مصير العالم بين طموحات البشرية وأطماع الصهيونية

#مصير_العالم بين #طموحات #البشرية و #أطماع #الصهيونية

فؤاد البطاينة

المارد الأمرو- أوروبي بكل ما يمتلكه من تاريخ امبراطوري وحضاري ، وترسانات القيم المعاصرة ، ومن حرص على كرامته الوطنية ومصالحه العليا لجانب ترسانات الأسلحة المتطورة ، فإنه يتقزم ويُمسخ أمام الحضرة الصهيونية الممثلة شكلاً بالكيان المحتل لفلسطين . وعندما يتعلق الأمر بفظائع جرائم هذا الكيان السياسية والجنائية والإنسانية يتعطل القانون الدول ويدوس الأمرو أوروبي على كل القيم ومقاييس الأخلاق والسياسة . وعندما يُفصح الكيان عن أطماعه يُقدم له الدعم بغير حساب في الأرواح والأموال والأمثلة كثيرة. بل إن أصحاب القرار في كل الدول يتحاشون المساءلة والصدام مع الكيان الصهيوني ويغطون على جرائمه حتى وإن كانت في قلب دولهم . وبالمناسبة فإن كلمة صهيون استناداً للنص التوراتي( الفقرات من 6 – 9 الإصحاح 5 من سفر صموئيل الأول ) هو إسم كنعاني لتلة أو حصن خارج مدينة القدس استقر فيه داوود مع تابوت العهد حين منعه اليبوسيون سكانها من دخول القدس . وسماه مدينة داوود ، وهي أيضاً بنص التوراة ليست القدس .**
وحيث تعلم هذه الدول الكبرى القيّمة على السياسة الدولية وقوانينها ومعها العالم أيضاً بأن الصهيونية التي يخضعون لها وتُسيرهم ، هي صانعة كل رذيلة اجتماعية على الأرض ووراء كل حرب ومأساة إنسانية ، فكيف إذاً ستكون البشرية بخير وتعمر الأرض ، وكيف لمُثل الحرية والكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان والعدالة والأمن والإستقرار أن لا تكون سراباً . وما قيمة منتوج مفكري ومثقفي هذه الدول . وهل يعلمون وتعلم شعوبهم بأنها في الواقع مستعمرة للصهيونية بشكل غير مباشر ، وبأن الشعب العربي هو الوحيد الرافض علناً والمقاوم للصهيونية . وهل يعلمون بأن احتلال فلسطين وما يجري فيها من همجية الفظائع التي يقابلونها بذل الكلام وعار الصمت ، إن لم يُحسم وينتهي سيكون مردوده أعظم بشاعة ووبالا وإذلالاً وعبودية على أمريكا وأوروبا والعالم وشعوبه ، وبأن الشعب الفلسطيني بتضحياته بمواجهته العملية للصهيونية ووجودها يُعبر ويمثل بصدق وعنفوان الكرامة الوطنية والإنسانية التي تفتقدها البشرية أمام الحضرة الصهيونية ، الدولة العميقة للعالم بالأصالة والوكالة ؟ . **
. ونتلمس في هذا المقال صورة النهاية للبشرية بين ما تراه الأيدولوجية الصهيونية ، وتراه طموحات البشرية في هذه الحقبة . فالعالم اليوم يشهد فوضى سياسية وعسكرية وخلافاً خطيراً بين الدول الكبرى وحرباً ً تواجه فيها روسيا الدولة العظمى التي تحتل مقعداً دائماً في مجلس ، أمريكا وأوروبا بالوكالة ،ومنها ثلاث دول تحتل مقاعد دائمة في المجلس . وبما يعني فشلاً في آليات الأمم المتحد وانهياراً لمجلس الأمن الذي يمثل النظام الدولي القائم “.مما يجعل البشرية أمام استحقاق التغيير بنظام عالمي جديد تطمح اليه البشرية بثلاثة أركان كان لغيابها صلة أساسية بانهيار النظام الدولي الحالي . وهي الخلو من أحادية القطبية وديمقراطية أي هيئه دولية ، والثاني ، اعتماد نظام اقتصادي مالي تشاركي يقوم على معايير مادية حقيقية دون احتكار ، والثالث تحقيق الأمن الجماعي لشعوب العالم يزيل ويمنع فكرة وممارسة الإستعمار والإحتلال ويحمي الدول الضعيفة وحقوقها من الدول الأقوى . لكن العالم ليس حراً بوجود الأيدولوجية الصهيونية التي ترسمها للبشرية ما بين خياري الفناء والعبودية ، وتقف وراء كل الثغرات القاتلة في الأنظمة والمعاهدات الدولية . فهي تتطلع الى نظام عالمي آخر لا إنساني تقوده , وقد رسمت أليات الوصول اليه فيما يُسمى ببروتوكولات حكماء صهيون التي نحس بسريانها في المجتمع الدول .. وإني إذ ألقي إضاءة عليها لأذكر بأنها تمثل تحديا لأي نظام دولي سوي ، وتحقنه بالسموم ،متوخياً تعزيز عزيمة الشعوب العربية بمواجهة المخلب الصهيوني وخلع جذوره من تراب فلسطين والوطن العربي **
كان الصحفي الانجليزي فيكتور مارد سدن Victor Marsden أول من أطلق عبارة بروتوكولات حكماء صهيون على كتاب اصدره عام 1921 بعد أن أعد مادته من ترجماته لوثائق أصليه عن خطه يهوديه للسيطره على العالم مضمنه أصلا في كتاب للبروفيسور الروسي سيرجي نيلوس Sergius A. Nilus باسم Protocols of The Meatings Of the Learned Elders Of Zion في عام 1905 يكشف فيه خطه استراتيجيه يهوديه مدعمه بالوثائق عن كيفيه سيطرة اليهود على العالم . بمعنى ان كتاب بروتوكولات حكماء صهيون هو في المحصله ترجمه لكتاب سيرجي او لوثائقه الأصليه . وقد حورب الكاتب واختفى بعد إثارته لضجه عالميه ، ثم أعاد طباعته . وأكد العديد من الباحثين والمفكرين بأن وثائق الكتاب تتضمن خطه شيطانيه قديمه ذكر ان واضعها هو الألماني آدم وايزهاوبت Adam Wihaupt في عام 1770 ميلادي وهو مؤسس جماعه النورانيين – حملة النور الشيطاني — والراي المرجح لدى الباحثين أن واضعيها هم مجموعه سريه من اليهود وانها تتضمن حياكة مؤامرة يهوديه ضد العالم بشعوبه ومعتقداتها وقيمها ومصالحها والوصول إلى حكومه عالميه واحدة والسيطره على العالم . **
, ويلاحظ أن النسخه الانجليزيه للكاتب مارسدن تتضمن وثيقه فيها رسم لأفعى محيطه بالكره الارضيه كلها وبشكلها البيضاوي يلتقي فيها الرأس بالذيل في عمليه التفاف . وفسر على أن الافعى ترمز للنفوذ اليهودي ، وكانت ترمز للحكمة والقوه والدهاء لدى الفراعنه . ويقول كتاب الكاتب ان هذا الشعار على ما يبدو هو ختم البروتوكولات . أما رسم الهرم المشع أسفل الشعار فيعني الصله القديمه بفراعنه مصر . وللتذكير هنا فان هذا الخاتم الرسمي للبروتوكولات موجود على الدولار الأمريكي من فئه الواحد دولار. ويذكر أيضاً أن الحكمه الصينيه القديمه تعتبر المثلث على الماء رمزا للشر، وان الدائره تمثل الشيطان والقتل . ويؤكد زعيم الاصوليه البروتستانتية في أمريكا الأب بات روبرتسون أن هذا الشعار على الدولار لا علاقه له بتحرير امريكا ، إنما صاحبه ادم وايز هاوبت مؤسس المنظمه الشيطانيه التنوير . أما العباره التي تظهر في قعر الختم باللاتينيه فإن ترجمتها هي” نظام عالمي جديد ” ، والعين اللامعه في أعلى الهرم هي عين الإله المصري القديم الذي يعودون اليه خلال الاحتفالات السريه التي يقيمها الماسونيون .**
اما تحليل الجنرال الأمريكي وليام جاي كار لهذا الختم فيقول أن العين فيه والتي في أعلى الهرم ترسل الإشعاعات في جميع الإتجاهات وترمز الى وكالات تجسس وإرهاب . ولعل الأهم هنا هو ملاحظة الرقم 13 على الشعار وسره الذي يرتبط بيهود الخزر إذ أن كل بند من محتويات الشعار عدده 13 ، ومثال ذلك ، فإن عدد النجوم في النجمه السداسيه هو 13 وكذلك الأقلام المستطيله فوق ذيل النسر والحراب التي في إحدى قبضتي النسر . وأن الأوراق المتفرعه على غصن الزيتون بالقبضه الأخرى للنسر وعدد الطوابق التي تشكل الهرم الذي تعلوه العين الحارسه كل منها عدده 13 . اما العدد 13 فمما لا شك فيه انه يمثلهم هم يهود الخزر او يهود اليوم كقبيلة 13 بعد الاثني عشرة أسباط أولاد يعقوب ، وهو ما يشير اليه الكاتب اليهودي آرثر كيستلر بكتابه القبيله الثالث عشر . **
ويقول وليام كار أن هذه البروتوكولات عرضها ( ماير روتشيلد ) Mayer Rothschild أحد كبار أثرياء اليهود أمام أثني عشر من كبار أثرياء اليهود الغربيين في فرانكفورت بألمانيا عام 1773م . اما كشفها فقد تم بالصدفة عام 1784م في ألمانيا نفسها من قبل الحكومة البافارية وتمت محاربتها ومحاربة كل رموزها الظاهرة في ألمانيا آنذاك . ولذلك انتقلت إلى السرية التامة وسارع اليهود إلى التنصل منها لا سيما بعد أن ترجمت تباعا بمختلف لغات الدول الأوروبية بدءاً من عام 1920 . أما عن منطوق هذه البروتوكولات كخطة لسيطرة اليهود على العالم بعد إفساده فقد كتب عنها الكثير وبشكل متشابه او متطابق . ومما جاء عنها في كتاب وليام كار (أحجار على رقعة الشطرنج ) ما ملخصه أن الحق هو القوة كقانون طبيعي ، والحرية السياسيه ليست حقيقة ، ويمكن قمع الرأي الآخر سرا . وبأن سلطة المال أساسية ويمكن محاربة الدين وإسقاط أنظمة الحكم غير المواتية وإيجاد حكام طغاة وإفساد الأجيال الناشئة لدى الشعوب . كما يؤكدون على أن الغزو السلمي التسللي وامتلاك وسائل الإعلام أو السيطرة عليها والغزو الاقتصادي هو الطريق لكسب المعارك مع الأمم الأخرى والسيطرة على توجهات الشعوب .**

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى