قصة الحصان الذي كان عضواً في مجلس شيوخ روما؟! / عبد الرؤوف التل

قصة الحصان الذي كان عضواً في مجلس شيوخ روما؟!
المحامي عبد الرؤوف التل

منذ أن نشأت الدول قبل آلاف السنين، وجد من الحكام من نظر إليها باعتبارها مؤسسة وجدت لخدمة الشعب والوطن، وتحقيق الخير والسعادة والأمن والسلام لكل من يعيش تحت سلطة وقانون مؤسسات الدول. ويتحقق في الدول الأمن إذا كان الحاكم فيها عادلاً. وينتشر الأمن والاستقرار والرفاه العام لكل الناس، وظهر أيضاً من أبناء الشعب كفاءات عالية على قدر كبير من العلم والمعرفة وحسن التصرف، ونبغ فيهم علماء، وأدباء، وشعراء، وأطباء، ومهندسين، وقضاة يفصلون في خصومات الناس بالعدل والقسطاس المستقيم بذلك تطورات الحضارات، وانتشرت الثقافات، وارتفع ذوق الشعوب إلى درجة رفيعة من الرقي والشفافية وتهذيب النفس.

لا أحد ينكر أن الدولة الرومانية، كانت من أقوى دول العالم التي صنعت حضارة من أقوى وأرقى الحضارات التي عرفها تاريخ العالم، وقد وصل نفوذ دولة الرومان ممتدة إلى مساحات واسعة من أرجاء العالم المعروف في أوروبا آسيا وأفريقيا، وما زالت آثار الحضارة الرومانية والفن الرفيع الباقي والمتمثل في صناعة التماثيل، وما يزين الأعمدة القديمة، لا سيما المسارح والقصور التي ما زالت تأخذ العقول من عظمة الفنان الروماني وخفة يده التي صقلت المنمنمات الصغيرة، والفسيفساء البديعة بألوانها الزاهية والجميلة، وكانت أشعارهم غاية في الرقة والجمالّ، من ذلك ما قاله أحد شعراء الرومان.

ما أسعد من يعيش بعيداً عن قلق الأعمال ومتاعبها، كما كانت تعيش أقدم شعوب العالم، يفلح بثيرانه الأرض التي ورثها عن أبيه، وليس عليه دين.
ما أحلى النوم تحت شجرة السنديان والنهر يجري بين جسريه العليين، وطيور الأيك تُغردُ والماء يتدفق من العيون، يدعو الإنسان للنوم العميق، واشتهرت الدولة الرومانية بالقوانين التي تفصل في الخصومات بين الناس، وبالنظام القضائي، الذي كان يهدف إلى تحقيق العدل ونشر المساواة بين مواطني الدولة الأحرار، وقاموا أيضاً بعملية جمع وتقنين وصياغة القواعد القانونية التي ما زالت أوروبا حتى الآن تسير على نهج القوانين الرومانية وتعمل على تطويرها بما يتناسب مع ما يستجد من وقائع جديدة تفرضها تطورات الحياة.

مقالات ذات صلة

وكان رئيس الدولة الإمبراطور بتسميته المختلفة (قنصل اوبرتور) وكان يساعده مجلس شيوخ يضم نخبه من رجال الفكر والقانون والسياسة يستشيرهم الإمبراطور في شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وفي شؤون الحرب والسلم، وقد شهد تاريخ الدولة الرومانية أباطرة عظام ستبقى أسماءهم محفورة في ذاكرة الزمان بما قدموه من عطاء حضاري استفادت منه الإنسانية في مسيرتها الطويلة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وفكرياً وثقافياً.

ومن يقرأ كتاب قصة الحضارة لمؤلفه الأمريكي (دُل ديورانت) يأخذه العجب من عظمة الرجال صانعوا الحضارة الرومانية، وحبهم لبناء الدولة الرومانية، وكيف يجب أن يكون رجال الدولة للجميع وإلى جانب الأباطرة الكبار بقدرتهم على صنع الحضارة وبناء التقدم ونشر العلم و وجد في الدولة الرومانية ( طغاة استهوتهم السلطة و سيطرة على نفوسهم روح الجشع و الظلم و الاستبداد بالرعية، و تحويل كل ما في مؤسسات الدولة من مال و أنظمة و قوانين لمصالحهم الخاصة و شهوتهم الطاغية في اعتبار كل الناس علماء و أدباء و رجال فكر خدماً لهم و لأطماعهم). من هؤلاء الطغاة الذين حدثنا عنهم كتاب قصة الحضارة (الطاغية الدكتاتور كاليجولا او الحذاء الصغير الذي وصف أنه أحقر طاغية عرفه العالم، وقيل إنه كان مصاب بحالات من الصرع وكان يرتعد فرقاً من الخوف إذا سمع صوت الرعد، وكان يهرب إذا شاهد اللهب، وكان يطوف القصر في الليل صارخاً بأعلى صوته طالباً طلوع الفجر.

وقيل إن “كاليجولا” كان مفتوناً بالرقص والتمثيل وكان يذكر النكات الفاحشة جداً دون احتشام ورغم كل ما ذكر عنه في كتاب قصة الحضارة فقد كان كاليجولا إمبراطوراً حاكماً، وكان طاغية من أكبر طغاة العالم في التاريخ، لأن سم السلطة ذهب بعقله ولأن صحة العقل، كالحكم تحتاج الى ضوابط وموازين.

كان الطاغية “كاليجولا” يتلذذ في إثارة مشاعر الشعوب التي تحكمها روما، و قد قام بنقل بعض الاثار المصرية العظيمة و اعتقد أنه ( اله العالم)، و قد حزن كثيراً عندما لم يتمكن من الوصول الى القمر، و انه لم يتمكن من ان يجعل الشمس تشرق من الغرب، و من سيئاته انه فرض السرقة، و جعلها علنية في روما، و كانت السرقة مباحة له فقط، و اكثر من ذلك أرغم أثرياء روما على حرمان ورثتهم من تركاتهم بعد موتهم، و أجبرهم على كتابة وصية تجعل أموالهم تؤول اليه باعتبار انه روما، و كتب الاديب الفرنسي (البيركوما) مسرحية من أروع المسرحيات التي شاهدها الجمهور الفرنسي و اعجب بها ، و هي (مسرحية كاليجولا) صور فيها الطاغية أروع تصوير، و حلل نفسيته و نفسية كل دكتاتور يستبد بشعبه، و قد بلغ الاسفاف بالطاغية (كاليجولا) أنه دخل مجلس شيوخ روما على صهوة حصانه المدعو (تانتوس) و لما استغرب ذلك احد الشيوخ، صاح الطاغية فيه قائلاً:- الا يكفي هذا الحصان فخراً أنه يحملني على ظهره و أنه أفضل منك، انت الآن مفصول من مجلس الشيوخ، و ان حصاني تانتوس أصبح عضواً بدلاً منك، و هنا يظهر النفاق الإنساني حيث ضج الشيوخ بالتصفيق للطاغية الذي احتقر انسانيتهم و لم يقف الامر عند هذا الحد بل انه اقام حفلاً صاخباً بمناسبة تعيين حصانه عضواً في مجلس الشيوخ، و قدم لهم على اطباق من الذهب شعيراً و تبناُ و عندما استنكر بعض الشيوخ هذا النوع من الولائم قال لهم الطاغية الا يكفيكم فخراَ انكم تأكلون مع زميلاكم (حصاني) ما يأكله بأطباق الذهب.

الا ان أحد أعضاء مجلس شيوخ روما صرخ في وجه كاليجولا وقذف حذاءه في وجه وهو يقول الى متى يا شيوخ روما تخضعون الى هذا الطاغية، أفعلوا مثلي وحرروا أنفسكم من استبداد هذا الطاغية، هنا تجرئ الشيوخ وأوسعوه ضرباً بالأحذية حتى مات كاليجولا الطاغية قتلاً بالأحذية عام 47 م، علماً انه نصب امبراطوراً لروما عام 27م.
وحكمة الله عز وجل أن لكل ظالم نهاية مهما طال طغيانه واستبداده.

منذ أن نشأت الدول قبل آلاف السنين، وجد من الحكام من نظر إليها باعتبارها مؤسسة وجدت لخدمة الشعب والوطن، وتحقيق الخير والسعادة والأمن والسلام لكل من يعيش تحت سلطة وقانون مؤسسات الدول. ويتحقق في الدول الأمن إذا كان الحاكم فيها عادلاً. وينتشر الأمن والاستقرار والرفاه العام لكل الناس، وظهر أيضاً من أبناء الشعب كفاءات عالية على قدر كبير من العلم والمعرفة وحسن التصرف، ونبغ فيهم علماء، وأدباء، وشعراء، وأطباء، ومهندسين، وقضاة يفصلون في خصومات الناس بالعدل والقسطاس المستقيم بذلك تطورات الحضارات، وانتشرت الثقافات، وارتفع ذوق الشعوب إلى درجة رفيعة من الرقي والشفافية وتهذيب النفس.

لا أحد ينكر أن الدولة الرومانية، كانت من أقوى دول العالم التي صنعت حضارة من أقوى وأرقى الحضارات التي عرفها تاريخ العالم، وقد وصل نفوذ دولة الرومان ممتدة إلى مساحات واسعة من أرجاء العالم المعروف في أوروبا آسيا وأفريقيا، وما زالت آثار الحضارة الرومانية والفن الرفيع الباقي والمتمثل في صناعة التماثيل، وما يزين الأعمدة القديمة، لا سيما المسارح والقصور التي ما زالت تأخذ العقول من عظمة الفنان الروماني وخفة يده التي صقلت المنمنمات الصغيرة، والفسيفساء البديعة بألوانها الزاهية والجميلة، وكانت أشعارهم غاية في الرقة والجمالّ، من ذلك ما قاله أحد شعراء الرومان.

ما أسعد من يعيش بعيداً عن قلق الأعمال ومتاعبها، كما كانت تعيش أقدم شعوب العالم، يفلح بثيرانه الأرض التي ورثها عن أبيه، وليس عليه دين.

ما أحلى النوم تحت شجرة السنديان والنهر يجري بين جسريه العليين، وطيور الأيك تُغردُ والماء يتدفق من العيون، يدعو الإنسان للنوم العميق، واشتهرت الدولة الرومانية بالقوانين التي تفصل في الخصومات بين الناس، وبالنظام القضائي، الذي كان يهدف إلى تحقيق العدل ونشر المساواة بين مواطني الدولة الأحرار، وقاموا أيضاً بعملية جمع وتقنين وصياغة القواعد القانونية التي ما زالت أوروبا حتى الآن تسير على نهج القوانين الرومانية وتعمل على تطويرها بما يتناسب مع ما يستجد من وقائع جديدة تفرضها تطورات الحياة.

وكان رئيس الدولة الإمبراطور بتسميته المختلفة (قنصل اوبرتور) وكان يساعده مجلس شيوخ يضم نخبه من رجال الفكر والقانون والسياسة يستشيرهم الإمبراطور في شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وفي شؤون الحرب والسلم، وقد شهد تاريخ الدولة الرومانية أباطرة عظام ستبقى أسماءهم محفورة في ذاكرة الزمان بما قدموه من عطاء حضاري استفادت منه الإنسانية في مسيرتها الطويلة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وفكرياً وثقافياً.

ومن يقرأ كتاب قصة الحضارة لمؤلفه الأمريكي (دُل ديورانت) يأخذه العجب من عظمة الرجال صانعوا الحضارة الرومانية، وحبهم لبناء الدولة الرومانية، وكيف يجب أن يكون رجال الدولة للجميع وإلى جانب الأباطرة الكبار بقدرتهم على صنع الحضارة وبناء التقدم ونشر العلم و وجد في الدولة الرومانية ( طغاة استهوتهم السلطة و سيطرة على نفوسهم روح الجشع و الظلم و الاستبداد بالرعية، و تحويل كل ما في مؤسسات الدولة من مال و أنظمة و قوانين لمصالحهم الخاصة و شهوتهم الطاغية في اعتبار كل الناس علماء و أدباء و رجال فكر خدماً لهم و لأطماعهم). من هؤلاء الطغاة الذين حدثنا عنهم كتاب قصة الحضارة (الطاغية الدكتاتور كاليجولا او الحذاء الصغير الذي وصف أنه أحقر طاغية عرفه العالم، وقيل إنه كان مصاب بحالات من الصرع وكان يرتعد فرقاً من الخوف إذا سمع صوت الرعد، وكان يهرب إذا شاهد اللهب، وكان يطوف القصر في الليل صارخاً بأعلى صوته طالباً طلوع الفجر.

وقيل إن “كاليجولا” كان مفتوناً بالرقص والتمثيل وكان يذكر النكات الفاحشة جداً دون احتشام ورغم كل ما ذكر عنه في كتاب قصة الحضارة فقد كان كاليجولا إمبراطوراً حاكماً، وكان طاغية من أكبر طغاة العالم في التاريخ، لأن سم السلطة ذهب بعقله ولأن صحة العقل، كالحكم تحتاج الى ضوابط وموازين.

كان الطاغية “كاليجولا” يتلذذ في إثارة مشاعر الشعوب التي تحكمها روما، و قد قام بنقل بعض الاثار المصرية العظيمة و اعتقد أنه ( اله العالم)، و قد حزن كثيراً عندما لم يتمكن من الوصول الى القمر، و انه لم يتمكن من ان يجعل الشمس تشرق من الغرب، و من سيئاته انه فرض السرقة، و جعلها علنية في روما، و كانت السرقة مباحة له فقط، و اكثر من ذلك أرغم أثرياء روما على حرمان ورثتهم من تركاتهم بعد موتهم، و أجبرهم على كتابة وصية تجعل أموالهم تؤول اليه باعتبار انه روما، و كتب الاديب الفرنسي (البيركوما) مسرحية من أروع المسرحيات التي شاهدها الجمهور الفرنسي و اعجب بها ، و هي (مسرحية كاليجولا) صور فيها الطاغية أروع تصوير، و حلل نفسيته و نفسية كل دكتاتور يستبد بشعبه، و قد بلغ الاسفاف بالطاغية (كاليجولا) أنه دخل مجلس شيوخ روما على صهوة حصانه المدعو (تانتوس) و لما استغرب ذلك احد الشيوخ، صاح الطاغية فيه قائلاً:- الا يكفي هذا الحصان فخراً أنه يحملني على ظهره و أنه أفضل منك، انت الآن مفصول من مجلس الشيوخ، و ان حصاني تانتوس أصبح عضواً بدلاً منك، و هنا يظهر النفاق الإنساني حيث ضج الشيوخ بالتصفيق للطاغية الذي احتقر انسانيتهم و لم يقف الامر عند هذا الحد بل انه اقام حفلاً صاخباً بمناسبة تعيين حصانه عضواً في مجلس الشيوخ، و قدم لهم على اطباق من الذهب شعيراً و تبناُ و عندما استنكر بعض الشيوخ هذا النوع من الولائم قال لهم الطاغية الا يكفيكم فخراَ انكم تأكلون مع زميلاكم (حصاني) ما يأكله بأطباق الذهب

الا ان أحد أعضاء مجلس شيوخ روما صرخ في وجه كاليجولا وقذف حذاءه في وجه وهو يقول الى متى يا شيوخ روما تخضعون الى هذا الطاغية، أفعلوا مثلي وحرروا أنفسكم من استبداد هذا الطاغية، هنا تجرئ الشيوخ وأوسعوه ضرباً بالأحذية حتى مات كاليجولا الطاغية قتلاً بالأحذية عام 47 م، علماً انه نصب امبراطوراً لروما عام 27م.
وحكمة الله عز وجل أن لكل ظالم نهاية مهما طال طغيانه واستبداده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى