كل هذا الصخب الإيراني ولا ظهور لسليماني.. ماذا يعني ذلك؟

سواليف
يتساءل الإيرانيون عن غياب قائد فيلق القدس الإيراني التابع للحرس الثوري الإيراني ، قاسم سليماني، عن مجمل الأحداث الساخنة التي مرت خلال الأسابيع، بل الشهور الأخيرة، وتصاعد الموقف في ظل الاحتفال بذكرى الثورة الإيرانية، فيما رأى البعض أن غيابه مرتبط بإصابته بمدينة حلب في سوريا، التي حاولت إيران إخفاءها، “حفاظا على مكانة ورمزية سليماني”، حسب مراقبين.

وجاءت الصورة الجانبية التي نشرتها وكالة فارس لسليماني وهو يسير فيما يوحي أنها مسيرة لتعزز الشكوك، فليس سليماني الذي تمر مشاركته هكذا بشكل عابر، فكيف حين تتناثر الشائعات حول إصابته، وتكون هناك حاجة حقيقية لنفيها، ما يرجح أن الصورة إما مركبة أو قديمة.

وقال صحفي إيراني، من داخل إيران لـ “عربي21″، إن الجميع كان ينتظر ظهور سليماني في منطقتي نبل والزهراء الشيعيتين بعد فك الحصار عنهما، فضلا عن عموم التقدم الميداني في حلب، غير أن اسمه غاب حتى عن القنوات الإيرانية.

وأكد الصحفي، الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن سليماني لم يكن بين الضباط الإيرانيين الذين دخلوا منطقتي نبل والزهراء، وبثت وسائل الإعلام الإيرانية صورهم، ما أثار شكوك عديدة حول صحة سليماني، وحول أسباب غيابه وسط كل هذه الأحداث الهامة التي تجري داخل إيران بشكل خاص والمنطقة عموما، بحسب قوله.

وأشارت بعض التسريبات الصحفية الإيرانية إلى حظر غير معلن يفرضه الحرس الثوري الإيراني على وسائل الإعلام الإيرانية، يمنع بموجبه نشر الأخبار المتعلقة بسليماني، أو حتى التساؤل عن مكانه.

بدورها، قالت المعارضة الإيرانية إن سليماني ما زال يتلقى العلاج في مستشفى “محمد رسول الله” التخصصي بالعاصمة الإيرانية طهران، وأن إصابته ليست طفيفة وقد تؤدي في حال بقائه على قيد الحياة إلى عدم قدرته على مزاولة نشاطه الاعتيادي.

وكان الموفد الرسمي للتلفزيون الإيراني قد عزز قبل أسابيع الشكوك، حين طلب الدعاء له بالشفاء مؤكدا إصابته دون أن ينتبه لذلك، ما دفع الصحفي المقرب من سليماني، حسين شمشادي، والذي تواجد لمدة أربع أعوام في سوريا إلى مهاجمته.

وقال شمشادي إن “البعض لا يدرك أهمية هذه المرحلة السياسية التي تمر بها البلاد ويقوم بنشر إعلانات عن غياب سليماني عن بعض الاحتفالات بالجامعات والحسينيات والهيئات الشعبية”، مضيفا أن هذا من شأنه أن يؤكد الشكوك التي لدى الإيرانيين حول إصابته، مؤكدا أنه بصحة جيدة.

لماذا؟

ويبقى السؤال الأهم الذي يطرحه الرأي العام الإيراني: لماذا يتحفظ الحرس الثوري على إصابة سليماني في سوريا؟

وقال خبراء في الشأن الإيراني لـ”عربي21″، إن اعتراف طهران بإصابة سليماني في سوريا سيرفع من معنويات المعارضة المسلحة في سوريا، مشيرين إلى أن “شبح مقتل الجنرال حسين همداني، الذي كان يُعرف بأنه العقل المدبر للحرس الثوري، بسوريا ما زال عالقا بأذهان الإيرانيين”.

وقالت صحفية وباحثة إيرانية إن “إصابة قائد فيلق قدس الإيراني تزامنت تماما مع المفاوضات النووية الإيرانية، حيث كانت إيران تطرح نفسها لدول مجموعة 5+1 كقوة فاعلة في مواجهة الإرهاب والتطرف بسوريا والعراق، بحسب تصريحات المسؤولين الإيرانيين حينها”.

وأضافت لـ”عربي21″، أن الإعلان عن إصابة سليماني في تلك المرحلة كان سيشكل نكسة عسكرية وفشلا أمنيا في أعلى المستويات داخل إيران، كما أنه يفقد الفريق الإيراني المفاوض بفيينا المناورة في ملف محاربة الإرهاب بالمنطقة، بحسب تعبيرها.

ورأى مراقبون للشأن الإيراني أن الإعلان عن إصابة سليماني رسميا في إيران سوف يفتح ملف مشاركة إيران عسكريا بسوريا في الداخل الإيراني، مع وجود أصوات عديدة بدأت تعلن رفضها وعدم رضاها عن الاستنزاف العسكري والاقتصادي والسياسي لإيران في الملف السوري.

من جانبها، قالت صحيفة “بهار” الإيرانية إنه “كان بإمكان النظام الحفاظ على مصالح إيران في المنطقة وسوريا دون التمسك ببشار الأسد في سوريا”، داعية إلى “عدم وضع أي خطوط حمراء إيرانية في الأزمة السورية”، على حد تعبيرها.
عربي 21

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى