهزتها لتحويل الموضوع إلى إنجاز اقتصادي اردني!! وعندما لم تنجح هذه (الكذبة) في طمس هذه القصة داخليا، اضطرت الحكومة إلى (الاستعانة بصديق) من داخل منظومة البنك الدولي لينكر حتى وجود الدراسة!! وبالفعل (ماتت) القصة و(ضاعت) الثلاثة مليارات في وقت نحن في أمس الحاجة لكل (مليم). إنجاز سلبي آخر (لحكومة النهضة) يضاف إلى سجلها السلبي الحافل.
نهضة؟ نهضة (مسخرة).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى