متلازمة ستوكهولم

متلازمة ستوكهولم
د. عبدالله البركات

وتعرف بأنها تعاطف الضحية مع جلادها

يبدو ان كل شي مفهوم ومفسر ومصنَّف
وكل شي يقوله الغرب علمي ومنضبط
لذلك فاعتناق المختطفة السابقة في مالي صوفي باترونا التي سمت نفسها مريم هو مرض و هو متلازمة كأي متلازمة او مرض عضوي.
لا أعترض على ان مثل ذلك قد يحدث وان هناك امثلة على ان التعاطف مع الجلاد انحراف نفسي. ولكن يجب ان نترك مساحة للتعاطف الصحي مع المختطِف باعتباره صاحب قضية عادلة وان قضيته مقنعة وان المختطَّف اختار بكامل حريته أن يؤمن بتلك القضية وأن التزوير الإعلامي الطاغي والذي حجب الحقيقة عن الناس وجاءت الفرصة لأحدهم ليعرف تلك الحقيقة وعدالة تلك القضية. وانه يقول ما يقول وهو في مأمن من وصول المختطف له مرة اخرى.

وبمقابل الترويج لمتلازمة ستوكهولم في حالات مثل حالة صوفي او مريم لماذا لا يقال عن تصفيق الشعوب المضطهدة لجلاديها كما في كثير من البلاد العربية وان اعجاب الشعوب المستعمَرة بمستعمِيرها كما في مثقفي الفرانكوفونية والانجلوفونية انهم ضحايا متلازمة ستوكهولم كبرى .

مقالات ذات صلة

بالمقابل هناك متلازمة ليما نسبة الى عاصمة البيرو حيث اختُطف عدد كبير من المدعويين الى حفل في السفارة اليابانية. ثم قام المختطِفون بإطلاق سراح الضحايا. المهم هنا ان تفسير مثل هذه الحالات تعزى الى النزعة الانسانية وحب الخير.
الملاحظ ان الضحايا في متلازمة ستوكهولم هم ضحايا غربيون تعاطفوا مع ثوار من العالم الثالث بينما الضحايا في متلازمة ليما هم ثوار من العالم الثالث تعاطفوا مع ضحايا غربيين. إذن الخير يدور مع مصلحة الغربيين حيث دارت والشر يدور مع وجهة نظر الشرقيين حيث دارت.
هذه الازدواجية هي التي تفقد كثيراً من التصنيفات الغربية مصداقيتها وتجعلنا نقول انها حضارة المكيالين
هذه الازدواجية هي التي تفقد كثيراً التصنيفات الغربية مصداقيتها وتجعلنا نقول انها حضارة المكيالين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى