مطبّات

مطبّات
كامل النصيرات

وأنت تقود سيارتك حين ترى المطبّ فبالتأكيد تأخذ احتياطك له وتخفف اندفاعك وتصعد عليه لتتقي شر نتائجه؛ لكنّ سنسفيل أبو اللي خلّفوك الأولاني يرتفع وينخفض و تشعر أن كرشك صار مثل (السعن) حين يفاجئك مطبُّ لا تراه إلاّ وأنت مرفوع عن الأرض وأحشاؤك تتهيّأ لاستقبال الخضّة لحظة النزول من فوق..!
بعيداً عن السيارات و مطبّات الشوارع الحقيرة؛ تشعر أنت كمواطن أنك تفتح باب بيتك وتخرج لتمارس الحياة فتكتشف أن هناك مطبّاتٍ مجانية قد تمّ وضعها في عقلك وقدميك ويديك وقلبك..!
تشعر أن مجرّد النظر إلى الأعلى فإن مطبّاً قادماً إليك ليستقرّ تحتك..تشعر أن نظرك إلى الفواكه في الشوارع ووقوفك لحظة تتأملها وتشاور جيوبك على شراء القليل منها فتغلبك جيوبك وتتخذ القرار بدلاً عنك وتضع لك المطبّ المجاني: إنها البعزقة..!
مطب يهبط على فمك عندما تريد أن تقول للأعور أعور بعينه..مطب يلتصق بك كلّما شاهدت وزيراً وأردتَ أن تكشّر في وجهه ..مطب في أمعائك وأنت تهضم..مطب في كلّ وقفة طابور..مطبات بلا عدد في وجوه أصدقائك ..مطب في الحمّام فقشرة الصابونة لا تساعدك على اتمام نظافتك (التسليكية)..مطبّ في اوكسيجينك وأنت تتنفّس فتشعر أن أنفاسك لاهثة..مطبّ في المطبّ بل في المطبّات كلّها كي لا تشعر أن حياتك تمشي بلا خضّات في كلّ شيء..!
اللهم ابعث لي مطبّاً يكون واقفاً على حوافه كل الذين يقفون في طريق حياتي وحين أشحط بريكات رجلي عندهم؛ أقع عليهم فيسقطون جميعاً ولا يقومون إلا بعد أن أمضي بعيداً عنهم..! والله لا أقصد بهذا الدعاء أحداً بعينه..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى