لا تتركها تقف عندك

لا تتركها تقف عندك
جمال الدويري

الأخوات والأخوة الأفاضل،
اسعد الله اوقاتكم،
صلتي بخالقي، سبحانه، ممتازة والحمد لله، ولا تحتاج لوسيط او مُذكّر، وان رحل عنا رسول الله ونبيه، عليه الصلاة والسلام، فالله حيّ لا يموت، وكتاب الله بين ظهرانينا، ما غادر واحدة الا احصاها وبيّنها وألهمنا بها، وسنّة نبيه، قدوتنا، كذلك ما زالت بيننا، تضبط القواعد والأحكام والسلوك، لمن اهتدى، وعليه، فانني وبكل الحب والاحترام، ومعي كل المسلمين والمؤمنين، الذين يشاركوننا ما اشعر، لسنا بحاجة لهذا السيل اليومي، بل اللحظي، من العظات والنصوص الناصحة الشارحة والأدعية، التي تغزو فضاءنا ووسائل تواصلنا، مصورة ومكررة، تغرق وعينا وتدكّ لا وعينا بما نعيه ونعرفه، حتى انني اسأل نفسي والمُرسِلِين، عن حال ايماننا قبل النت والفيسبوك والواتس وغيرها، واذا ما كنا ناقصي الايمان والاسلام؟
هذه البدعة غير الحميدة، والتي يرسلها اصحابها، مع احترامي لشخوصهم، تلقائيا واوتوماتيكيا وربما اليا، دون قراءتها حتى، او التبين والاستيضاح، من صحتها او مصدرها او سبب تعميمها، مع الاستحلاف والتهديد والوعيد، ان لا اجعلها تقف عندي، والا فالويل والثبور وعظائم الأمور، والمصائب وسوء الحال، وخبرا غير سعيد، وابتلاء بالصحة والمال، وما الى ذلك من خزعبلات، غريبة مغرّبة للوعي والدين، لا تحاكي عقلا او اتزانا، حتى ان المتمحص الفاحص لهذه الظاهرة الحديثة المستحدثة، ليجد صعوبة بتقبل فرضية انها ليست دسيسة على الاديان والوعي المجتمعي، لغايات في نفوس يعاقيبها.
ولهذا وغيره، فانني راجيا لا امرا، انتظر ان تقف هذه الرسائل دوني، لأنني لن ارسلها ولن اشارك بتعميمها ولن اكون حلقة بهذه السلاسل غير الواعية، مهما كانت اسبابها ودوافعها ومن يقف خلفها.
وحبذا، لو تبنينا جميعا، هذا التوجه والنهج، برفض استقبال ونشر هذه الموجة من اشغال الوعي والوقت ووسائط الاتصال، وحتى الوصول الى حذف المرسل من قائمتنا في حال اصراره على الارسال والازعاج.
لقد وفرت لنا الشبكة العنكبوتية والمكتبات الافتراضية والفضائيات وما شابه، المعلومة والتوضيح وأساليب القراءة وتغذية الفكر، ومن أراد وطلب المعلومة، يجدها، فلا بأس ان نترك للشخص حرية الاختيار والتنقيب عما يريد، ولا ندفعه الى العصبية والتوجيه، فلهذا سياسيين وخطباء ومنظرين وأنصاف مثقفين وغيرهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى