شتان بين رسالتين / أمجد شطناوي

شتان بين رسالتين
أمجد شطناوي

الفتح الإسلامي في عهد الخلفاء الراشدين جاء ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد انها رسالة رحمة وطوق نجاة للمظلومين .
تقول الرسالة ان دخلت الإسلام لك ما لنا وعليك ما علينا هذا يعني الكل سواء كاسنان المشط وهذا يعني ان هذه الأمة في تلك الحقبة من الزمن عابرة للقارات والحدود والقوميات والاثنيات.
اخسر حياتي لكي أخرجك من عبودية ما دون الله الى عبودية من ان عبدته لا يسألك ان تعطيه بل يعطيك ما تسال عكس ما دون الله تعبده وياخذ منك .
رسالة تدعوك لترك سؤال مغموس بالذل الى ما دون الله إلى :- فإذا سألت فسأل الله ليعطيك أكثر مما تسال .
رسالة ذلك الزمان الملك لله قولا وفعل وطنك عابر للحدود والناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار
وطنك أيها الانسان أينما وصلت قدماك .
اما الان بعد اكثر من 1400 سنة فأنت بين نظريتن متطرفين أحدهما في أقصى اليمين والأخرى في أقصى اليسار ، اما التي في أقصى اليسار عبدت دون ان تشعر أشخاص ورسخت حكم دكتاتوري ظالم قمعت كل الافكار الا فكرها ،فقد أغرقت في المثالية والمزاودة فقالت بمنهج العدالة الاجتماعية ودعت إلى جعل الناس طبقة واحده وأغفلت فطرة الانسان في الملكية والتنافس ونسيت او تناست ان بالاختلاف تستمر الحياة ولولا الاختلاف ما استقامت الحياة ، لذلك فإنها انهارت انهيارا مدويا إلى غير رجعة ،أما أقصى اليمين فإنها أغلقت الحدود لمن في الخارج ولبست ثوب الحرية للداخل بلا قيود سقفها السماء وخلعت ثوب الحياء وزرعت في احشاءها بذرة فناءها واصبح المجتمع كهلا فاستوردت مهاجرين اليها شبابا لكي لا تفنى وساوت بين صوت العالم والجاهل وافرطت في الملكية الفردية حتى تغولت واحكمت قبضتها على مفاصل صنع القرار فانعكس ذلك على الخارج فغزت العالم لتحافظ على مصالحها الاقتصادية ولنهب ثروات الشعوب والأمم الأخرى واستبعاد شعوبها .
بريطانيا وفرنسا وأمريكا سيدة(كما تدعي) العالم الحر غزت الامم الأخرى وقتلت الملايين من أجل المال فقط ، وعلى سبيل المثال تم قتل الملايين من البشر في كل من فيتنام وكوريا والعراق وسوريا وليبيا من أجل الثروات التي داخل الارض والمقابل اغلقت الحدود امام الآخرين الا بقدر ما يخدم الاقتصاد إنها رسالة الاستعمار الفكري والاقتصادي. الآخر بالنسبة لها بقرة حلوب كل فعل لها مقابل مصلحة ذاتيه ولا مجال لفعل الخير الا بقدر لتحسين صورتها ولتوظيفها لاستغلال الآخر ويستثنى من ذلك المنظمات الغير حكومية علما ان بعضها مخترق .
رسالة الأرض المقسمة إلى أوطان وحدود يمنع اختراقها.
رسالة الرأسمالية الاستعمارية المتغولة الموغلة في المادة والمصلحة والبرغماتية.
بعض الدول ما تهدره من ماء ترفيها أكثر مما يوجد في عدة دول لا بل ان بعض الدول يموت فيها الناس من الجفاف بسبب قلة الماء.
رسالة ثروات الارض ملك لأشخاص وقائمة المقارنة تطول ويضيق المقال بذكرها.
في الختام رسالة حقبة الراشدين قول وفعل تجسدت بقول الله سبحانه وتعالى وما ارسلناك الا رحمة العالمين ورسالة من تدعي الرقي ساقاسمك في ثروتك ، لأنني انا من يحميك وسبب وجودك ولأنني انا العالم الأول وانت العالم الثالث رسالة ساقتلك من اجل مالك ،بربكم هل هذه بتلك؟ برأيكم الم تتفوق دولة ما قبل 1400سنة بالمفهوم الإنساني والرقي وكرسالة عالمية على دولة الرأسمالية المتغولة مثل أمريكا اليوم والتي تدعي انها سيدة العالم الحر؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى