كيف تسللت “السلالة الجديدة” إلى الأردن ؟

سواليف

حذر طبيب وطبيب اردني بارز من ان بلاده اليوم في قمة هرم المنحنى الوبائي بموجب التصنيفات الدولية.
ونشر مدير عام مستشفى الامل الشهير للسرطان الدكتور عاصم منصور صورة لخارطة بيانية تؤكد بان الاردن اصبح من الدول المتقدمة جدا في معدلات الوباء في الوقت الذي لاتزال فيه ازمة اللقاحات قائمة بينما سارعت المديرية المختصة بالرقابة على الغذاء والدواء لمنح رخصة استعمال داخل المملكة للعقار الجديد او اللقاح الجديد المضاد للفايروس كورونا جونسون قبل ورود اي كميات من هذا اللقاح.
واعلن وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات بان اللقاح جونسون تم التعاقد على كميات وشحنات منه في محاولة لمواجهة نقص ملموس باللقاحات في المملكة مشيرا الى ان الكميات المتعاقد عليها قد تصل الى البلاد في النصف الثاني من العام الحالي.
وارتفع في الاردن خلال اليومين الماضيين مستوى القلق الوبائي الى مناطق غير مسبوقة مع الانتشار الواسع للسلالة البريطانية للفايروس والتي بدأت نحو قبل 3 اشهر برصد 3 حالات فقط لمسافرين قادمون من الخارج ثم سرعان ما تحدثت وزارة الصحة في ذلك الوقت وبعد اسبوعين عن رصد نحو 50 اصابة من السلالة البريطانية جميعها في منطقة عمان الغربية ولها علاقة باستقبال مسافرين قبل ان يتوسع السلالة بشكل كبير جدا في الاردن خلال الاسابيع القليلة الماضية وتسيطر سيطرة تامة.
وارتفع تسجيل الاصابات مساء الاثنين الى ارقام غير مسبوقة من عدة اسابيع حيث تم تسجيل اكثر من 6000 الاف اصابة جديدة قال وزير الصحة ان اكثر من نصفها في عمان العاصمة وغالبية اصابات العاصمة من السلالة البريطانية بينما تم تسجيل 26 وفاة بنفس الوقت.
وارتفع منسوب القلق الوبائي العام خصوصا وان السلطات الاردنية معنية بتجنب سيناريو تراجع او انهيار النظام الصحي في الوقت الذي بدأت تتوسع فيه سيناريوهات العودة لإجراءات قاسية بسبب ضعف السيطرة على انتشار الوباء .
وهو ما المح له الوزير عبيدات عندما تحدث عبر قناة المملكة مساء الاثنين عن النجاح حتى الان في التعامل مع الفايروس جراء وجود كفاءات وتراكم الخبرة في القطاع الصحي والقدرات الخاصة في مجال الاستغلال الصحيح لمرافق المستشفيات.
واشار الوزير عبيدات الى انه يتم التعامل مع الوباء الان بطريقة اسهل ومريحة جراء الخبرات المكتسبة من التعامل مع الفايروس لكن الوزير يريد ان يحافظ على مستوى كفاءة القدرات الاستيعابية للمستشفيات في القطاعين العام والخاص.
ولفت النظر الى ان سبب الانتشار الواسع للوباء في المملكة الان هو السلالة الجديدة التي اصبحت هي السائدة وانتشارها الكبير خلافا للسلالة السائدة سابقا مشيرا الى ان الاصابات تتركز في العاصمة عمان حيث بدأت السلالة الجديدة وانتشرت معربا عن امله بان يتحسن الوضع الوبائي وان لا تنتقل السلالة الجديدة الى بقية المحافظات.
ورغم الاعلان عن اجازة لقاح جونسون اند جونسون في الاردن الا ان ازمة اللقاحات عموما لا تزال تثير ردود فعل سلبية على مستوى الجمهور ولا يتم مواجهتها بالشفافية او الافصاح عن التفاصيل حيث تزداد التعليقات عبر منصات التواصل ذات الصلة بعدم وجود لقاحات كافية لتطعيم النسبة التي قررتها من الاردنيين في وقت سابق وزارة الصحة.
وتكثفت الاجتماعات خلف الستارة و الكواليس على امل الاستدراك وتجنب العودة الى موجة قاسية ثانية او ثالثة من الفايروس كورونا بسبب التداعيات الخطيرة جدا على الاقتصاد وعلى الوضع العام والنظام الصحي في حال حصول ذلك.
وهنا قال الوزير عبيدات ان عدد الاصابات في المملكة قد يرتفع متوقعا ان لا يحصل ذلك بشكل دراماتيكي وان الاهم هو نسبة الادخال للمستشفيات ولاتزال وزارة الصحة تتحدث عن استخدام ما نسبته 50 % من قدرتها الاستيعابية على الادخال للمستشفيات في لوقت الذي يتم فيه ان تقريبا استعمال ما بين 25 – 30 %من اجهزة التنفس ومراكز الانعاش.
وتتركز استراتيجية الحكومة هنا على الحفاظ على هذه النسب واستخدام كل الواردات الممكنة لعدم ارتفاع نسبة اشغال الغرف واجهزة التنفس في المستشفيات الخاصة.
لكن الفايروس عاد وبقوة ليسجل اصابات تتجاوز 6000 الاف اصابة في اليوم الواحد وبعض الانباء المتشائمة تتوقع ارتفاعا حادا في موجة الوباء الثالثة مع قرب شهر نيسان او منتصف شهر اذار الحالي.
ومن الواضح ان مظاهر ومؤشرات القلق زادت بالأردن بنسبة غير مسبوقة بعد ظهور اسم المملكة في المركز الاول على المستوى العالمي في تقارير لمنظمات صحية دولية حيث احتل الاردن المنصب الاول عالميا في نسبة الاصابة قياسا بعدد السكان ، الامر الذي لم تعلق عليه بطبيعة الحال وزارة الصحة بصفة رسمية وان كان الوزير عبيدات يحاول البقاء في حالة احتفاظ بقدر من التفاؤل في مواجهة هذه البيانات والوقائع الرقمية والمنحنيات.
وفي الاثناء تم الاعلان عن تقديم 840 مليون دولارا من قبل دول اوروبية لدعم مجهود الاردن في مجال مكافحة الفايروس كورونا.
ويبدو ان الحكومة الاردنية لديها وعود بتقديم حزمة المساعدات المالية من الولايات المتحدة قريبا جدا بهدف المساعدة في تامين اللقاحات وفي التصدي للانتشار الواسع للفايروس كورونا في موجته الثالثة حاليا.
ولم يتم التطرق الى ارقام محددة بشان المساعدات الامريكية بالخصوص لكن يعتقد ان هذه المساعدات سيتم تمريرها تحت لافتة برنامج لتلقيح اللاجئين السوريين في المملكة الاردنية الهاشمية.

المصدر
راي اليوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى