كله لعيونك يا عليا / علي الشريف

كله لعيونك يا عليا

اجلس وحيدا…
وامام صبري شيء من ذكريات
وزيتونه تهدلت اغصانها حتى وصلت الارض…
بين تفكيري وواقعي اشياء طويله
وبين امالي واحلامي مطبات
كانني طفل اعتقد ان والده قادر على كل شيء…
وكل ما في الامر….انه لا يقدر على شيء
اعود انظر الى الزيتونه القابعه امام وجعي
ترى هل تهدلت اغصانها حزنا…..ام انها خرفت وهرمت…ام انها في لحظات النزاع الاخير
لست ادري…..فالزيتونه لا زالت معطاء…ورغم جفاف الارض..
تطرح غلالها كل وقت….
امد يدي امرر اصابعي بين حبات الرمل الملتهب من طول العذاب و الغياب
الشمس تضرب جبهتي….والبرد يسكن في مفاصلي…
توقفت فواصل حياتي عند الانتظار. ….
والغيت كل النقاط فوق حروفي.. وتبدلت لهجتي وتبدلت حروف الهجاء….
واشعر اني….عربي يبحث عن تاريخ…وعن زمان..
واشعر اني كلما بحثت اكثر…ابتعدت عن التاريخ اكثر
بصرت كثيرا ..قرات الفنجان .وذهبت عند الرهبان … ضربت الرمل
فقرات على حبات الرمال
باننا امة تغني رجالها لعيون صبيه….لاجل عليا الشقية ….
وباننا امة سبيت نسائها…وسكبت دما لاربعين عاما…من اجل ضرع ناقه قتيله
رايت اننا امة….تقاتلنا على الكلا والماء.واصبحت بلا كلا ولا ماء ….
رايت اننا امة بلا تاريخ وبلا حضاره .
انما بذكريات مشوهة…..
تمادينا وقلنا عروبه…..وتاريخ ومجد…..ووجدنا ان تاريخنا كان…
جاهلية ممتده اكثر من امتداد الدم بالشرايين ظلم طاغ بكل مقومات الجهل وجدت انا امة كانت تقتل البنات خوفا من العار….
وتسرق الطعام من افواه الفقراء…
كنا امة تمارس الرق والعبوديه ومستقبلنا رق وعبودية …
اي حضارة هذه اي تاريخ…واي اعتزاز بالحاضر والمستقبل …..
شعوب وقبائل ما كانت تتعارف..ولا كانت تريد ان تتعارف…
لكن كان فينا شهامة احترام الضيف..وحسن الجيرة …
فاحترمنا ضيفنا70 عاما …..ورضينا دخالته على ايامنا70 عاما
وعربنا .ورجالنا .
وضعوا على اكتاف الزمن نياشين النصر…بلا نصر.وامتدت اياديهم الى رقابنا كي يحمى الضيف….
وبقي الضيف يمتد شبرا شبرا وياخذ من حلالنا…من ارضنا….من بيوتنا…من كرامتنا..من شهامتنا ولم يبقي لنا الا عيون عليا نغني لاجلها الغى كل جميل في عروبتنا….فاصبحنا عرب بلا عروبه…ولكننا لا زلنا نغني لاجل عيونك يا عليا …
اصبحنا نقف امام بيت الطاعه مثل الحمر المستنفره..مذللي الرقاب……ننتظر العون……تتبعنا اهوائنا…غرقنا في بحور النساء…في ظلام الانتظار….صار حضن الصبيه افضل من وطن…وصداقه الكاس انجى من صدق النفس……وصار الوطن حقيبه نحملها اذا ما سافرنا فنركنها اذا وصلنا ونبقيها خارج حدود الامنيات
اخذنا العوز والفقر….اخذتنا العزة بالاثم الى صناعه الكبرياء على رقاب بعضنا البعض
قتلتنا حب السلطه وشهوة الاكاذيب
وعيون عليا ولا زلنا نقول عليا….نتغنى بالشرف عرب
ولا زال الزيتون يطرح الغلال ..ولا زال الضيف ياخذ الغلال …ولا زلنا في معاقلنا واشعارنا ..وفروسيتنا …وعنترة والمهلل والزير وقبليتنا وجاهليتنا ..والذاهبون والحاضرون والقادمون .نسحب كل خناجرنا ونهتف كله لعيونك يا عليا… وعليا في حضن الضيف مغتصبة ..وكله لعيونك يا عليا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى