#مذكرات .. سيارة فيها تلفون

#مذكرات
سيارة فيها تلفون
وليد عليمات

انتهينا من اللعب في الحارة.. وكالعادة تجمع الأولاد عند البركس القديم.. حيث كنا نجتمع ولا وسيلة للترفيه إلا (العرط) والقصص الغريبة..التي تنتهي بالضحك على صاحبها والأقوى هو يأتي بقصة عجيبة.. لا يستطيع أحد تكذيبها وكان يتخللها بعض النكات (xxxl) التي ننكمش على بعضنا ونحن نستمع اليها كي لا تصل أصوات ضحكتنا الخبيثة.
ذات مرة جاء دوري في العرط.. فقلت لهم (أنا شفت سيارة خليجية فيها تلفون) فتعالت أصوات الضحكات.. وبدأوا يسخرون مني. بل أصبحوا في كل جلسة حين لا يجدون ما يضحكوا عليه يتذكرون عرطتي.
أحدهم كان يمثل دور سائق يمسك المقود بيد والهاتف بالأخرى… والاخر يقول أن سلك الهاتف طوله مليون متر موصول بين البيت والسيارة أينما ذهبت.. وكنت أغضب واترك الجلسة.
ذات يوم اصطفت سيارة خليجية عند أحد البيوت في القرية.. مررت بجانبها.. ورأيت فيها هاتفا… نعم هاتف..
وركضت في الشارع أنادي على كل أولاد الحارة.. اطرق الأبواب وأنادي.. (السيارة إللي فيها تلفون اجت.. السيارة إللي فيها تلفون اجت).
ركض الجميع معي.. و تجمعنا حول السيارة.. ووقفت وقفة المنتصر الذي اثبت نفسه.. كان الجميع مستغربين.. وكنت أقول لهم (شايفين أنا مش كذاب)
.
ومنذ ذلك الوقت أصبحت ملك الجلسات… يصدقون كل ما أقول.. لدرجة أنني كنت اختلق القصص و الأساطير ولا أجد من يكذبني… فحدثتهم أن هناك سيارة تطير.. وحدثتهم أن في سيل الزرقاء غول كبير وأني رأيته.. وأن له رأسين وستة أذرع…
الأكثر من ذلك أن منهم من كان يشهد معي ويضيف على القصة لتبدوا أكثر غرابة..
كنت مؤهلا حينها أن اكبّر أحلامي وأغدوا رمزا في الوطن
كي أحدثهم عن بطولاتي في مكافحة الفساد.. وأنني سأحرر فلسطين.. وأعدهم بمستقبل أجمل..

ولكن البركس هدم.. والسيل جف.. والغول غدا بألف رأس وألف ذراع.. وبات يخنقنا…فبماذا سأكذب عليكم.. وقد غدت كل الأساطير حقيقة

#وليد_عليمات

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى