متى سنتعامل بجدية مع الحل الوحيد المتوفر حاليا لوباء الكورونا؟

متى سنتعامل بجدية مع الحل الوحيد المتوفر حاليا لوباء الكورونا؟
المهندس علي ابوصعيليك

لم يترك البشر نظرية ولا إفتراضا إلا وقد تم إسقاطه على قصة وجود وسرعة إنتشار فايروس الكورونا الذي يفتك يوميا بالبشرية بشكل متسارع وتنوعت النظريات وتم ربطها بتطور الاقتصاد الصيني، الخفاش الصيني الهارب من المختبر الفرنسي، حيوان البنغول (أكل النمل)، طريق الحرير الصيني وتوابعه، الجيل الخامس للانترنت، قوى خفيه تملك أغلب ثروات العالم وتحكم من خلف الستار، تحولات موازين القوى في إقتصادات القوى العظمى، إلغاء التعاملات النقدية المباشرة والإتجاه نحو اقتصاد مرتبط بالمطلق بالإنترنت، التخلص من كبار العمر، وغيرها من النظريات والإفتراضات التي تتزايد يوميا في فضاءات مواقع التواصل الإجتماعي ولم يتم التأكيد على صحة أحدها لغاية الأن.

ولكن ما يهمنا كمواطنين هي الحقائق وليس الإفتراضات والنظريات والشائعات، والحقائق لغاية الأن تتلخص في أنه لا يوجد علاج لفايروس الكورونا وقد يحتاج إكتشاف علاج إلى أشهر بل وقد يزيد عن عام وأيضا بسبب تفشي الوباء فإن الحياة شبه متعطله وحظر التجول عم أغلب دول البسيطه وخسر ألاف البشر وظائفهم وضاق الحال بالغالبية العظمي من البشر وخصوصا من يطلق عليهم “عمال مياومة” أو بشكل أشمل من يعتمد دخله على رزق يومي توقف تماما بسبب حظر التجول المفروض في أغلب دول العالم ومن الحقائق أيضا توقف شركات الطيران عن نقل الركاب وإقتصار بعض الرحلات على نقل البضائع والأدويه وهذا ما يمنع عودة ألاف الموظفين إلى أعمالهم والطلاب إلى جامعاتهم في دول أخرى.

ولا يكاد يمر يوم إلا ويتحدث فيه ملوك ورؤساء العالم ووزراء الصحة والإعلام يوميا في مؤتمرات صحفية يتابعها أغلب البشر على القنوات الفضائية ويجمعون تماما على أن الحل الوحيد المتوفر حاليا لقتل إنتشار الفايروس هو ما يسمى “التباعد الإجتماعي social distancing” وهو ببساطه ترك مسافه بين الأشخاص في تعاملاتهم لا تقل عن متر وأيضا إستخدام بعض الكمامات والقفازات وتقليل الخروج من المنزل قدر الإمكان إلا للضرورة القصوى وأغلب دول العالم أعطت إجازات مدفوعة الأجر لموظفي القطاع الحكومي وأيضا فرضت العطلة على القطاع الخاص مع تفاوت في الحلول بين الدول فيما يتعلق بالراتب الشهري ففي بعض الدول تكفلت الدولة بجزء من الراتب وفي بعضها الأخر تم الطلب من الشركات أن تدفع جزء من رواتب موظفيها وفي كثير من البلدان لاتمتلك الشركات المال الكافي لصرف رواتب موظفيها علما أن إقتصادات أغلب دول العالم كانت تمر بفترة ركود منذ عام 2017 وجاءت الكورونا للقضاء على ما بقي منه.

الحقيقة أن الكثير جدا من المواطنين لم يصل لقناعة بعد في مصداقية وجود وخطورة وباء الكورونا وبالتالي لا يتعامل مع الحل الوحيد “التباعد الإجتماعي” كما يستحق من جدية ومع كل المحاذير لازال التصافح والعناق يمارس في الشوارع يوميا والتزاحم عند المحلات التجارية وخصوصا في المناطق الشعبية والتجمهر والخروج للتنزه والزيارات ولغاية الأن لم تقوم الأجهزة الأمنية بالتعامل مع هذه الظواهر بالقسوة إحتراما للمواطنين، ورسالة هذا الموضوع موجهة للمواطنين وهي أنك عندما تلتزم إسبوعين أو أكثر بقليل فإنك ستكون قد ساعدت نفسك اولا بالعودة لممارسة تفاصيل حياتك كما تحب وأيضا ساعدت ملايين البشر ممن أصبح بين ليلة وضحاها لا يمتلك قوت يومه بالعودة لعملة الذي كان مصدر دخله.
aliabusaleek@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى