اتفاقية الغاز.. لماذا التردد؟ / عمر عياصرة

اتفاقية الغاز .. لماذا التردد؟

الملك يلغي زيارته لرومانيا نصرة للقدس، قبل ذلك، ترامب، اعطى القدس لإسرائيل وها هو يعطيها الجولان، وهناك صفقة تطبخ للضفة، وفي الزرقاء يتحدث رأس الدولة عن ضغوطات تتعرض لها البلاد لتتنازل.
هذه السياقات، لا تحتمل الا التصعيد، فلا يعقل بعد كل ذلك ان نرسل لإسرائيل اية رسالة ايجابية، فالواجب الوطني ببساطة يستلزم منا اظهار الصلابة والوحدة تجاه هذا العدو الغاشم.
من هنا، أستغرب كل هذا التردد الذي تمارسه الدولة وادواتها في التعامل مع ملف اتفاقية الغاز، فمن الجريمة ان يعرض الامر على النواب وان تتم عملية لفلفته.
نعم انها مراهقة وطنية وسياسية اذا ما تم لفلفة ملف اتفاقية الغاز، فقد كان من الافضل عدم الدخول في نقاش حوله نيابيا ما دامت النتيجة اننا لن نلغي الاتفاقية.
وهنا أسأل: أي الرسائل ستصل «اسرائيل» اذا ما مرت الاتفاقية؟ للاسف، انها رسالة الضعف ورسالة الخوف ورسالة الانفعال السطحي، فما دمنا قد قررنا وضع الاتفاقية على طاولة الطخ والنقاش، فلنلغيها مهما كانت الكلف.
تحويل الملف الى المحكمة الدستورية هو نوع من التسويف والهروب، لكن المصيبة الاكبر فيه انه سيعطي «اسرائيل» تصورا واضحا عن عدم انسجامنا، وعن حجم تحايل بعضنا على البعض الآخر لأجل عدم إغضاب العدو الغاشم.
رسائلنا في هذا التوقيت يجب ان تكون حاسمة، غير مترددة، ودخولنا في شائكة الملفات يجب، اقلها، ان تكون محسوبة، ولعلي طالبت سابقا بخطة واضحة تدار بحنكة وحكمة لا تحتمل الأخطاء.
مرة اخرى، قوتنا في الظهور موحدين مهما اختلفنا، لذلك يجب ان يدار ملف الصمود تجاه الضغوط المتعلقة بالقدس وفلسطين بحنكة وحكمة ودون اخطاء.
ولا زلت آمل ان لا نخوض ملفا يتعلق بـ»إسرائيل» إلا ونتيجته ماثلة امامنا، ونستطيع السيطرة على نتائجه؛ لأن الاهم ان لا تشعر «اسرائيل» بعجز ارادتنا، وان لا تلمح بعضا من خلافاتنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى