مسعود أبو السعد.. مُرشَح البرلمان في” أرض النفاق”!

مسعود أبو السعد.. مُرشَح البرلمان في” أرض النفاق”!
أمير شفيق حسانين

برع الكوميديان الراحل فؤاد المهندس في تجسيد شخصية ” مسعود أبو السعد “، المرشح البرلماني الأفَاق، من خلال فيلم ” أرض النفاق”، حيث سعي أبو السعد للحصول علي عضوية البرلمان ، مستخدماً التمثيل الزائف في حديثه ، مُستعيناً بنبرات صوته الخادعة وحركات وجهه الكاذبة ، مُصطنعاً الدموع مُطلقاً العبارات العارية من الصدق والصحة لإقناع بسطاء الجماهير بالباطل.. فكان مسعود دائم الشغف بتناول حبوب النفاق لينافق سادات المجتمع وسيداته .
داوم مسعود التركيز في كذبه علي فئة المساكين والمُعدمين ثقافياً وفكرياً ، فكان يتلاعب بمشاعرهم وعقولهم بما يمتلكه من دهاء وذكاء في الحديث المُليِن للعواطف البريئة ، لكسب تعاطفهم تجاهه حتي يصل لغايته.
كان الفتي الذكي مسعود أبو السعد ، شاباً وصولياً صاحب طموح قاتل ، وبذلك إستطاع أن يتقلد المناصب الرفيعة ، عن طريق الوساطات وإستغلال معارفه وعلاقاته النسائية ، ويتجلي ذلك في بعض المشاهد التي أظهرت حالة الغزل الماجن الذي إنطلق من لسان مسعود نحو قلب مدام فنطاس.
فالبرغم من طعون مدام فنطاس في السن ، وتهلهل جمالها وتدني أنوثتها وتقهقهر قوامها وزوال رشاقتها وطغيان آثار الشيخوخة وتجاعيد الكِبَر علي وجهها ، إلا أن مسعود ، بل كان كان يُعلن إصراره علي شوقِه وولعه نحو تلك العجوز الشمطاء ، فكان يُغازلها بالكلام المعسول التي يمتزج بالنفاق والباطل ، ويودعها بالتليفون قائلاً ” باي باي يا أجمل النساء “!!،
حتي أسر قلبها المُشتهي للحُب كي ينتعش من جديد ، فإلتهبت مشاعرها وتحركت عواطفها اليائسة ، فذابت تلك العجوز المُسنَة في بحرهوي مسعود ، فكانت تتوسط له عند زوجها فِنطاس بيك ليُرقيه من مجرد موظف أرشيفي مُهمَشْ إلي أرقي المناصب الرفيعة.
إرتدي مسعود أبو السعد ثوب الدهاء وخدع أهالي حارته ودائرته البسطاء ..فكان مسعود ينزل من سيارته المرسيدس الفاخرة علي مقربة من مدخل حارته ، ثم يخلع جاكت بدلته الأنيق ، فيرتدي جاكت بدلة مُهلهل ، وبعدها يستبدل رابطة عُنُقُه نفيسة الثمن ، بكرافته قديمة جداً، ثم يهدم التسريحة المُهندمة لشَعْره ليتحول بعد ذلك من شخص وجية ذات هيبة ومكانة إلي مجرد صعلوك أبتر لا شأن له !!
بعد ذلك يركب المرشح البرلماني مسعود دراجة هوائية عفي عليها الزمن، ويدخل بها علي أهل حارته ، فيستقبله الفقراء والعامة بالهتافات ، حاملين إياه علي أعناقهم ، فرحين به ظانين أنه ذلك البائس الفقير الذي يُعبرعن حالهم ومعاناتهم !!
• فيظل المُحتال المُرائي مسعود يخطب في الناس ، زاعماً أنه ترك مشاغله ومصالحه ، بسبب هاتف دعاه في مَنامه للترشح للبرلمان لخدمة مساكين دائرته طواعية لله ، وليس رغبة منه بنيل سلطة أو منصب ، ويظل يخطب ويتباكي ويصرخ ليكسب وُد المساكين ويُحرِك عواطفهم النظيفة تجاهه ليصدقوه ويؤيدوه ، فيهتف البسطاء ” يحيا الفقير مسعود” ،” يعيش الفقير مسعود ” .
• ثم يعقب ذلك المشهد، مشهد يُفصح عن فضيحة لكذب مسعود أبوالسعد المرشح المُخادع ، بظهوره في إحدي الحفلات العامرة بالنساء الفاتنات وبأشهي وألذ الأطعمة ومن حولها زجاجات الخمر، ويظهر مُرتدياً بدلة باهظة الثمن ..فكيف أنه الفقير مسعود ، وهو المُتنعم في حياة البزخ والغني الفاحش ؟!
• وفي المؤتمر الإنتخابي لصاحب شعار النفاق في أرض النفاق ، يتظاهر مسعود أبو السعد بالغضب ، ويصرخ مُكذِباً مَنْ يتهمونه بالعيش في حياة الغني والإسفاف ، مُدَعياً أن حياته كلها فقر وجفاف !!
• ولعل شخصية مسعود أبو السعد التي قوامها النفاق ، هي المُمثلة والمُعبرة عما تحمله كثيرمن ظواهر وبواطن مرشحو البرلمان من قُبح وخِداع وخيانة للوعود في زمننا هذا ، فأمثال هؤلاء يزعمون بأن السعي لعضوية البرلمان ، خالص لله وقصداً للثواب وقضاء حوائج أصحاب الحاجات.. والله برئ مِنْ الذين يتخذون الإحتيال سبيلاً لأجل منصب أو حصانة مؤقتة.. المُتكالبون لأجل دنيا فانية بمناصبها ونعيمها ومتاعها.
• Amirshafik85@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى