لطفاً..أطفئ #ضوء_الكاميرا
خاص سواليف
مقال الإثنين 19 / 9 / 2022
يبدو أننا بتنا بحاجة إلى قسم لمكافحة الاتجار بالعاطفة على غرار قسم “مكافحة الاتجار بالبشر”..
رياء واضح ،وتسويق مفضوح ،وتجارة على حساب أصحاب النجاح أو التفوق أو الحاجة ، إنهم لم يبطلوا العمل بالحديث الشريف وحسب، بل أنهم نقضوه وناقضوه ، فلم يكتفوا بعلم اليد اليسرى عمّا تنفقه اليد اليمنى وحسب ، بل أصرّوا على نشرها في كل وسائل التواصل الاجتماعي بابتزاز واضح للعاطفة واستثمار مكشوف لــ”التريند” الأسبوعي.
يظفر فتى بجائزة دولية لحفظ #القرآن الكريم بجهد شخصي دون أن يرعاه أحد ، فجأة يصبح حديث الناس ، تقتنص الشركات والمؤسسات والبنوك هذا الفوز بأن تحضره إليها وتصوّره قرب شعارها أو في مقرّاتها وتعطيه بعض الكوبونات الشرائية ويغادر ، لا بل أن البعض أصرّ على تصويره وهو يتناول وجبة الغداء في المطعم الذي كرّمه وطلب منه أن يشكر المطعم…طالبة متفوّقة تعيش بخيمة مع أسرتها ، اكتشف الإعلام فجأة فقرها ،واكتشف المسؤولون بالصدفة كفاحها، بالرغم من آلاف السيارات التي تمر من أمام خيمة أهلها كل يوم ،ولأنها أصبحت محل اعتزاز و حديث الناس ، لهثت الشركات والبنوك والمؤسسات والمطاعم والمقاهي لاستغلال تفوق الطالبة في ترويج بضاعتها وخدماتها تحت مسمى “التكريم” على حساب خجل وتواضع هذه الأيقونة الأردنية العظيمة…حتى في عمارة اللويبدة المنهارة ، حاول البعض تصوير منتجه من باب إكرام فرق الإنقاذ..يا الهي ،حتى هنا ، لم يفلت الموت الثقيل من هواة الترويج ..
يكفي تجارة بالعواطف، يكفي استغلالاً لأوجاع الآخرين ونجاحاتهم وعلّوهم بعيداً عن الأضواء …
من أراد أن يساعد أو يكرّم أو يكافئ فليطفئ ضوء الكاميرا…
#احمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
