لكمات على وجه «صفقة القرن»

لكمات على وجه «صفقة القرن»
عمر عياصرة

لطالما قلنا ان رفض الفلسطينيين لصفقة القرن، وادارتهم الظهر لواشنطن يشكل ضربة موجعة للخطة الامريكية من ناحية ولجهود كوشنير الصهيونية من ناحية اخرى.
لكن في اليومين الماضيين جاءت مجموع احداث لتساند الموقف الفلسطيني وتساهم في توجيه لكمات معقولة للصفقة، وربما سيكون لكل ذلك دور في عرقلتها او انهائها.
على الجانب الاسرائيلي، حدث ما لم يكن متوقعا، فقد فشل بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة، ولم تقف الامور عند تلك الحدود، حيث قام الكنيست بحل نفسه، وستجري انتخابات جديدة في ايلول القادم.
وهنا، نلاحظ، ان اعادة الانتخابات، قد تأتي بنتنياهو او قد تقصيه، وانه في حال فوزه سيحتاج الى اشهر اخرى لتشكيل الحكومة، وسيتلازم ذلك مع بدء الاحماء للانتخابات الرئاسية الامريكية.
معنى هذا كله ان ما جرى في اسرائيل يشكل لكمة عنيفة لخطة كوشنير المتعلقة بالقضية الفلسطينية، فالاجواء لا تسمح بإعلانها، والتوقيتات باتت مربحة لمن لا يريدون الصفقة بصمت.
ورشة البحرين التي تشكل الذراع الاقتصادي لصفقة القرن هي ايضا تتعرض لضغوطات، فالفلسطيني سيغيب، ويقال ان الاردن ابلغ كوشنير بأنه غير ملتزم بالحضور.
كما ان الامم المتحدة اعلنت رفض حضور الورشة، وسبق للصين وروسيا ان اعلنتا مقاطعتهما للمؤتمر، وتلك لكمات مستمرة لصفقة القرن واذرعها.
اما القمم الثلاث التي انعقدت في مكة المكرمة «الخليجية والعربية والاسلامية» فقد اكدت الحقوق الفلسطينية وحل الدولتين والمبادرة العربية.
مع ضرورة الانتباه الى ان بيان القمة الاسلامية كان مرتفعا بالشأن الفلسطيني، حيث اشار الى رفض كل خطة لا تتبنى الحقوق الفلسطينية، وطالب بمحاسبة الدول التي نقلت سفاراتها الى القدس.
هذه المواقف، والتوقيتات، تسجل نقاطا ايجابية لصالح الفلسطينيين، كما انها توجه لكمات متوازنة الى الخطة الامريكية المنحازة لإسرائيل.
قليل من المراجعة الامريكية لهذه الاجواء سيصل بهم الى القناعة بأن الخطة فشلت، وانها مسار غير حتمي، وانها غير قابلة للحياة، وسننتظر كيف سيقيم ساكن البيت الابض كل تلك اللكمات، ومتى سيقنع بأن فلسطين لا يمكن تسعيرها.الرابط المختصر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى