لا لاستهداف المنسف الأردني…يا مستقلة الانتخابات

لا لاستهداف المنسف الأردني…يا مستقلة الانتخابات
ا.د حسين محادين

“احترام التعليمات قانونيا لا يعني قداستها”
(1)
صحيح أن الهيئة المستقلة للانتخابات كشخصية معنوية قد منحها القانون أدارة العملية الانتخابية بنزاهه وبكل مراحلها منذ تأسيسها 2011/ 2012.
ولكن صحيح ايضا ضرورة تذكير القائمين على هذه الهيئة مع الاحترام، ان هناك معانِ ورمزيات ثقافية وسياسية اردنية كالمنسف سواء أثناء الترشح أو غيره ، إذ يجب الحفاظ على بقائها كجزء من هويتنا الأردنية الطيبة. فعلميا وسياسيا مثل هذه المعاني الاجتماعية النبيلة المتجذرة للطعام والمنسف تحديدا اقوى وأكثر إلزامية وواجبات للعموم من التعليمات الرسمية للهيئة؛ واقصد المضادة منها لهذه القيم الناجزة فحالة المنسف ومحاولة منع تقديمه تشبه تماما الوقوف بالضد من ايمان الأردني بجذوره البدوية في ضرورة اقتنائه للسلاح في بيته رغم كل القوانيين المدونة والناظمة لحياتنا في الجوانب الأخرى منها.
(2 )
لقد اصبحت مثل هذه العادات والرمزيات المادية والمعنوية تمثل أسما حركيا لطيبة وكرم وتوافق الاردنيين سياسيا واجتماعيا في أفراحهم واتراحهم عبر الاجيال وبعضها عادات انسانية حميدة.
(3)
بناءً على ماسبق من شروحات ، المطلوب برأيي في الاقل عدم زج الهيئة الموقرة عبر تعليماتها الاخيرة في مسامات الحياة اليومية للاردنيين بحجة النزاهه، أو خشية من الكورونا مثلا، خصوصا واننا دولة غير شمولية، إذ منح دستور دولتنا للناس حرية التصرف الطوعي في تقدير وشؤون مصالحهم التي لا تخالف القوانين،فلماذا يتم إقحام مثل هذه الفقرة المرتبطة بمنع تقديم المناسف والكنافة اي “الديمقراطية كركيا” بالمقارات الانتخابية في تعليمات الهيئة التي نحترم، وماذا سيخدم هذا المنع أن لم ننجح في تطبيقها وهل ستصطدم الحكومة واذرعها المختلفة مع الاردنيين في تفضيلاتهم الغذائية، والثقافية الخاصة بهم، وبطرق التعبير الانتخابي الحر والقانوني لديهم عبر حرية اختيارهم لطرائق اكرامهم لضيوفهم كل حسب إمكانياته المالية ومكانته الاجتماعية مرشحا ام ناخب.
( 4)
اجزم ان عمليات تقديم الطعام والضيافة باشكالها المختلفة كل حسب رغبته وامكاناته – بعيدا عن التأويلات المتسارعة- داخل المقارات الانتخابية للمرشحين ، هي حرية شخصية مطلقة لا يجب الاحتكاك معها وتأويل معانيها على اساس النوايا ليس أكثر؟ خصوصا وأن التقاليد الجمعية في مجتمعنا الأردني المتحول نحو المدنيّة اقوى تأثيرا وأوسع انتشارا، تفكيرا وسلوكيات من التعليمات الانتخابية لدى العموم وبأختلاف ثقافتهم الفرعية اردنيا بالمعنى الدستور وهي ثقافات في “بادية،ريف،
مدينة،مخيم “. وجميعها تقدير المنسف وتتباهى في نوعية واشكال تقديمه بكل فخر لضيوفهم وحتى ناخبيهم.
(5)
اخيرا ؛ لنترك مثل هذه التفاصيل الشعريّة لحرية المعاني و للناخبين والمرشحين ايضا لأنها نقطة ليست الجوهر في نزاهة الانتخابات باجتهادي و لنعمل بشفافية وحسم قانوني مُعلن على تطوير أدواتنا القانونية والرقابية الأمنية المدعمة للعدالة وقيم النزاهة في محاربة الأموال “الانتخابية السوداء”التي تسعى لشراء أصوات الناخبين البائعين لها وبالتالي الفوز غير الأخلاقي لدى هؤلاء وصولا إلى تجيير قرارات وتشريعات المجلس المقبل لتقوية نفوذهم وتعميق لمصالحهم المالية الخاصة لا سمح الله .
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى