ابتلاع سوريا / عمر عياصرة

ابتلاع سوريا

في سوريا، بل في كل الاقليم، الجميع يتخبط الا ايران، فقد ظننا انه بعد قمة الرياض الاسلامية الاميركية، اي بعد تلك الغنائم التي عاد بها ترامب الى واشنطن – ظننا – ان ثمة تطورات ستحدث في المشهد، اهمها تحجيم ايران ومنعها من مواصلة ابتلاع سوريا.
للاسف، دول خليجية فاجأتنا جميعا بافتعال ازمة مع قطر، بمعنى انها تكرر الخطأ المستمر بإعطاء اولوية للصدام مع محور ( قطر – تركيا – الاسلام السياسي )، تاركين مرة اخرى ايران تستفرد بالمشهد وتحقق في اسابيع قليلة ما لم تفعله على مدى سنوات.
فبمجرد مراقبة المشهد السوري والعراقي، تدرك ببساطة ان ايران تصول وتجول دون رادع يمنعها، فقد سيطرت على الحدود العراقية السورية بلمح البصر، وانهت داعش في الموصل بمساعدة اميركية، وحزب الله يؤمن الحدود السورية اللبنانية، وهناك تقدم في الجنوب نحو حدودنا، وبالامس قصفت ايران دير الزور بصواريخ ارض ارض، ويقتربون من الرقة، ويجابهون النصرة في الغوطة الشرقية.
فجأة، وبعد عودة ترامب من الرياض، يبادر المخطط الايراني بفرد عضلاته، واثبات نفسه، ويعمل بقوة على استغلال التردد والتيه الاميركي العربي لصالح تضييق خيارات الجميع، وتوسيع فرص نجاح سيطرته على سوريا والعراق.
الولايات المتحدة الاميركية تائهة، ومخططها غير حاسم، مشلولة، تكتفي بالنتف ومعركة الرقة، وبين الحين والاخر تقصف وتسقط طائرة، وحتى بالرقة لا خطة لما بعد سقوط داعش، وهذا يفسر اقتراب ايران وجيش الاسد من تخوم المعركة استعدادا للانقضاض على الانجاز الاميركي.
لانعرف ان كان في جعبة الاميركان، لعبة وخيارات اخرى، لكن الواقع الاستراتيجي على الارض يقول، خياراتهم تضييق، ورغبتهم بالاشتباك مع روسيا وايران غير جادة، وبالتالي ربما سيستسلمون لابتلاع ايران سوريا ضمن شروط الامان الاسرائيلية فقط لا غير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى