قلنا لكم ان البنوك ليست تكية

قلنا لكم ان #البنوك ليست #تكية

نصر شفيق بطاينه

تهربا من الحكومة لتقديم مبلغا من المال للمواطنين في رمضان ومناسبة عيد الفطر السعيد تسانده وتخفف من ضغطه المرتفع بسبب المصاريف والمتطلبات الكثيرة والالتزامات في هكذا مناسبات ، وبسبب شكوى التجار على اختلاف اصنافهم وخاصة قطاع الملابس من ضعف الحركة الشرائية في الاسواق قامت الحكومة وجمعية البنوك والبنك المركزي بالأيعاز للبنوك لتأجيل اقساط القروض الشهرية على المقترضين لشهر نيسان بدون فوائد ورسوم وعليه فقد استجابت البنوك لذلك الطلب وأجلت القروض بدون فوائد أو رسوم وانتعش السوق وازدحمت الطرق والمحلات بالمتسوقين وتبحبح المقترضين وكأنه جائهم نقود جديدة علما ان معناها وكأنك اقترضت ذلك المبلغ وزاد دينك ومدته .
ذكرت في مقالي السابق ( عزيزي الراتب سلم نفسك…….) أن البنوك ليست تكية وأنها تعرف كيف سوف تعوض هذه الفوائد والرسوم وخاصة ان القروض طويلة الأجل واليكم ما حصل ، لقد تم صرف الرواتب يوم الأحد ٢٤ / ٤ / ٢٠٢٢ وبما انني احد المحظوظين بالأقتراض اجلت القسط الشهري مثل باقي خلق الله حفاظا على حركة السوق وتضامنا مع شكاوي التجار بضعف الحركة الشرائية ، ما هو التجار واقعين برقبتنا نتعاطف معهم وينهبونا ، في اليوم التالي لأستلام الرواتب اي في ٢٥ / ٤ / ٢٠٢٢ وصلتني رسالة من البنك العربي ( كما وصلت الكثيرين من مختلف البنوك ) أنا العبد الفقير كاتب المقال تقول عزيزي الزبون نود أن نعلمك ان الفائدة على قرضك الشخصي قد ارتفعت من ١٠.٤٦٢% الى ١٠.٥٦٤% وان قسطك الشهري زاد دينارا واحدا وأصبح ….بدلا من … ، الأمر الذي اصابني بالحزن والكابة والنكد حتى تم الأعلان عن رؤية هلال العيد فانفرجت أساريري وابتسمت ، طبعا راح تعتقدوا اني زعلان ومتنكد عشان زيادة الفائدة … لا يا جماعة رحتوا لبعيد كنت زعلان عشان الرسالة ما فيهاش معايدة ولم يقولوا لي تقبل الله الطاعات وكل سنة وانت سالم وخلينا اياك وتظلك تدفع أما الزيادة فأنا متعود عليها جماعتي وأنا عارفهم ….ما فيش بينا خلاف لا سمح الله …..
وتوضيحا وتأكيدا هذا يعني أن زيادة الفوائد على القروض حصلت قبل ان يعلن البنك المركزي الامريكي زيادة الفائدة وقبل أن يعلن البنك المركزي الأردني زيادة الفائدة على القروض استجابة وتماشيا مع القرار الامريكي بأكثر من أسبوع وهو يعني ان القرار بالزيادة متخذ مسبقا وما الضجة القائمة حاليا على زيادة الفوائد من عدمها لذر الرماد في العيون ولا تعني شيئا … ، والأمر الاخر هو أن رسوم تأجيل القسط الشهري هو ١٠ دنانير طبعا المبلغ كبير ولكن القروض مع البنوك اذعانية ، فالعلاقة سادة وعبيد كما المعاملة والعلاقة مع باقي المؤسسات الخدمية فلا تملك الرفض بسبب الحاجة ويدك مكسورة وجيبتك المخزوقة …..وزيادة الفائدة بمعدل دينار شهريا يعني ١٢ دينار سنويا اكثر من رسم التأجيل والى ما شاء الله مش عارف الان بدكوا تغنوا على دلعونا والا بين الدوالي …. .
يروى أن خطيب أحد المساجد كان يخطب في احدى خطب الجمعة وكان يتحدث عن الصدقة والبر والاحسان وتفقد الجيران والفقراء وذكر بعض الامثلة وتذكر وقتها وللمصادفة أن زوجته تركها تطبخ كباب لغداء ذلك اليوم وتذكر الأمر واراد ان يستشهد به وقال حتى ولو بشق تمرة أو بعض الكباب وذلك من باب أضعف الأيمان ، ولما عاد الخطيب الى بيته وحان وقت الغداء وطلب السفرة واذا بزوجته تقول له وتذكره بخطبته عن الصدقة وعن الكباب لا بأس بها فما كان مني الا أن استجبت لكلامك وبعثت الكباب الى الجيران والفقراء ….فاستشاط غضبا ..
وقال يا مستورة أنا بعيض وبخطب على كباب الناس وليس على كبابنا ….ولغاية الان لم يعرف ما حدث فهناك تكتم شديد على المعلومات …….
في السنوات الأخيرة وبعد أن اخذت سبل الحياة تضيق على المواطن وأرتفعت الاسعار وضعفت قوة الراتب الشرائية وفي مناسبات رمضان والأعياد وعودة المدارس والمناسبات التي تحدثنا عنها في المقال السابق ، اخذ المواطنين يطالبون ويتأملون من الحكومات أن تسعفهم بمبلغ يخفف من معاناتهم وقصورهم عن تلبية احتياجاتهم واطفالهم ولكن الحكومات تطنش وانحنت منحى أخر فكلما جاءها هكذا طلب فورا تعلن صرف الرواتب ولو في غير أوانها هذا قبل الكورونا وبعد جائحة الكورونا واكتشاف الحكومة ان معظم المواطنين مديونين للبنوك وعليهم أقساط شهرية أخذت تطلب من البنوك تأجيل الأقساط الشهرية على المواطنين وهو عمليا دين وعبىء جديد على المواطن وأخذت تكرم من كباب البنوك والرواتب ، على كل حال بسيطة ولكننا سنبقى وراها وراها أي الحكومة وسنتقدم بطلب جديد في عيد الاضحى المبارك القادم ودمتم .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى