أحمد عبيدات: وصفي لم يختبئ بقراراته خلف الملك .. وقتلته هم الذين ساوموا على حرية فلسطين في اوسلو “فيديو وصور”

خاص بسواليف

قال رئيس الوزراء الأسبق احمد عبيدات ان الشهيد وصفي التل لم يكن يختبئ بقراراته خلف الملك وانه كان يمارس الولاية العامة بكل تفاصيلها ابتداءً من اختياره لوزرائه وأعضاء حكومته وانتهاء بكل القرارات التي يتخذها كرئيس للوزراء.

وأضاف عبيدات خلال محاضرة له مساء السبت في ديوان آل التل باربد في ذكرى استشهاد وصفي التل ان الشهيد كان يعرف صلاحياته الدستورية جيدا وكان قادرا على ممارستها وكان يمارس الولاية العامة بكل ما تعني الولاية العامة من كلمة.
ولم يخضع في يوم لأي املاءات من أي جهة بالدولة.

وحسب عبيدات فإن من قتل وصفي هم أنفسهم من سعوا منذ البداية بتسميم الوحدة الوطنية في هذا البلد وهم أنفسهم الذين ساوموا على حرية فلسطين وأهدروا الحقوق الوطنية الثابتة في أوسلو عام 1993.

ووصف العبيدات ظروف استشهاد التل بالملتبسة التي اختلطت فيها الحقائق الناصعة بالظنون والأباطيل.
واكد ان خسارة الأردنيين والفلسطينيين من شرق النهر وغربه كانت كبيرة بفقدان رجل بقامة وصفي وأنه واثق أن التاريخ سيقول كلمته الفاصلة عندما يكتب بأمانة وموضوعية وسيشير لقتلته في النهاية.
وأشار عبيدات ان وصفي كان يعرف كل شبر في أرض هذا الوطن مثلما كان قريباً من الناس يعيش هموهم ويتحدث في كل القضايا بشفافية عالية،
وأنه جاء إلى الحكم يحمل مشروعاً إصلاحيا واضحا طموحاً واضعاً نصب عينيه تطهير مؤسسات الدولة من الفساد والفاسدين وقد فعل.
وأكمل ان وصفي كان بمقاييس عصره وبكل المقاييس انساناً وطنياً قومياً مخلصاً ورجل دولة سياسياً ومفكراً من طراز رفيع ومن ناحية أخرى كان وصفي يرى في الأردن وطناً لكل العرب مثلما كان يؤمن ايماناً شديداً بحتمية تحرير فلسطين وبأن للأردن وجيشه وقواته المسلحة دوراً اساسياً في تحريرها في إطار عمل عسكري عربي جاد وموحد.
وحسب العبيدات فإن وصفي كان كان يعتقد بأن أبناء فلسطين وحدهم هم القادرون على العمل الفدائي من داخل ارضهم المحتلة وضمن خطة عربية محكمة تساندها الجيوش العربية وهو الذي ناضل وقاتل الغزاة الصهاينة دفاعاً عن حرية فلسطين وأصيب في احدى المعارك عندما كان في جيش الإنقاذ.

وأوضح عبيدات على حرص وصفي ان يكون الأردن وفلسطين دائما في خندق واحد مستشهدا بأنه وفي 1971 عندما كان وصفي رئيساً للحكومة وكان وفداً اردنياً يستعد للسفر إلى المملكة العربية للبدء بمفاوضات لتسوية العلاقات والخلافات مع منظمة التحرير الفلسطينية وكان العبيدات عضواً بهذا الوفد فاجتمع بهم وصفي قبل السفر وكانت توجيهاته واضحةً تماماً وقال لهم: “يا اخوان هناك جهود ومحاولات كثيرة ستبذل على المستويات الإقليمية والدولية لإجبار الفلسطينيين للتنازل عن حقوقهم إلا ان فلسطين لا بد ان تحرر في النهاية وأن علاقة الأردن بفلسطين علاقة عضوية مصيرية هذا هو قدرنا ولم تتوقف عند ماحصل في أيلول فهذه سحابة صيف عابرة لكن تحرير فلسطين يحتاج إلى عمل عسكري عربي منظم أساسه عمل أردني فلسطيني تمهيداً لمرحلة قادمة ولذلك نحن حريصون اشد الحرص على إنجاح هذه المفاوضات وارجوكم أيها السادة ان تبذلوا جهودكم بل أقصى جهودكم للوصول إلى تفاهم مع الوفد الفلسطيني وبناء أرضية صالحة لإنجاح هذا العمل في المستقبل”

ونوه إلى انه وعندما استشهد وصفي 1971 لم تكن الدولة مكبلة باتفاقية السلام الزائف التي وقعت في وادي عربة 1994 مع عدو لا يؤمن بالسلام ولا يحترم مواثيقه، ولم يكن مستقبل الطاقة في الأردن وكما الأمن القومي لهذا البلد مرهونين آنذاك لهذا العدو كما هو اليوم من خلال اتفاقية الغاز الإسرائيلي.
كما لم تكن المديونية للدولة الأردنية شيء يذكر بينما هي اليوم تجاوزت كل الحدود الآمنة.

ووصف السياسيات المتبعة من الحكومات الحالية وهي وراء إفقار الطبقة الوسطى التي كانت تشكل الطبقة الساحقة في المجتمع الأردني، وأن هذه السياسات أدت إلى اخضاع قرارات الدولة الأردنية لإملاءات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وإلى اشعار اخر.

وان السياسات المتبعة حاليا تسببت في تفشي الفساد والتسيب المالي والإداري في مفاصل الدولة وانعدام التنمية الحقيقية واتساع مساحات الفقر وانهيار التجارة والصناعة الوطنية وانتشار التهريب وتجارة السلاح والمخدرات بصورة غير مسبوقة

وبين ان التجاوزات على سيادة القانون أصبحت تهدد هيبة الدولة واستقرار المجتمع وبتنا نشهد انفلاتات تهدد قيم المجتمع الأصيلة كما علت نبرة الإقليمية والجهوية والعشائرية، وان الأخطر يتمثل في ان الفساد لم يعد يقتصر على نهب المال العام بل تعداه حتى أصبحت تداعياته من أخطر أدوات تدمير الدولة ذاتها وهذا ما يقلق الأردنيين.

نهج وصفي


واعتبر رئيس الوزراء الأسبق احمد عبيدات ان التعديلات التي اقحمت على الدستور في العام 2016 حولت هوية نظام الحكم النيابي الملكي الدستوري الذي نص عليه الدستور منذ تم إلى نظم حكم فردي مطلق.
وان هذه التعديلات عملت على مصادرة الولاية العامة للحكومات فأصبحت مسؤولة دستورياً دون سلطات حقيقة وتم ابطال مفعول السطلة التشريعية فأصبحت مجالس النواب تأتمر بأمر السلطة التنفيذية وأجهزتها وأصبح استقلال القضاء في مهب الريح.

وضرب مثلاُ في كارثة البحر الميت التي اوجعت قلوب الأردنيين جميعاً الا انها كشفت عن حقيقة اشد مرارة فقد بينت مدى الوهن الذي أصاب مؤسسات وأجهزة الدولة ومتى ضعف التنسيق بينها مما يستوجب إعادة النظر جذريا ف بتكوين هذه المؤسسات وإعادة تأهيلها.

واكد انه إذا اريد لهذا البلد الاستمرار والاستقرار والتقدم فنحن حتما بحاجة إلى نهج وطني جديد يحفظ للشعب الأردني كرامته وأننا بهذه الطريقة نحيي ذكرى استشهاد وصفي بأحياء نهجه وهكذا نثأر له

يجب إيجاد نهج جديد يحقق المصالح المشروعة للشعب الأردني ويحفظ كرامته وهنالك شروط موضوعية يجب توفرها لتحقيق هذا الهدف
وأضاف انه لا بد من إيجاد مشاركة سياسية حقيقية للناس في كل ما يتعلق بشؤون حياتهم وهذا حق أساسي لهم ولا منه لاحد عليهم به.
كما طالب ان تكون الحكومة التي تتحمل مسؤولية شؤون الدولة متمتعة بالولاية العامة الكاملة ولذلك فإن استمرار تشكيل حكومات فاقدة للولاية العامة هو خرق فاضح للدستور وإخلال بشرعية الحكم فضلا عما يسببه من خلق مراكز قوى في الدولة خارج عن سيطرة الحكومة وتعميق حالة التسيب والفساد المالي والإداري

وختم بالتأكيد على ضرورة إلغاء قانون الإنتخاب الحالي بعد ان فعل فعله في تمزيق النسيج الوطني وتغييب الدور الحقيقي لمجالس لمدة ربع قرن وأن الضرورة تقضي اليوم سن قانون انتخابي عادل.

وكان الزميل محمد حسن التل قال في كلمته ان اغتيال الشهيد وصفي خيانة وفاجعة وكتبت له الشهادة على ارض مصر فظن انه سيكون امنا الا ان رصاصات عمياء انطلقت من ايدي مرتجفة لئيمة اصحابها يحملون قلوب متعفنة وضمائر ميتة ونفذوا جريمة هزت اركان العالم فظنوا باغتيال البطل انه سيموت من الذاكرة لكن خاب ظنهم وظل بذاكرة كل الاردنيين.
واضاف الزميل التل لا يمكن حصر الحديث عن الشهيد من الزاوية الوطنية بل كنموذج اضاء سماء القومية العربية وكسر كل الحدود في سعيه لتوحيد الامة وتفاني التضحية فحلق بأجواء العروبة باحثا عن قوة ووحدة الامة فلم يكن المنصب الا منبرا للتضحية للناس فحارب الفساد لأنه يرى ان المرض اذا استشرى بالدولة كان عاملا بانهيارها فعمل على ايجاد اقتصاد وطني يحمي البلاد من التبعية وراهن على جيل الشباب وامن بان الطريق لتحرير فلسطين لا يكون بالسلام والمعاهدات فاعتنق عقيدة عسكرية تؤمن ان ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة عبر بناء جيل تقوم فلسفته على التحرير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى