محادين يُنبه..عولمة الهاتف الخلوي وثقافة الصورة مهددان لقيم وادوار أسرنا

خاص – #سواليف
في هذا الكتاب الجديد المتضمن سبعة فصول علمية وثقافية مترابطة المحتوى والاستنتاجات يطلق ا.د #حسين_محادين #علم_الاجتماع والجريمة في جامعة مؤتة، تساؤلاته الاكاديمية المفتوحة على #التفكر و #الحوار بالتي هي اجدى لنا عربا ومسلمين، مؤكدا بأن #ادوات_التواصل_التكنولوجي ليست محايدة بالمعنى الحضاري والتفاعلي اتجاه أسرنا لأنها حامل ومحمول للحضارة الغربية المعولمة في سعي هادف منها وفق اطروحات نظرية الحداثة وما بعدها نحو ضرورة تمثلنا عرباً ومسلمين كمجتمع نام ِ لواقعها الاوروبي فكرا ولغات وادوار مغايرة لهويتنا الاسرية ومنظومتها القيمية الدينية المتكافلة الى حد بعيد للآن عبر سطوة الهاتف الخلوي الاكثر شعبية وانتشارا بالترابط مع مضامين الصورة وثقافتها المغرية للكثيرين من ابناء اسرنا في تقليدها ومحاكاتها بصورة آسرة لهم مستمرة التعاطي من قِبلهم.

*مفاهيم علمية مُجترحة…دكتاتورية البصر

ينطلق المؤلف في الفصل الاول للكتاب من تحديده وتوظيفه العلمي الخاص لأبرز المفاهيم الافكار المراد ايصالها بعد وضعها بين يدي القارىء كمدخل لتشبيك الفهم المشترك بين المؤلف والقارئ معا مثل:- تعريفه الخاص للعولمة/ات ومصاحباتها الثقافية والحياتية ، التكنولوجيا الحاملة لثقافة الصورة التي نستقي ما يقارب 80% من معارفنا عبر البصر /الصورة
وتفرد قدرات نفاذهما المؤثر بشكل كبير على، افكار وانماط حياة افراد أسرنا العربية المسلمة وهي المغلوبة حضاريا حاليا على حد تعبير العلامة ابن خلدون، فأفراد أسرنا هم حاليا المتلقون بشغف لرسائلها الغربية الفكر والتصدير نحونا حيث وصل حد ادماننا للهاتف الخلوي ولفيديوهات الصور الحية او تلك الرموز الصماء المخزنة في ذاكرة اجهزتنا واعتمادها من قبلنا وكأنها لغة جديدة ووسيلة تفاعلية مختزلة المشاعر لتبادل التهاني او حتى التعازي ، ترابطا مع السلوكيات الوافدة الاخرى مثل سيادة القيم والحريات الفردية المنفلتة من خصوصية قيمنا وتقاليدنا الجماعية الخيّرة.
*أبرز مظاهر التهديد..

هذه المهددات”الهاتف الخلوي وثقافة الصورة” هما الابرز لفكر ورسالة أسرنا التاريخية في التنشئة الاجتماعية المتوازنة وعيا ، وبنية وادوار قائمة على احترام الوالدين وتوقيرهما، وتحديد مرن لادوار ومكانات الابناء في تنظيم الاسرة العربية المسلمة عبر اجيال عديدة، لكن هذا الواقع الأسري قد أخذ في التفكك بشكل واضح بعيد ظهور العولمة كأيدلوجيا كونية منذ تسعنيات القرن الماضي.

  • الخلوي والتيك توك انموذجان للدراسة..

تضمن هذا المؤلف وبشكل لافت رصدا وتحليلاً علميا جريئا مدعما بالامثلة الحياتية المعيشة في أسرنا لمضامين واوجه التنافس بين كل من الغرب المعولم والصين كقطب دولي ناهض ومنافس للغرب على مسرح الفضاء الكوني وعبر توظيفهما لايديولوجية كل منهما نحو المجتمعات النامية التي ادمنت بعفوية مكلفة اقتصاديا لميزانياتها الضعيفة اصلا في الاستخدامات الترويحية فقط للتكنولوجيا مقابل جني كل من الغرب المعولم والصين معا للارباح المالية الطائلة لشركاتها ودولهما في آن .
اخير ..لعل الميزة الاضافية لهذا الاصدار النوعي والهادف تفكرا واستنتاجات بالنسبة للقارئ المهتم هو الفصل السابع منه وهي رؤية تشخيصية واستشرافية لواقع الاسرة العربية المسلمة المطلوب تذويبها كونها تمثل جدارا دينيا مُعيقا لايدىوجية العولمة اللادينية فكرا وممارسات .
اخيرا ..هذه الاضاءات التنويرية المكثفة لن تغني حتما عن قراءة مجمل فصول الكتاب الموزعة على مائة واربعون صفحة من القطع المتوسط، والصادر بغلاف ملوّن ومعبر عن دار البديل للنشر والتوزيع في عمان .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى