كليات المجتمع في دائرة الخطر

تظهر الأرقام والإحصاءات المتعلقة بكليات المجتمع المتوسطة “وجود خطر داهم يحيط بمستقبلها وبمصير التعليم التقني في البلاد، التي تعاني شحا في خريجيه مقابل أعداد هائلة من خريجي درجتي البكالوريس والماجستير الذين يواجهون بطالة كبيرة بين صفوفهم”، حسب عميد إحدى كليات المجتمع.
وبحسب القائمين على التعليم العالي، فإن هذا التعليم يعاني مما يسمى “الهرم التعليمي المقلوب”، إذ يتوجه نحو 90 % من الناجحين في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة إلى التعليم الأكاديمي، فيما تدرس النسبة الباقية العلوم التقنية والمهنية، وهذا يخالف حاجة السوق ويتناقض معها تماما.
ومع أن عدد الجامعات والكليات الجامعية يبلغ 31 فيما يبلغ عدد الكليات المتوسطة 41، إلا أن عدد الطلبة المسجلين في درجة البكالوريوس للعام الجامعي الحالي بلغ 280215، فيما يبلغ في كليات المجتمع المتوسطة 230544 طالبا.
وما يؤشر الى خطورة أوضاع التعليم التقني وكليات المجتمع المتوسطة التي تخرج التقنيين، أنه تم افتتاح جامعتين أو كليتين جامعيتين خلال الأعوام الخمسة الماضية دون افتتاح اي كلية مجتمع خلال الفترة ذاتها، فضلا عن إغلاق 8 كليات مجتمع أبوابها العام الماضي، فيما يتوقع عميد إحدى الكليات الخاصة إغلاق المزيد منها، في الوقت الذي لم تغلق فيه أي جامعة أبوابها.
وفيما بلغ عدد خريجي الجامعات للعام الدراسي الماضي 68472 طالبا، شكل خريجو كليات المجتمع عشر هذا العدد فقط، حيث بلغ عدد خريجي كليات المجتمع 6483 فقط.
كما يوضح حجم الأزمة التي تعاني منها كليات المجتمع المتوسطة، أن نسبة الطلبة إلى الطاقة الاستيعابية في جميع كليات المجتمع تبلغ 33 % فقط، فيما يبلغ الفائض عن حجم تلك الطاقة في الجامعات الرسمية وحدها نحو 55 ألف طالب.
وانخفضت حصة كليات المجتمع من الناجحين في امتحان الثانوية العامة، وهم الحاصلون على معدلات (50– 60 %) من 3213 طالبا العام 2011 الى 510 العام 2015، وفق احصائيات رسمية.
وكان أمين عام وزارة التعليم العالي
د. هاني الضمور بين في مؤتمر صحفي سابق اهمية تناغم مخرجات النظام التعليمي مع متطلبات سوق العمل.
وكشف في حينه عدد الملتحقين بالجامعات الأردنية في العام الجامعي (2014/ 2015) (300) ألف تقريباً، وسيرتفع الى (450) ألفا العام (2025)، وجُلّ هؤلاء ملتحقون بتخصصات جامعية تقليدية، تقول لغة الأرقام في ديوان الخدمة المدنية بأنها تخصصات راكدة أو مشبعة، فيما تقول كذلك بأن عدد طالبي التوظيف في الديوان يبلغ (300) ألف خريج، يشكل حملة الشهادة الجامعية الأولى (76 %) منهم، بينما يشكل الباقي حملة شهادة الدبلوم الجامعي المتوسط.
كما كشف بأن قطاع التعليم الجامعي المتوسط الذي يفترض أن يقدم تعليماً تقنياً صرفاً، يشهد ضموراً حاداً ليس في أعداد الطلبة الملتحقين به، بل كذلك ضموراً في عدد الكليات الجامعية التي تقدم هذا النوع من التعليم، فهناك خمس كليات أغلقت أبوابها خلال الأعوام الخمس الأخيرة لقلة عدد الملتحقين بها، وهناك عشر تسير حالياً نحو الإغلاق. ويقدم القائمون على كليات المجتمع حلولا مقترحة، تتمثل باستحداث برنامج الدبلوم التقني لسوق العمل، بما يتوافق مع احتياجات السوق.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى