للعابثين بغير قلوبهم
نور الجابري
للقابضين على أرواحهم ….خوفا من العشق
للجالسين بعيدا عن البحر
للخائفين من شمس النهار
للعابثين بغير قلوبهم
للساكنين بغير عيونهم
للعابرين دون توقف
هلّا توجهتم صوب محطّةِ الانتظار
إننا الحالمين
إننا الغارقين
إننا الباحثين عن زورق النجاة
هو العشق ليس بحربٍ …
مصيرها الموت أو الانتصار
هلّا ترجلتم عن فرسكم الجامحة
هلا تقدّمتم بخطواتٍ ثابتة
فقد إقترب الليل
و في الليل يبدأ العاشق بالاحّتضار
لِما كلما إقتربنا …تزداد المسافات بعداً
لِما كلما مر يوم …زاد الجرح ألماً
أليس في العشق من إختصار
أليس في القلب بعض المساحات
و قليلا من الزمن
فقط ما يكفي لإخماد شعلة نار …
إننا الباقون خلف المرايا
نُراقِب ظلَّ القادمين بشوق
و نرقب كل الطرق و كل الزوايا
خوفاً من لحظة الانكّسار
لقد آثرنا الرحيل …عن كلِّ شيء
فهلّا علمّتمونا كيف الرحيل
و كيف يموت القلب الهزيل
و موهبة الاختيار
لقد آلمتنا فكرة البعد قبل الفراق
و حاصرنا الاشتياق …لكلِّ المحبين و كلّ الرفاق
فكيف نسافر وأين المطار
من أين حصلتم على فرسٍ جامحة
و من يسكن الدار …عند غيابنا ..
و من يَرقب المسافرين بشوقٍ
لحظة الانتظار ….
