ماتَ عماد يا عمر / عودة عياصرة

ماتَ عماد يا عمر
رفضَ هذا العام الا ان يجعلَ من النهايةِ الماً بفقدانِ عزيز ، والله لقد أبكاني قدُركَ ابا احمد فكم هو قاسٍ فراقُ الأحرار ، فراقُ الذين يحملون قضايا أمّتهم على أكتافهم ، فراقُ الهائمين بالوطن ، وعدَ الموتُ وأوفى بأن يأخذ حتى الأبطال يا عماد .

الى الاعلامي الضخم ، الى مهندس القلم وأحد جهابذة الاعلام والصحافه ، الى القلب الذي ينبضُ وطناً والمذياع الذي يتنفس الحق ، الى ابو اسامه حيثُ تقطنُ الفصاحه ، الى اخي عمر عياصره .

اخي ابو اسامه لن أُعزيكَ بوفاة عماد فالعزاءُ لكَ ولي وللأحرارِ ومعنا يبكي الوطن ، بل أنّني سأتجرأُ متسلقاً عاموداً في عمرانِ فصاحتكم لأحدّثك عن توأمكَ ونصفكَ عماد ، عن ذلك المحامي البطل الذي عاش كالطيرِ حُراً وانتقل الى جوارِ ربّهِ عماداً .

كان عماد يزأرُ في الحديثِ كليثِ الأدغال ، كانَ يفترسُ الصوتَ وتهابهُ كلُّ الحروف ، التقيتهُ مرةً فتذكرتُ بهذا البطل شطر بيتٍ من الشعر يقول : لم تنفع الشاةُ في الدنيا سكينتها، أليفٌ مع الأصحاب شرسٌ في السعي وراء الكرامه ، جلستُ مع بعضِ رفقائهِ فحدثوني عنهُ يا عمر ، قالو لي عن كرمهِ وشجاعته ، عن خفةِ طلّهِ وحزمه ، عن صدقهِ وغيرته ، عن همّهِ وهمّته ، عن ثوابتهِ والمبدأ الذي آمن به ، عن وطنهِ وبرّه بأمه ، وأنت الذي قلتَ لنا ابو اسامه بأن من يحبّ أمهُ فإنهُ يحبُّ الوطن .

ابو اسامه أبداً لم أسمع عن قبرٍ شعرَ بقيمة الميت وأعادهُ الينا ، لم يستوعب الكفن بأن عماد ماتَ بجرعةٍ زائدةٍ من الحريّه ، وفي القبر كلُّ الأعضاء تموت ويختفي صوتُ الحنجره .

ماتَ عماد يا عمر ، سامحني على قسوة الوصف فنصفكَ في القبر ونصفكَ الآخر يكملُ المسيره ، حمى الله بنصفكَ البطوله ، حمى الله بنصفكَ الرجوله ، حمى الله كل الصفات التي انتقلت اليكم بالوراثه ، نعم مات عماد يا عمر ولم تمت تلك السُلاله .

حماك الله ابو اسامه وألهمك ووالدتكَ صبراً من عنده .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى