معركة الكرامة و “اللي بتقصر تنورة”

#معركة #الكرامة و “اللي بتقصر تنورة”

جميل يوسف الشبول

قد ابدو متأخرا في كتابة هذا المقال وقد يتساءل القارىء لماذا الان وبعد مضي اكثر من اسبوعين على هذا الاحتفال الاثم وقد تم دفن هذه الجريمة التي ارتكبت بحق #كرامة_الوطن كما هو الامر للمئات من القضايا التي انتقصت من هيبة الوطن وجرى السكوت عليها وذهبت طي النسيان.

كنت اتوقع ان تهب قيادة الجيش صاحبة الانجاز الخالد وكنت اتوقع غضبة وزارة التعليم العالي وغيرهما من الجهات كنت اتوقع مواقف لاحزاب وطنية ومعارضة وطنية قلبها على الوطن كنت اتوقع اصدار بيانات وايقاع عقوبات لكن وطني الاردن يصدق فيه قول الشاعر نزار قباني “انا يا صديقة متعب بعروبتي (اردنيتي)”.

لم تطلب الكرامة منكم ان تحتفلوا بها ولم يطلب شهداء الكرامة ان تترحموا عليهم فهم باذن الله في عليين مع الشهداء من الصحابة والتابعين كيف لا وفيهم الملازم خضر شكري ورفاقه الذين رفضوا الاستسلام للعدو واثروا الشهادة وتدمير ارتال دبابات العدو التي تحاصرهم بمدافع زملائهم وحتى لا يصل العدو الى الوثائق والخرائط الخاصة بالمعركة وفيها مصيروطنهم ومعركتهم وارواح زملائهم .

احتفال طلاب جامعة من جامعاتنا بالكرامة بهذه الاغنية الهابطة تعني اننا فشلنا في كل شيء وان مادة التربية الوطنية التي ندرسها لطلابنا لم تكن بحجم ذرة من تراب الوطن وان الهيئات التدريسية التي تعد هؤلاء الطلاب ليكونوا ذخرا للوطن عندما تؤول لهم المناصب والمواقع القيادية فشلوا في ايصال رسالة الوطن وكرامة الامة الى الاجيال القادمة فكانت النتيجة “اللي بتقصر تنورة ” وفي السنة القادمة اكيد “هزي يا نواعم”.

الاردن بلد المعارك الخالدة فعلى ارضه الطاهرة الممزوجة بدماء 35 الف صحابي دارت رحى اكبر معركتين اسلاميتين مؤتة واليرموك وهما شاهدتان على خذلاننا لهما فهما مشاريع لاعمال تخلد ذكراهما كما في الرسالة وعمر المختار وها نحن نخذل الكرامة وشهداءها عند ربهم كشهداء مؤتة واليرموك وما سبقهم من المعارك الاسلامية الخالدة.

نتائج ما بعد المعركة تؤكد ان هناك من لا يريد ان يسجل التاريخ للاردن والاردنيين اي انجاز فغاب صوت الشهيد الذي لا تقل تضحيته عن تضحية الصحابة الكرام الملازم خضر شكري اربعة عقود ولا وسام لقائدها ولا دعم عربي لجيشها الذي انجز ما عجزت عن انجازه جيوش ثلاث دول عربية مجتمعة رغم شح العدة والعتاد.

استدعاء بعض الجامعات الاخرى لطلاب من طلابها كانوا قد انتقدوا هذا الاحتفال يؤكد ما ذهبنا اليه سابقا بان هناك من يتعمد اغفال الجانب البطولي لابناء هذا الشعب وقتل الروح النضالية لدية حتى لا تكون الكرامة الفاصلة ولقطع شريان الجهاد المنغرس في دماء هذا الشعب الاصيل الذي افشل كل محاولات العدو واعوانه في الداخل والخارج للتطبيع معهم.

لهؤلاء الطلبة ضحايا التوجيه الوطني نقول ان جيش الاحتلال الصهيوني لم ينتصر في اي معركة بعد الكرامة وان هذه المعركة احدثت الثغرة الاولى في جدار هذا الجيش المدعوم من كل اعداء الامة وها هو الجيش الذي لا يقهر يتقهقر امام قوات مقاومة صغيرة العدد والعدة لا دول وان الكرامة هي بداية وعد الله لهذه الامة وانكم باذن الله جند هذا الوعد وسوف نرى احتفالكم القادم بذكرى الكرامة “الارض بتتكلم عربي ” و “تخسى يا كوبان ما انت ولف لي” وليخسأ الخاسئون .

14-4-2021

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى