متلازمة الاستيزار وصدمة الإنحدار !!!

متلازمة الاستيزار وصدمة الإنحدار !!!

بسام الياسين

( لا حدود لعظمة القران الكريم وبلاغة قصصه ! .هدهد كان سبباً في اسلام شعب بكامله.نقل اليمن ـ رأس العرب ـ،من عبادة العباد لعبادة رب العباد.ونملة غيرت خط سير جيش ـ سيدنا سليمان ـ عليه السلام . النملة صارت آية،وسجلت باسمها سورة في كتاب الله المعجزة،فيما الهدهد اصبح هو الاخرآية في الاكتشاف. بعضنا وللاسف،ما زال يمضي نصف عمره، مصلوباً في طابور الانتظار،يحلم بالاستيزار،لا سعياً في التغيير كالنملة او الاكتشاف مثل الهدهد بل شغفاً في الوجاهة وطمعاً بالغنيمة ).

*** يعرفه من تعامل معه. وصوليته المكشوفة، يعتبرها كياسة ونفاقه فطنة.بهما اصبح انجب تلاميذ مكيافيلي. لهذا توقع له الراسخون في علم المنفعة، مستقبلاً باهرأ في السياسة،خاصة انه يجيد تغيير جلده ولغة خطابه.اللا مرئي من شخصيته،انه كالفطر لا ينبت الا في العتمة والرطوبة،لذا متعته اطفاء اي خيط نور يحيط بغيره. كان دائم النقد للجميع كافة،لا يفلت منه احد كالحطيئة حتى انه هجا نفسه،فيما مواهبه الدونية، تتجلى ـ يا سبحان الله ـ ،في جلسات الانس و مجالس العزاء. اللافت حقده على ـ ازلام السلطة ـ،الذين لم يبلغوا شأوه في رسم سياسة الدولة وادارة ازماتها المزمنة.عندها يٌعمل فيهم لسانه كمشرط لا يرحم.

جمعتني به صدفة.فاكتشفت انه شخصية غثائية استعراضية.حذرته من مغبة عواقب فعلته،بان يحافظ على مكانته الخطابية فقد فاق أبلغ العرب وائل بن سحبان.لم يرعوِي بنصائحي بل نكاية بالجميع، رفع منسوب قصفه،مستخدماً هذه المرة، المدفعيته الثقيلة.

علمت فيما بعد من اصدقائه اللصيقين،انهم كانوا يتحلقون حول مأدبة طعام في حبور.رن هاتفه الجوال،فامتقع وجهه،واضطرب صوته، ثم اخذ يحشرج، دون ان يحفل بمن حوله،ثم ارتفعت طبقات صوته بينما رأسه يترنح كثمل ذات اليمين والشمال قائلاً :ـ نعم سيدي … حاضر سيدي … مسافة الطريق سيدي. فجأة غادر على عجلة .

المفاجأة، كانت في نشرة الثامنة،وهو يظهر في التشكيلة الوزارية. يمشي منتصب القامة،ليضع يده على المصحف الشريف،مردداً بلا تأتأة ولا فأفأة :ـ اقسم بالله ان اكون مخلصاً وافتدي الوطن بنفسي.خرج من القاعة متطوساً:ـ يا ارض اشتدي،ما عليكِ قدي.جلس على الكراسي ” الدوار “، وبدأ يصدر اوامراه حتى انتفخت ذاته،واطلق لمخيلته العنان، في صناعة الوهم وبيع الاحلام.وما هي الا ايام حتى تكشف المخبوء،واحس انه غير مرغوب فيه،فعض اصابع الندم،واعلن للملأ ـ انه قرر القفز من السفينة الغارقة لا محالة.

المشكلة المثيرة في مواقف هؤلاء ،ان الكرسي لم يسخن تحت ” مقعدته ” فغادره مصاباً بالكآبة.فاعتزل الناس وراح يخطب بالحمام على طريقة تشرشل المفضلة. نظراً لتفاقم حالته، اشارت عليه زوجته، مراجعة طبيب نفسي مشهور،تقع عيادته في منطقة سكنه، للتخلص من سويداويته،وفشل طروحاته.

استقبله الطبيب،وبعد سلسلة من الاسئلة المحرجة.قرر الطبيب اعطاءه مضاداً للكآبة.فقال للطبيب :ـ ارجوك لقد جربتها كلها،ولم تنفع معي،وسرد اسماءها كأنه صيدلي محترف . دُهش الطبيب لخبرته بمضادات الكآبة واحس بصدقيته، فتعاطف معه اكثر و قال له:ـ اذاَ،انصحك ،بالذهاب لاحد مهرجي المدينة ـ وهم كُثر بالمناسبة ـ لكي يُسري احدهم عنك وينشلك من همومك ،فحركاتهم المضحكة ونكاتهم الساخرة ستشفي نفسك المحطمة وتخفف عذابات روحك القلقة.فنظر الى الطبيب قائلاً :ـ ـ سيدي ـ الا تعرف انني شيخ المهرجين واولئك الذين ذكرتهم لي تلاميذي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى