لحظة إدراك / روان ضيا

لحظة إدراك
كنت أسمع منذ صغري أن من يخشى شيئاً معيناً سوف يصادفه في حياته، وربما قد يكمن تفسير هذه العبارة في أن مواجهة الشي الذي نخشاه قد يظهر إما شجاعة الإنسان في مواجهة صعوبات الحياة أو ضعفه واستسلامه في المواجهة.
كانت هناك العديد من الامور التي أخشاها من ضمنها الوحدة، وبعد أن واجهت الحياة واكتسبت العديد والعديد من الأصدقاء حتى تجاهلت خوفي من الوحدة، وباتت روحي أكثر تعلقاً بعائلتي وأصدقائي وبكل من حولي ، إلى أن جاء اليوم الذي بت فيه وحيدة ، اختفى فيه جميع أصدقائي وأقاربي الذين كانو يملون علي حياتي، أصبحت بعدها هائمة في الحياة أشعر بقيود السجين في مآواه.
وبالرغم من حريتي التي امتلكها في حياتي وبشؤوني إلا اني كنت وحيدة الجلوس ووحيدة الظهور أمام الملأ ، كنت أحتسي القهوة بمفردي، وكنت أخرج لتناول الطعام وأراقب العائلات والفتيات والشباب عن كثب، أبتسم عند رؤية الفرح على وجوههم، أبتسم لأن الحياة ما زالت مستمرة معطاءة رغم الأسى الذي يواجهه الإنسان في حياته، وفي ليلة من الليالي التي كنت أشعر فيها بروحي تموت يوما بعد يوم، قمت إلى الصلاة في الليل داعية الله أن يخرجني من الضيق كما أخرج سيدنا يونس من بطن الحوت، كنت أردد لا إلله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين، أردد وأردد تلك العبارة حتى أيقنت أني ظلمت نفسي وأدركت جهلي.
ابتلع الحوت سيدنا يونس بعدما قرر المضي والاستسلام، وأما أنا فقد كان الحوت الذي ابتلعني يمثل رفعي لراية الاستسلام واليأس عندما ظننت أني أصبحت وحيدة في الحياة، كان خطأي أني نسيت كلام الله حينما قال في كتابه” ونحن أقرب إليه من حبل الوريد” ، كيف أشعر بوحدتي والله بجانبي في كل لحظة، أدركت حينها اني لست وحيدة، فعائلتي بخير وكذلك أصدقائي ربما هم منشغلون في حياتهم إلا أن الله إلى جانب كل منا في السراء والضراء
العبرة
لا تكفوا يوماً عن العطاء، لا تكفو يوماً عن الحب ، لا تكفو يوماً عن زرع الخير والسلام في كل مكان، يجب علينا أن نحب انفسنا ونحب جميع من حولنا، ولا ننسى أننا زائرون، لا نعرف في أي يوم قد نودع فيه الحياة… الحياة جميلة ، صحيح أنها مليئة بالمتاعب والصعاب ولكن الحب أجمل ما فيها، وفي النهاية لا تنسوا أن الله بجانبكم دائماً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى