لونجة بنت الغولة الكوفيدية

لونجة بنت الغولة الكوفيدية
الحسين قيسامي

في الحجر المنزلي سيطرت الأفكار السوداء على مخيلتي، اجتاحتني الأحاسيس السلبية، وأعتقلني الحزن والاكتئاب. فجأة أصبحت طفلا.. وضعت راسي في حضن جدتي وهي تفلي رأسي.تحكي لي قصصا عن الغول و الجان. استهلت قصصها بمقدمة: “حاجيتك ماجيتك.. كليت عشاك وخليتك”. كانت جدتي تروي لي قصة لونجة بنت الغولة، التي أعشقها وأطالبها بها في كل مرة. أضع رأسي الصغير على فخذها..تفلي شعري وتقصع القمل. كنت أهرش رأسي بشكل متكرر.هنا أصابتني دهشةٌ عارمة، بدأ يخرج من راسي دخان، وإذا بمارد عملاق يخرج من رأسي يخاطبني: “عبدك بين يديك سيدي”، وأخبرني المارد بأنني ساعدته في الخروج من رأسي لذلك سوف ينفذ كل طلباتي، فأخبرته أنني أتمنى أن أتزوج لونجة بنت الغولة، لكنها هي على وشك الزواج من ابن عمها، ولم أكن أملك المال الكافي للتقدم إليها، فطلبت من المارد أن يجعل ابن عم لونجة أحمق حتى يفشل الزواج بينهما وأتمكن بعد ذلك من التقدم إليها، فتدخل المارد في ذلك وبدا ابن عمها أحمق أمامها فرفضته. تحولت فجأة إلى شاب خلوق ومهذب وكريم عكس أمراء زمن لونجا الجميلة الذين رغبوا الزواج منها، وكانوا يتقدّمون لطلب يديها، لكن كانوا ينفرون منها عندما يسمعون أن والدها الغول ووالدتها الغولة وحشان قبيحان، مما جعل كل أميرٍ يتقدم لطلب يدها. تعشش القمل في فروة رأسي. أهرش رأسي مرة أخرى. تبحث جدتي عن بيض القمل،قائلة: اصبر يا ابني …سندهب بعد ذلك لطلب يد الأميرة لونجة. فجأة يغزو القمل رأسي..اجتاحت أسراب أخرى المدينة. فإنّ ”زحف” القمل أضحى حديث العام والخاص، وتفاقم المشكل جعل الكثيرين يتهمونني بأنني السبب الاول وراء اجتياح القمل…طارت القمل في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي وتماهت مع ملايين فيروسات كورونا، قبل أن تتساقط باستمرار على الأرض مع حبات المطر.السماء تمطر فيروسات على ايقاع انكسار وتحلل ضوء الشمس خلال قطرة ماء المطر، ويظهر قوس المطر والشمس مشرقة، تتزينها الألوان في القوس… اللون الأحمر من الخارج ويتدرج إلى البرتقالى ثم الأصفر والأخضر، يليه الأزرق ثم أزرق غامق، ولون بنفسجى من الداخل…وأنا أهرش رأسي رجعت رجلا مرددا اغنية: “حلمي تحطم واختفى و العزم في قلبي غفا”..فجاة أسمع:
لونجة يا لونجة..اعطيني سالفك نطلع..
كليت سبعة رجالة و الثامنة هجالة…
وغزيلك أ لا لا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى