وقفة مع المناهج الجديدة / د . حسين عبيدات

وقفة مع المناهج الجديدة
عندما كان وزير الصناعة والتجارة خارج الحكومة كان ينتقد السياسات الاقتصادية للحكومة السابقة التي لم تكن ترى حلا للوضع الاقتصادي الا في جيوب المواطن وكان ينظر علينا من خلال لقاءاته عبر الفضائيات ان تلك سياسات خاظئة لن تفضي الى نمو اقتصادي بل ستزيد الوضع سوءا وكان الناس يعتقدون أنه لو كان في الحكومة لربما طبق شيئا من ذلك التنظير واوقف مد يد الحكومة في جيوب المواطن بل لربما رأى المواطن ضوءا في أخر النفق يبشر بوضع اقتصادي أفضل مما يعيشه. لكن الناس لا يعلمون ان أسوأ الساسة هم المنظرون. لذا عندما جاء الى الوزارة نسي ما كان يتحدث به والانتقادات السابقة وبدأ البحث في زوايا من جيوب المواطنين لم تخطر ببال الحكومة السابقة ومازال البحث مستمرا والوعود بالمزيد حتى “يشحد الناس الملح”.
ليت الأمور وقفت عند هذا الحد، بل بدأ يدلي بدلوه حول تعديل المناهج وانه قرار وطني من مبدأ “عنزه ولو طارت” لأن مناهجنا تشجع على التطرف وأن ما صرح به رئيس لجنة التربية في مجلس النواب السابق لإحدى الفضائيات حول حضور ممثلين للبنك الدولي وال يو أس إيد لإجتماعات اللجنة ووزارة التربية حول تعديل المناهج غير صحيح. فأسماء محمد وخالد والقدس وغزوات الرسول وفلسطين وفراس العجلوني و….و…..و….. كلها تدعو إلى التطرف ولذا على أبنائنا أن يتعلموا شيئا عن الهيكل المدفون وعن ارض اسرائيل ونصوص من التوراة وعن قادة الرأي من الفنانين والراقصين وعن الشواذ وغير ذلك. ربما حينها نتخلص من عروبتنا واسلامنا وتاريخنا ونخرج جيلا بعيدا عن التطرف بل جيلا بلا هوية.
إذا كان هذا هو المنطق الذي تتحدثون به فلماذا لم يصبح جيلكم متطرفا وهو بنفس منطقكم مؤهل لذلك بامتياز؟ فما درستموه في مدارسكم من علوم الدين وثورات فلسطين والشعر الثوري وبطولات المجاهدين عزالدين القسام وعطا والزيروأمثالهم وما كنتم تقومون به من مظاهرات ضد الاحتلال وترفعونه من شعارات وقوميات يجعل من جيلكم بحسب منطقكم قادة للإرهاب والتطرف يجب أن يوصله إلى جوانتنمو. ولكن شيئا من هذا لم يحدث ولم يسم أحد ذلك الجيل بالإرهاب والتطرف. أي منطق هذا الذي تتشدقون به. إن التطرف والإرهاب الذي صنعه الغرب والصقه بنا وفرض علينا أن نؤمن به من خلالكم على أننا نحن هكذا ليس له وجود في عقول الشباب، والفتنة نائمة لعن الله من أيقضها.
لا تمسخوا المناهج وتسخفوها بهذه الطريقة ولا تسخفوا عقول الشباب من خلال تجريدهم من هويتهم. اقضوا على الفراغ لدى الشباب الخريج بصنع وظائف لهم يجدون أنفسهم بها.ارسموا سياسات اقتصادية واجلبوا مشاريع استثمارية تخلق فرص عمل لطوابير العاطلين عن العمل، و اعملوا على تحقيق الأمن الاجتماعي والاقتصادي للمواطن الذي لا سبيل للأمان إلا من خلاله. توقفوا عن سلب حقوق الشباب في العمل واعطائها لأبناء الذوات والمحسوبيات. تخلصوا من الواسطة والمحسوبية في التعيين التي قد تدفع الشباب في الاتجاه الخطأ. أليس هذا ما يدعو إليه جلالة الملك في كل المناسبات؟ إذا ما يحتاج إلى مراجعة هو السياسات وليست المناهج. لا تتذرعوا بذرائع واهية تعبر عن عجزكم وفشلكم في ما من شأنه أن ينهض اقتصاديا بهذا البلد. فالتاريخ لن يرحم أحد وما تحاولون طمسه لن يجد هذا الجيل صعوبة في الوصول اليه أم أنكم تتناسون أن هذا عصر التكنولوجيا وثورة المعلومات وقديما قالت العرب “إن الشباب والفراغ والجدة … مفسدة للمرء ….”. حفظ الله الاردن وحماه ممن يدبرون له.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى