ماذا قصد وزير الصحة بقوله ” كنا نعلم بقدوم الجائحة قبل أن تصل من الصين “؟! / ديما الرجبي

ديما الرجبي

على ما يبدو أن كرة الثلج بدأت تكبر والمتشبثين في نظرية المؤامرة حول مدى حقيقة “كورونا” قد يستوقفهم حديث وزير الصحة الاردني الدكتور سعد جابر اثناء المؤتمر الذي عقد مساء اليوم للإعلان عن عدد الاصابات اليومية حيث اشار جابر في معرض حديثه عن الحوافز الخاصة بقطاع الصحة واشار إلى أن هذه الحوافز مقرة من تاريخ 26/1/2020 عندما علمت الحكومة بوجود جائحة قادمة قبل أن “تصل ” من الصين واسيا وأن وضعنا سيكون سيء وبحاجة لدعم قطاع الصحة بالمكافآت ؟!
علماً أن الحكومة الأردنية اتخذت اجراءات الحظر بعد شهر ونصف عن موعد معرفتهم بالجائحة القادمة بعد تسجيل اول ثلاثة حالات ؟!

وهو ما جعلنا نعيد التفكير حول نظرية” المؤامرة” التي فرضت نفسها في ظل تفشي وباء اغلق العالم وأحدث تغييرات جذرية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
هل كانت الحكومات على علم بخروج وباء “مُصنع” ؟ أم علمت متأخرة عندما خرجت الأمور عن السيطرة في إحدى المختبرات والتي اشار اليها ترامب مرارا وتكرارا _ مختبر ووهان_ مع العلم بأن ترامب لن يكون بمنأى عن أي مخططات بيولوجية كانت أو عسكرية في العالم .

لأجل الصدفة اطلعت على كتاب الكاتب الأمريكي دان براون بعنوان ” الجحيم ” الذي يصور رحلة عالم تاريخ يفكك رموز وجدت على مسلاط خاص باحتواء وباء “بيرتراند” الذي صنعه عالم وبائيات يؤمن بنظرية اللانسانية وأهمية تخفيض التضخم السكاني الذي من شأنه أن يفقر العالم من موارده ، في ظل مغامرة دان براون يشير الكاتب على لسان شخصيته الرئيسية إلى وباء سُخر لجعل ثلث سكان الأرض يصابون بالعقم من خلال التعديل الوراثي ويستهدف حمض نووي معين من البشر ويؤثر في شخوص محددة وذلك من منطلق التطهير العرقي لمن تحتوي رموزهم الجينية على علامات عرقية معينة ، مشيراً إلى أن مدة الحضانة طويلة جداً وتفاوت الأعراض بين شخص وآخر تجعل المنظومات الصحية في تخبط لإحتواء أو الكشف المبكر عن المرض لدى المصابين وبذلك يحقق الوباء غايته قبل اكتشاف علاج أو لقاح للسيطرة عليه .
ورغم أن تفاصيل هذه الرواية مشابهة لما نعيشه اليوم إلا أن الأمر الصادم حول تصريح جابر وما تم كتابته من العديد من الادباء الغربيين يؤكد بطريقة أو بأخرى صحة نظرية المؤامرة .

قد تختلف أوجه السياسة وتبرز أنياب الاقتصاد لتشكل عالم جديد ضمن مخططات جديدة تتناسب مع الحقبة الزمنية الرقمية التي نعيشها ، والمؤمنين بنظرية اللاانسانية يؤيدون جميع الطريق المباحة وغير المباحة للحد من التفجر السكاني الذي ارهق الموارد الطبيعية وأرهق الحكومات التي تكبدت “مصاريف” شعوبها ، وبما أن الحروب العسكرية لم تؤتي أوكلها في خفض التفجر السكاني قد تكون الحروب الوبائية الأشد فتكاً والأكثر أماناً من حيث استيعاب المجتمعات لها دون الخروج بمظاهرات ضدها لأنها خارجة عن الطبيعة ؟!
الوباء مقابل الخصوبة ، حلم يتربع على عرش المؤامرات للسيطرة على الكثافة السكانية واجهاض الحراكات الشعبية المطالبة بحقوقها ولا تجد هذه العقول افضل من ارسال وباء يتحكم في نمط الحياة الاقتصادية ويبرر فقر الشعوب .
لذلك يبقى السؤال معلقا ماذا قصد وزير الصحة الاردني عندما قال “كنا نعلم بقدوم الجائحة قبل أن تصل من الصين؟”

فيديو المؤتمر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى