كفى يا قوم/ د. محمد خازر المجالي

كتب أحدهم: هل سينجح الليبراليون؟ إشارة إلى الرزاز وفريقه…
الكاتب يبدو عليه الجهل حين يقول بضرورة إعطاء فرصة لليبراليين، بعد عهد من حكم الإسلاميين والمحافظين واليساريين، ولو بالمشاركة الجزئية!!

أتعجب من الكاتب في طرحه! وهل غاب الليبراليون أصلا عن معظم الحكومات!؟ وهل كانوا بعيدين عن دمار الأوضاعَ الاقتصاديةَ والاجتماعيةَ وانحدارها، هم ومؤيدوهم من العلمانيين، فهم في الحقيقة ملتقون في كثير من النقاط، وهمّهم تشويه المحافظين من إسلاميين وعشائر ومحايدين لا ينتمون إلى أي توجه، وما رأيناهم نهضوا بوطن ولا حققوا كرامة مواطن.

لطالما جربناهم وقد أنهكوا الوطن وباعوه وأفسدوه، ونصيحة إلى الرزاز أن يكون محايدا وإلا فالفشل مصيره، فطبيعة الأردن وحاضره، والأردنيين ومشاكلهم تأبى أن يكونوا محطة تجارب ومغامرات.

إن الطريق الصحيح في الحكم واضح تجتمع عليه العقول السليمة، عدل وحرية وأمانة وكفاءة واحترام للتوجهات، وميثاق وطني يلتقي عليه الجميع، حيث الثوابت التي لا تُمَس، والتنافس في الفروع والوسائل، في ظل دولة القانون والمؤسسات، التي يحكمها ثقات أمناء قدوات، حينها يستقيم الأمر، ولا ينزعج المواطن من شيء، فحين تكون حقوقه مكفولة، عندها يكون في أعلى درجات العطاء والإيجابية.

المهم أن نؤشر على الخلل الحقيقي، ونعترف بوجود أخطاء قاتلة مورست في العقدين الماضيين، ذهبت بمقدرات وطن، وأهانت المواطن وسلبته كرامته وأحلامه، ليظهر الأردن عالميا بمظهر الفقير الطارق على بيوت الناس، يطلب الصدقة، والأمر لا يحتاج أكثر من صدق إرادة في حسن الإدارة.

الاعتراف بالذنب والاعتذار شيمة العظماء، فلا يمكن أن يكون كل رؤساء الحكومات والوزراء والمسؤولين متحملين للخطأ ونترك جهات أخرى هي المتنفذة أكثر من الحكومة نفسها،، صحيح أن بعضهم أفسد وأوغل في الفساد وتجرّأ على مقدّرات الوطن،، ولكن غيرهم يُعَدّون أعمدة في نكبة الوطن ومأساته.

كفى يا قوم فالأردن لا يتحمل أكثر من هذا، فارحموه والتقوا على حسن الولاء والانتماء له، واعقدوا العزم على أن ننهض به كما نهضت شعوب وحكومات بأوطانها،، ووصلوا إلى مبتغاهم، وحققوا أحلامهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى