من كل بستان زهرة (22)

من كل #بستان #زهرة (22)

ماجد دودين

عن عدي بن حاتم الطائي قال: كُنْتُ عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَجَاءَهُ رَجُلَانِ أَحَدُهُما يَشْكُو العَيْلَةَ، والآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَمَّا قَطْعُ السَّبِيلِ: فإنَّه لا يَأْتي عَلَيْكَ إلَّا قَلِيلٌ، حتَّى تَخْرُجَ العِيرُ إلى مَكَّةَ بغيرِ خَفِيرٍ، وأَمَّا العَيْلَةُ: فإنَّ السَّاعَةَ لا تَقُومُ، حتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُمْ بصَدَقَتِهِ، لا يَجِدُ مَن يَقْبَلُهَا منه، ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ليسَ بيْنَهُ وبيْنَهُ حِجَابٌ ولَا تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ له، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ له: أَلَمْ أُوتِكَ مَالًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ أَلَمْ أُرْسِلْ إلَيْكَ رَسولًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عن يَمِينِهِ فلا يَرَى إلَّا النَّارَ، ثُمَّ يَنْظُرُ عن شِمَالِهِ فلا يَرَى إلَّا النَّارَ، فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمُ النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فإنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ. “صحيح البخاري”


يَا نَفْسُ قَدْ طَابَ في امْهَالِكِ العَمَلُ فاسْتدْرِكِي قَبْلَ أنْ يَدْنُو لَكِ الأَجَلُ

مقالات ذات صلة

إلى مَتَى أنْتِ في لَهْوٍ وفي لَعِبٍ يَغُرُّكِ الخَادِعَانِ الحِرْصُ وَالأمَلُ

وأنتِ في سُكر لَهْوٍ لَيْسَ يَدْفَعُهُ عَنْ قَلْبِكِ النَّاصِحَانِ العُتْبُ وَالْعَذَلُ

فَزَوَّدِيْ لِطَرِيْقٍ أَنْتِ سَالِكه فِيْهَا فَعَمَّا قليْلٌ يَأْتِكَ المَثَـــــــــــــــــلُ

وَلا يَغُرُّكِ أيَامُ الشَّبَابِ فَفِي أَعْقَابِهَا المُوبِقَانِ الشَّيْبُ وَالأَجَـــــــلُ

يَا نَفْسُ تُوْبِيْ مِنْ العِصْيَانِ واجْتَهِدي وَلا يَغُرَّنَّكِ الأبْعَادُ وَالملـــلُ

ثُمَّ احْذَرِيْ مَوْقِفَاً صَعباً لِشِدَّتِهِ يَغْشَى الوَرَى المُتْلِفَانِ الحُزْنُ وَالوَجَلُ

وَيَخْتَمُ الفَمُ وَالأَعْضَاءُ نَاطِقَةٌ وَيَظْهَرُ المُفْصِحَانِ الخَطُّ وَالخَطَــــلُ

وَيَحْكُمُ اللهُ بَيْنَ الخَلْقِ مَعْدِلَةً فتُذْكَرُ الحَالتَانِ البِرُّ وَالزَّلَـــــــــــلُ


عن أنس بن مالك قال: (يؤتى بابن آدم يوم القيامة حتى يوقف بين كفَّتي الميزان ويوكَّل به مَلكٌ، فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوته يُسمع الخلائق: سعد فلان ابن فلان سعادة لا يشقى بعدها أبداً، وإن خفَّ ميزانه نادى الملك بصوته يُسمع الخلائق: شقي فلان ابن فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً).


مَثِّلْ وُقُوفَكَ يَوْمَ الْحَشْرِ عِريَانا – مُسْتَعْطِفًا قَلِقَ الأحْشَاءِ حَيْرانَــــــا

النَّارُ تَزْفُر مِنْ غَيْظٍ وَمِن حَنَقٍ – عَلَى العُصَاةِ وَتَلْقَ الرَّبَ غَضْبَانَــا

اقْرَأ كِتَابَكَ يَا عَبْدِي عَلَى مَهَلٍ – وَانْظُرْ إِليه تَرَى هَل كَانَ مَا كَانـــا

لَمَّا قَرَأت كِتابًا لاَ يُغَادِر لِي – حَرفًا وَمَا كَـــانَ فِي سِرٍّ وَإعْلانَــــــا

قال الجليل خُذُوْهُ يَا مَلاَئِكَتِي – مُرُوا بِعَبْدِي إِلَى النِّيْرَانِ عَطْشَانًــــا

يَا رَبِّ لاَ تَخْزِنَا يَوْمَ الْحِسَابِ وَلا – تَجْعَلْ لَنَارِكَ فِيْنَا اليَوْمَ سُلْطَانَـا


قَالَ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله:” عَنهُ اتَّقِ الله بِطَاعَتِهِ … وأطع الله بتقواه …ولتخف يداك من دِمَاء الْمُسلمين وبطنك من أَمْوَالهم وَلِسَانك من أعراضهم وحاسب نَفسك فِي كل خطرة وراقب الله فِي كل نفس”.


إذا شِئتَ أن تَلقى عدوَّكَ راغِماً وتَقتُلَه غمّاً وتُحرِقَهُ هَمّــــــــــاً

فسامِ للعُلى وازدَد منَ العلمِ إنّهُ منِ ازداد عِلماً زادَ حاسدَهُ غَمّاً


قَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ يَا ابْن آدم لَا تفرح بالغنى وَلَا تقنط بالفقر وَلَا تحزن بالبلاء وَلَا تفرح بالرخاء فَإِن الذَّهَب يجرب بالنَّار وَإِن العَبْد الصَّالح يجرب بالبلاء وَإنَّك لَا تنَال مَا تُرِيدُ إِلَّا بترك مَا تشْتَهي وَلنْ تبلغ مَا تؤمل إِلَّا بِالصبرِ على مَا تكره وابذل جهدك لرعاية مَا افْترض عَلَيْك وَارْضَ بِمَا أرادك الله بِهِ


فَبَادِرْ إِلَى الْخَيْرَاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا … وَخَالِفْ مُرَادَ النَّفْسِ قَبْلَ مَمَاتِهَا

سَتَبْكِي نُفُوسٌ فِي الْقِيَامَةٍ حَسْرَةً … عَلَى فَوْتِ أَوْقَاتٍ زَمَانَ حَيَاتِهَا

فَلا تَغْتَرِرْ بِالْعِزِّ وَالْمَالِ وَالْمُنَى … فَكَمْ قَدْ بُلِينَا بِانْقِلابِ صِفَاتِهَا


قَالَ ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ ارْض بِمَا قسم الله لَك تكن من أغْنى النَّاس واجتنب مَا حرم الله عَلَيْك تكن من أورع النَّاس وأد مَا افْترض الله عَلَيْك تكن من أعبد النَّاس وَلَا تشك من هُوَ أرْحم بك إِلَى من لَا يَرْحَمك واستعن بِاللَّه تكن من أهل خاصته


يا راجِيَ الناسِ ربُّ الناسِ موْجـــــــــودُ فالْجَأْ إليْهِ فمِنْهُ الفـضْلُ والجُــــــــــــودُ

واقْصُدْهُ دوْماً تجِدْ في بــــــــابهِ فـَــرَجاً والخيْــر في ساحهِ والعفْـو مـمْــــــدودُ

هـل تسْأل الناسَ يا ذا العقْلِ مُرْتَجِيـــاً وكُـلُّ شيءٍ إلى الرحْمــــــنِ مــــــــــــرْدودُ!!

يا راجِيَ الخلْقِ في خــوْفٍ وفي أمَـــلٍ لا يُقْصَدُ الخلْقُ والخـلّاقُ مقْصـــــــــودُ

لا تسْألِ العبْـدَ يا نَوْمـــــانُ مكْـــــــرُمَةً من يـبْتَغِ الفضْـلَ عِنْــدَ العبْدِ مصْـــدودُ

بابُ الكريـــــــــــــــمِ لِمن ناداهُ مُنْفَتِحٌ على الدوامِ وبابُ الناسِ موْصـــــــــودُ

فارْجعْ لِموْلاكَ في عُسْـرٍ وفي يُسْــــرٍ منْ يقْصدِ اللهَ في الحالَيْنِ مسْعـــــودُ


قَالَ عبَادَة بن الصَّامِت رَضِي الله عَنهُ أظهر الْيَأْس مِمَّا فِي أَيدي النَّاس فَإِنَّهُ الْغنى وَإِيَّاك والطمع وَطلب الْحَاجَات فَإِنَّهُ الْفقر وَإِذا صليت فصل صَلَاة مُودع وَاعْلَم أَنَّك لن تَجِد طعم الْإِيمَان حَتَّى تؤمن بِالْقدرِ خَيره وشره وَكن بِالْحَقِّ عَاملا يزدك الله نورا وبصيرة وَلَا تكن مِمَّن يَأْمر بِهِ وينأى عَنهُ فيبوء بإثمه ويتعرض لمقت ربه قَالَ الله عز وَجل {كبر مقتا عِنْد الله أَن تَقولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} وَلَا تخالط إِلَّا عَاقِلا تقيا وَلَا تجَالس إِلَّا عَالما بَصيرًا… وتواضع للحق واخضع لَهُ وأدم ذكر الله تنَلْ قربه … وابذل النَّصِيحَة لله وَلِلْمُؤْمنِينَ وشاور فِي أَمرك الَّذين يَخْشونَ الله …قَالَ الله عز وَجل {إِنَّمَا يخْشَى الله من عباده الْعلمَاء} وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الدّين النَّصِيحَة) وَاعْلَم أَن من نصحك فقد أحبك وَمن داهنك فقد غشك وَمن لم يقبل نصيحتك فَلَيْسَ بِأَخ لَك.


إِذَا أَرْهَقَتْكَ هُمُومُ الْحَيَــاةِ وَمَسَّكَ مِنْهَا عَظِيمُ الضَّـرَرْ

وَذُقْتَ الْأَمَرَّيْنِ حَتَّى بَكَيْـتَ وَضَجَّ فُؤادُكَ حَتَّى انْفَجَـرْ

وَسُدَّتْ بِوَجْهِكَ كُلُّ الدُّرُوبِ وَأَوْشَكْتَ تَسْقُطُ بَيْنَ الْحُفَرْ

فَيَمِّمْ إِلَى اللهِ فِي لَهْفَـــةٍ وَبُثَّ الشَّكَاةَ لِرَبِّ الْبَشَـرْ


قَالَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ لَا خير فِي قوم لَيْسُوا بناصحين، وَلَا خير فِي قوم لَا يحبونَ الناصحين، وآثر الصدْق فِي كل موطن تغنم، وَاعْتَزل الفضول تسلم، فَإِن الصدْق يهدي إِلَى الْبر وَالْبر يهدي إِلَى رضَا الله تَعَالَى، وَالْكذب يهدي إِلَى الْفُجُور والفجور يُورث سخط الله.


يَا سَاكن الدُّنْيَا تأهب … وانتظر يَوْم الْفِرَاق

وَاعد زادا للرحيل … فَسَوف يحدى بالرفاق

وابك الذُّنُوب يَا دمع … تنهل من سحب المآق

يَا من أضاع زَمَانه … أرضيت مَا يفني بباق


قَالَ عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا لَا تَتَكَلَّم فِيمَا لَا يَعْنِيك وَلَا تمار سَفِيها وَلَا حَلِيمًا وَاذْكُر أَخَاك بِمَا تحب أَن تذكر بِهِ واعمل عمل رجل يعلم أَنه مجازى بِالْإِحْسَانِ مَأْخُوذ بالإجرام وأدم شكرك وأقصر من أملك وزر الْقُبُور بهمك وَجل فِي الْحَشْر بقلبك.


أَمَا وَاللهِ لَوْ عَرَفَ الأَنَامُ … لِمَا خُلِقُوا لَمَا غَفَلُوا وَنَامُوا

لَقَدْ خُلِقُوا لِمَا لَوْ أَبْصَرَتْهُ … عُيُونُ قُلُوبِهِمْ تَاهُوا وَهَامُوا

مَمَاتٌ ثُمَّ قَبْرٌ ثُمَّ حَشْرٌ … وَتَوْبِيخٌ وَأَهْوَالٌ عِظَامُ

لِيَوْمِ الْحَشْرِ قَدْ خُلِّقَتْ رِجَالٌ … فَصَلُّوا مِنْ مَخَافَتِهِ وَصَامُوا

وَنَحْنُ إِذَا أُمِرْنَا أَوْ نُهِينَا … كَأَهْلِ الْكَهْفِ أَيْقَاظُ نِيَامُ


قَالَ بعض الْحُكَمَاء الْقلب مثل بَيت لَهُ سِتَّة أَبْوَاب ثمَّ قيل لَك احذر أَلا يدْخل عَلَيْك من أحد الْأَبْوَاب شَيْء فَيفْسد عَلَيْك الْبَيْت فالقلب هُوَ الْبَيْت والأبواب العينان وَاللِّسَان والسمع وَالْبَصَر وَالْيَدَانِ وَالرجلَانِ فَمَتَى انْفَتح بَاب من هَذِه الْأَبْوَاب بِغَيْر علم ضَاعَ الْبَيْت.


أيّها الحامِــــــــلُ هَمًّا إنّ هذا لا يدومُ

مثلما تفنى المســـــــــــــــراتُ كَذا تَفنى الهُمومُ

إنْ قسا الدهـــــــرُ فإنّ الله بالنّاسِ رَحيــــــــــــمُ

أوْ ترَى الخَطبَ عَظيماً فكَذا الأجْرُ عَظيــمُ


الوقت بسنواته وشهوره وأسابيعه وساعاته هو عمر الإنسان ومجال حياته، ومحطات عيشه ولحظاته، ومميز سيره وتقلباته، وكلما مرّت لحظة إلا ومر معها سير العمر نحو النهاية المحتومة.

وما المرء إلا راكب ظهر عمره على سفر يفنيه باليوم والشهر

يبيت ويضحي كل يوم وليلة بعيدًا عن الدنيا قريبًا إلى القبـــر


قَالَ رجل لطاووس أوصني قَالَ: أوصيك أَن تحب الله حبا حَتَّى لَا يكون شَيْء أحب إِلَيْك مِنْهُ وخفه خوفًا حَتَّى لَا يكون شَيْء أخوف إِلَيْك مِنْهُ وارج الله رَجَاء يحول بَيْنك وَبَين ذَلِك الْخَوْف وَارْضَ للنَّاس مَا ترْضى لنَفسك قُم فقد جمعت لَك التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْفرْقَان.


قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَلْخُرْقُ فِي الْمَعِيشَةِ أَخْوَفُ عِنْدِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَوَزِ؛ إِنَّهُ لَا يَبْقَى مَعَ الْفَسَادِ شَيْءٌ وَلَا يَقِلُّ مَعَ الْإِصْلَاحِ شَيْءٌ».


إِذَا شئتَ أَنْ تَلْقَى عَدُوَّكَ رَاغِمًا. . . فَتُحْرِقَهُ حُزُنًا وَتَقْتُلَـــــــــهُ غَمًّـا

فَعَلَيْكَ بالإِخْلاصِ وَالزُّهْدِ والتُّقَى. . . فَمَنْ فَازَ فِيهَا مَاتَ حُسَّادُهُ هَمًّا


وقف قوم على عالم، فقالوا: إنَّا سائلوك أفمجيبنا أنت؟ قال: سلوا، ولا تكثروا؛ فإنَّ النَّهار لن يرجع والعمر لن يعود، والطَّالب حثيث في طلبه. قالوا: فأوصنا. قال: تزوَّدوا على قَدْرِ سفركم؛ فإنَّ خير الزَّاد ما أبلغ البغية. ثمَّ قال: الأيَّام صحائف الأعمار، فخلِّدوها أحسن الأعمال، فإنَّ الفرص تمرُّ مرَّ السَّحاب، والتَّواني مِن أخلاق الكسالى والخوالف، ومَن استوطن مركب العَجْز عثر به. وتزوَّج التَّواني بالكَسَل فولد بينهما الخسران.

تزوَّجت البطالة بالتَّواني فأولدها غلامًا مع غلامه

فأمَّا الابن سمَّوه بفقر وأما البنت سمَّوها ندامــــــة


      اصرف هُمُومَكَ لِلقُرآنِ تَفْهَمَهُ     واعْملَ بِهِ كيْ تَنَالَ الأجْرَ والشَّرَفَا

   الذكـــر أصدق قول فافهم الخبرا لأنه قول من أنشــــــــــأ البشـــرا

   وتحمد الله في يوم الميعاد وإذا   جاء الحساب وعمّ الخوف وانتشرا

عن عدي بن حاتم الطائي قال: كُنْتُ عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَجَاءَهُ رَجُلَانِ أَحَدُهُما يَشْكُو العَيْلَةَ، والآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَمَّا قَطْعُ السَّبِيلِ: فإنَّه لا يَأْتي عَلَيْكَ إلَّا قَلِيلٌ، حتَّى تَخْرُجَ العِيرُ إلى مَكَّةَ بغيرِ خَفِيرٍ، وأَمَّا العَيْلَةُ: فإنَّ السَّاعَةَ لا تَقُومُ، حتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُمْ بصَدَقَتِهِ، لا يَجِدُ مَن يَقْبَلُهَا منه، ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ليسَ بيْنَهُ وبيْنَهُ حِجَابٌ ولَا تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ له، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ له: أَلَمْ أُوتِكَ مَالًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ أَلَمْ أُرْسِلْ إلَيْكَ رَسولًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عن يَمِينِهِ فلا يَرَى إلَّا النَّارَ، ثُمَّ يَنْظُرُ عن شِمَالِهِ فلا يَرَى إلَّا النَّارَ، فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمُ النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فإنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ. “صحيح البخاري”


يَا نَفْسُ قَدْ طَابَ في امْهَالِكِ العَمَلُ فاسْتدْرِكِي قَبْلَ أنْ يَدْنُو لَكِ الأَجَلُ

إلى مَتَى أنْتِ في لَهْوٍ وفي لَعِبٍ يَغُرُّكِ الخَادِعَانِ الحِرْصُ وَالأمَلُ

وأنتِ في سُكر لَهْوٍ لَيْسَ يَدْفَعُهُ عَنْ قَلْبِكِ النَّاصِحَانِ العُتْبُ وَالْعَذَلُ

فَزَوَّدِيْ لِطَرِيْقٍ أَنْتِ سَالِكه فِيْهَا فَعَمَّا قليْلٌ يَأْتِكَ المَثَـــــــــــــــــلُ

وَلا يَغُرُّكِ أيَامُ الشَّبَابِ فَفِي أَعْقَابِهَا المُوبِقَانِ الشَّيْبُ وَالأَجَـــــــلُ

يَا نَفْسُ تُوْبِيْ مِنْ العِصْيَانِ واجْتَهِدي وَلا يَغُرَّنَّكِ الأبْعَادُ وَالملـــلُ

ثُمَّ احْذَرِيْ مَوْقِفَاً صَعباً لِشِدَّتِهِ يَغْشَى الوَرَى المُتْلِفَانِ الحُزْنُ وَالوَجَلُ

وَيَخْتَمُ الفَمُ وَالأَعْضَاءُ نَاطِقَةٌ وَيَظْهَرُ المُفْصِحَانِ الخَطُّ وَالخَطَــــلُ

وَيَحْكُمُ اللهُ بَيْنَ الخَلْقِ مَعْدِلَةً فتُذْكَرُ الحَالتَانِ البِرُّ وَالزَّلَـــــــــــلُ


عن أنس بن مالك قال: (يؤتى بابن آدم يوم القيامة حتى يوقف بين كفَّتي الميزان ويوكَّل به مَلكٌ، فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوته يُسمع الخلائق: سعد فلان ابن فلان سعادة لا يشقى بعدها أبداً، وإن خفَّ ميزانه نادى الملك بصوته يُسمع الخلائق: شقي فلان ابن فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً).


مَثِّلْ وُقُوفَكَ يَوْمَ الْحَشْرِ عِريَانا – مُسْتَعْطِفًا قَلِقَ الأحْشَاءِ حَيْرانَــــــا

النَّارُ تَزْفُر مِنْ غَيْظٍ وَمِن حَنَقٍ – عَلَى العُصَاةِ وَتَلْقَ الرَّبَ غَضْبَانَــا

اقْرَأ كِتَابَكَ يَا عَبْدِي عَلَى مَهَلٍ – وَانْظُرْ إِليه تَرَى هَل كَانَ مَا كَانـــا

لَمَّا قَرَأت كِتابًا لاَ يُغَادِر لِي – حَرفًا وَمَا كَـــانَ فِي سِرٍّ وَإعْلانَــــــا

قال الجليل خُذُوْهُ يَا مَلاَئِكَتِي – مُرُوا بِعَبْدِي إِلَى النِّيْرَانِ عَطْشَانًــــا

يَا رَبِّ لاَ تَخْزِنَا يَوْمَ الْحِسَابِ وَلا – تَجْعَلْ لَنَارِكَ فِيْنَا اليَوْمَ سُلْطَانَـا


قَالَ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله:” عَنهُ اتَّقِ الله بِطَاعَتِهِ … وأطع الله بتقواه …ولتخف يداك من دِمَاء الْمُسلمين وبطنك من أَمْوَالهم وَلِسَانك من أعراضهم وحاسب نَفسك فِي كل خطرة وراقب الله فِي كل نفس”.


إذا شِئتَ أن تَلقى عدوَّكَ راغِماً وتَقتُلَه غمّاً وتُحرِقَهُ هَمّــــــــــاً

فسامِ للعُلى وازدَد منَ العلمِ إنّهُ منِ ازداد عِلماً زادَ حاسدَهُ غَمّاً


قَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ يَا ابْن آدم لَا تفرح بالغنى وَلَا تقنط بالفقر وَلَا تحزن بالبلاء وَلَا تفرح بالرخاء فَإِن الذَّهَب يجرب بالنَّار وَإِن العَبْد الصَّالح يجرب بالبلاء وَإنَّك لَا تنَال مَا تُرِيدُ إِلَّا بترك مَا تشْتَهي وَلنْ تبلغ مَا تؤمل إِلَّا بِالصبرِ على مَا تكره وابذل جهدك لرعاية مَا افْترض عَلَيْك وَارْضَ بِمَا أرادك الله بِهِ


فَبَادِرْ إِلَى الْخَيْرَاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا … وَخَالِفْ مُرَادَ النَّفْسِ قَبْلَ مَمَاتِهَا

سَتَبْكِي نُفُوسٌ فِي الْقِيَامَةٍ حَسْرَةً … عَلَى فَوْتِ أَوْقَاتٍ زَمَانَ حَيَاتِهَا

فَلا تَغْتَرِرْ بِالْعِزِّ وَالْمَالِ وَالْمُنَى … فَكَمْ قَدْ بُلِينَا بِانْقِلابِ صِفَاتِهَا


قَالَ ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ ارْض بِمَا قسم الله لَك تكن من أغْنى النَّاس واجتنب مَا حرم الله عَلَيْك تكن من أورع النَّاس وأد مَا افْترض الله عَلَيْك تكن من أعبد النَّاس وَلَا تشك من هُوَ أرْحم بك إِلَى من لَا يَرْحَمك واستعن بِاللَّه تكن من أهل خاصته


يا راجِيَ الناسِ ربُّ الناسِ موْجـــــــــودُ فالْجَأْ إليْهِ فمِنْهُ الفـضْلُ والجُــــــــــــودُ

واقْصُدْهُ دوْماً تجِدْ في بــــــــابهِ فـَــرَجاً والخيْــر في ساحهِ والعفْـو مـمْــــــدودُ

هـل تسْأل الناسَ يا ذا العقْلِ مُرْتَجِيـــاً وكُـلُّ شيءٍ إلى الرحْمــــــنِ مــــــــــــرْدودُ!!

يا راجِيَ الخلْقِ في خــوْفٍ وفي أمَـــلٍ لا يُقْصَدُ الخلْقُ والخـلّاقُ مقْصـــــــــودُ

لا تسْألِ العبْـدَ يا نَوْمـــــانُ مكْـــــــرُمَةً من يـبْتَغِ الفضْـلَ عِنْــدَ العبْدِ مصْـــدودُ

بابُ الكريـــــــــــــــمِ لِمن ناداهُ مُنْفَتِحٌ على الدوامِ وبابُ الناسِ موْصـــــــــودُ

فارْجعْ لِموْلاكَ في عُسْـرٍ وفي يُسْــــرٍ منْ يقْصدِ اللهَ في الحالَيْنِ مسْعـــــودُ


قَالَ عبَادَة بن الصَّامِت رَضِي الله عَنهُ أظهر الْيَأْس مِمَّا فِي أَيدي النَّاس فَإِنَّهُ الْغنى وَإِيَّاك والطمع وَطلب الْحَاجَات فَإِنَّهُ الْفقر وَإِذا صليت فصل صَلَاة مُودع وَاعْلَم أَنَّك لن تَجِد طعم الْإِيمَان حَتَّى تؤمن بِالْقدرِ خَيره وشره وَكن بِالْحَقِّ عَاملا يزدك الله نورا وبصيرة وَلَا تكن مِمَّن يَأْمر بِهِ وينأى عَنهُ فيبوء بإثمه ويتعرض لمقت ربه قَالَ الله عز وَجل {كبر مقتا عِنْد الله أَن تَقولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} وَلَا تخالط إِلَّا عَاقِلا تقيا وَلَا تجَالس إِلَّا عَالما بَصيرًا… وتواضع للحق واخضع لَهُ وأدم ذكر الله تنَلْ قربه … وابذل النَّصِيحَة لله وَلِلْمُؤْمنِينَ وشاور فِي أَمرك الَّذين يَخْشونَ الله …قَالَ الله عز وَجل {إِنَّمَا يخْشَى الله من عباده الْعلمَاء} وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الدّين النَّصِيحَة) وَاعْلَم أَن من نصحك فقد أحبك وَمن داهنك فقد غشك وَمن لم يقبل نصيحتك فَلَيْسَ بِأَخ لَك.


إِذَا أَرْهَقَتْكَ هُمُومُ الْحَيَــاةِ وَمَسَّكَ مِنْهَا عَظِيمُ الضَّـرَرْ

وَذُقْتَ الْأَمَرَّيْنِ حَتَّى بَكَيْـتَ وَضَجَّ فُؤادُكَ حَتَّى انْفَجَـرْ

وَسُدَّتْ بِوَجْهِكَ كُلُّ الدُّرُوبِ وَأَوْشَكْتَ تَسْقُطُ بَيْنَ الْحُفَرْ

فَيَمِّمْ إِلَى اللهِ فِي لَهْفَـــةٍ وَبُثَّ الشَّكَاةَ لِرَبِّ الْبَشَـرْ


قَالَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ لَا خير فِي قوم لَيْسُوا بناصحين، وَلَا خير فِي قوم لَا يحبونَ الناصحين، وآثر الصدْق فِي كل موطن تغنم، وَاعْتَزل الفضول تسلم، فَإِن الصدْق يهدي إِلَى الْبر وَالْبر يهدي إِلَى رضَا الله تَعَالَى، وَالْكذب يهدي إِلَى الْفُجُور والفجور يُورث سخط الله.


يَا سَاكن الدُّنْيَا تأهب … وانتظر يَوْم الْفِرَاق

وَاعد زادا للرحيل … فَسَوف يحدى بالرفاق

وابك الذُّنُوب يَا دمع … تنهل من سحب المآق

يَا من أضاع زَمَانه … أرضيت مَا يفني بباق


قَالَ عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا لَا تَتَكَلَّم فِيمَا لَا يَعْنِيك وَلَا تمار سَفِيها وَلَا حَلِيمًا وَاذْكُر أَخَاك بِمَا تحب أَن تذكر بِهِ واعمل عمل رجل يعلم أَنه مجازى بِالْإِحْسَانِ مَأْخُوذ بالإجرام وأدم شكرك وأقصر من أملك وزر الْقُبُور بهمك وَجل فِي الْحَشْر بقلبك.


أَمَا وَاللهِ لَوْ عَرَفَ الأَنَامُ … لِمَا خُلِقُوا لَمَا غَفَلُوا وَنَامُوا

لَقَدْ خُلِقُوا لِمَا لَوْ أَبْصَرَتْهُ … عُيُونُ قُلُوبِهِمْ تَاهُوا وَهَامُوا

مَمَاتٌ ثُمَّ قَبْرٌ ثُمَّ حَشْرٌ … وَتَوْبِيخٌ وَأَهْوَالٌ عِظَامُ

لِيَوْمِ الْحَشْرِ قَدْ خُلِّقَتْ رِجَالٌ … فَصَلُّوا مِنْ مَخَافَتِهِ وَصَامُوا

وَنَحْنُ إِذَا أُمِرْنَا أَوْ نُهِينَا … كَأَهْلِ الْكَهْفِ أَيْقَاظُ نِيَامُ


قَالَ بعض الْحُكَمَاء الْقلب مثل بَيت لَهُ سِتَّة أَبْوَاب ثمَّ قيل لَك احذر أَلا يدْخل عَلَيْك من أحد الْأَبْوَاب شَيْء فَيفْسد عَلَيْك الْبَيْت فالقلب هُوَ الْبَيْت والأبواب العينان وَاللِّسَان والسمع وَالْبَصَر وَالْيَدَانِ وَالرجلَانِ فَمَتَى انْفَتح بَاب من هَذِه الْأَبْوَاب بِغَيْر علم ضَاعَ الْبَيْت.


أيّها الحامِــــــــلُ هَمًّا إنّ هذا لا يدومُ

مثلما تفنى المســـــــــــــــراتُ كَذا تَفنى الهُمومُ

إنْ قسا الدهـــــــرُ فإنّ الله بالنّاسِ رَحيــــــــــــمُ

أوْ ترَى الخَطبَ عَظيماً فكَذا الأجْرُ عَظيــمُ


الوقت بسنواته وشهوره وأسابيعه وساعاته هو عمر الإنسان ومجال حياته، ومحطات عيشه ولحظاته، ومميز سيره وتقلباته، وكلما مرّت لحظة إلا ومر معها سير العمر نحو النهاية المحتومة.

وما المرء إلا راكب ظهر عمره على سفر يفنيه باليوم والشهر

يبيت ويضحي كل يوم وليلة بعيدًا عن الدنيا قريبًا إلى القبـــر


قَالَ رجل لطاووس أوصني قَالَ: أوصيك أَن تحب الله حبا حَتَّى لَا يكون شَيْء أحب إِلَيْك مِنْهُ وخفه خوفًا حَتَّى لَا يكون شَيْء أخوف إِلَيْك مِنْهُ وارج الله رَجَاء يحول بَيْنك وَبَين ذَلِك الْخَوْف وَارْضَ للنَّاس مَا ترْضى لنَفسك قُم فقد جمعت لَك التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْفرْقَان.


قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَلْخُرْقُ فِي الْمَعِيشَةِ أَخْوَفُ عِنْدِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَوَزِ؛ إِنَّهُ لَا يَبْقَى مَعَ الْفَسَادِ شَيْءٌ وَلَا يَقِلُّ مَعَ الْإِصْلَاحِ شَيْءٌ».


إِذَا شئتَ أَنْ تَلْقَى عَدُوَّكَ رَاغِمًا. . . فَتُحْرِقَهُ حُزُنًا وَتَقْتُلَـــــــــهُ غَمًّـا

فَعَلَيْكَ بالإِخْلاصِ وَالزُّهْدِ والتُّقَى. . . فَمَنْ فَازَ فِيهَا مَاتَ حُسَّادُهُ هَمًّا


وقف قوم على عالم، فقالوا: إنَّا سائلوك أفمجيبنا أنت؟ قال: سلوا، ولا تكثروا؛ فإنَّ النَّهار لن يرجع والعمر لن يعود، والطَّالب حثيث في طلبه. قالوا: فأوصنا. قال: تزوَّدوا على قَدْرِ سفركم؛ فإنَّ خير الزَّاد ما أبلغ البغية. ثمَّ قال: الأيَّام صحائف الأعمار، فخلِّدوها أحسن الأعمال، فإنَّ الفرص تمرُّ مرَّ السَّحاب، والتَّواني مِن أخلاق الكسالى والخوالف، ومَن استوطن مركب العَجْز عثر به. وتزوَّج التَّواني بالكَسَل فولد بينهما الخسران.

تزوَّجت البطالة بالتَّواني فأولدها غلامًا مع غلامه

فأمَّا الابن سمَّوه بفقر وأما البنت سمَّوها ندامــــــة


      اصرف هُمُومَكَ لِلقُرآنِ تَفْهَمَهُ     واعْملَ بِهِ كيْ تَنَالَ الأجْرَ والشَّرَفَا

   الذكـــر أصدق قول فافهم الخبرا لأنه قول من أنشــــــــــأ البشـــرا

   وتحمد الله في يوم الميعاد وإذا   جاء الحساب وعمّ الخوف وانتشرا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى