قبل وبعد وادي عربة

قبل وبعد #وادي_عربة

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة

كثيراً هي المبررات التضليلية التي سيقت وسوقت لتمرير #اتفاقية #السلام مع دويلة #الكيان الصهيوني، اليوم حان الوقت لإعادة تسمية هذه الاتفاقية بنكبة السلام أو يوم #نكبة #الشعب #الأردني، هذه الاتفاقية التي مررت بموافقة ضمنية مع حزب جبهة العمل الإسلامي الذي كان يشكل الكتلة الاكبر في البرلمان في ذلك الوقت، لا بد اليوم وبعد مرور ما يقرب من ثلاثة عقود على اقرارها والعمل بها، من تقيمها وتقييم ثمارها التي بُشرنا بها انذاك !

من أهم وابرز المبررات الي سوقت في تلك الفترة وهي كثيرة بالمناسبة سأركز على هذه فقط: أن الموازنات المالية التي كانت تخصص للتسلح سيتم تحويلها لبرامج ومشاريع إنمائية بعد ضخ اعلامي بعدم الجدوى من الصراع مع هذا العدو وأن وجوده والاعتراف والتعايش مع أصبح واقعاً وضرورة ، حينها وعد الاردنيون بالرفاهية ورغد العيش ولبس الدشاديش ! فماذا تحقق من تلك الوعود !

مقالات ذات صلة

قبل توقيع الاتفاقية في 26 أكتوبر عام 1994 كانت نسبة العاطلين عن العمل بحدود 17% وهي نسبة مقبولة في المجتمعات ذات التكافل الاجتماعي ونسبة الدين العام للناتج المحلي 130% حيث بلغ الناتج المحلي 4.2 مليار وحجم المديونية لنفس الفترة 5.5 مليار دينار اردني لنفس العام، مقارنة حجم المديونية بعدد السكان5.4139 مليون نسمة في تلك الفترة يكون نصيب الفرد منها 1000 دينار ، كان من السهل جداً التغلب على هذه المعضلة لو وجدت إدارة كفؤة في ظل نهج ديمقراطي وإرادة وطنية ! اليوم في 2022 بلغ حجم الناتج المحلي 33 مليار دينار أردني وحجم المديونية 35 مليار ونسبة الدين العام 109% للناتج المحلي، وبذلك يكون نصيب الفرد الواحد من المديونية 3.4 آلاف دينار حيث يبلغ عدد السكان اليوم 10.8 مليون نسمه وستزداد حصة الفرد من المديونية تصاعديا حسب نظرية المتوالية اللوغاريتمية، اليوم نسبة البطالة بحدود 50% ولا أُفق لانخفاضها، في تلك الفترة قبل اتفاقية النكبة كنا نملك كرامتنا وعزتنا وثقافتنا وهويتنا الوطنية وقيمنا النبيلة وخبزنا ومصانعنا وشركاتنا ونتحكم بكل مواردنا وموانئنا ومطاراتنا، اما اليوم فكل شيء قد بيع ونهب وتبخر ، ولم يعد ما نملكه لتحقيق اي نمو ، ومعروف أن تحقيق اي نمو يعتمد على الانتاج الوطني والصادرات والتجارة ، هذه القطاعات الانتاجية مدمرة اليوم كنتيجة للسياسات الفاشلة او المخطط تدميرها من خلال رفع تكاليف الانتاج وفي مقدمتها فواتير الطاقة وارتفاع الضرائب التي أخرجتها من سوق المنافسة الاقليمية والعالمية ، فقط هناك نمو في القطاع المالي الذي يملكه اصحاب السلطة والنفوذ الذي شُرعت لخدمته القوانين إذ تشكل ضريبة الدخل بحدود 28% من مجمل مقبوضات الضريبة وضريبة المبيعات بحدود 72% أي أن مدير عام أكبر بنك يدفع ضريبة كما يدفعها عامل المياومة! وبذلك خسر الاردن المليارات جراء هذا الخلل والعوار الضريبي !

الاخطر من ذلك تلك القوانين الاستثمارية التي تُمكن رأس المال الاجنبي من التملك والاستثمار “وهنا المقصود الإسرائيليين” الذين في ظل الفقر والعوز الاردني يوسعون دائرة استثماراتهم ، ناهيك عن تلك الاتفاقيات الحكومية معهم التي ربطت وتربط الاقتصاد الاردني ومصير الاردن برمته بهم، على الرغم من وجود البدائل الأكثر فائدة والانجع أقتصادياً مع الدول والشركات الاخرى !

للاسف هذه بعض نتائج السلام.. تلك الموازنات العسكرية التي وعدنا بتحويلها للتنمية تضاعفت، ووجهت لتعزيز الامن الداخلي وتضخيم أجهزته ، ثمار السلام التي بُشرنا بقطفها لم نجد منها الا المتعفن ، الدشاديش التي قيل لنا سنلبسها نبحث عنها في البالات وثيابنا التي علينا لم تعد تسترنا، شبابنا الحالمين بالمستقبل نراهم على الجسور والابراج ضحايا الانتحار أو فرائس للمخدرات والجرائم، مينائنا اماراتي ومطارنا فرنسي واراضينا قواعد امريكية وحكوماتنا بنوك وصناديق دولية ومجالسنا النيابية منتقاة امنيا ! لم يتبقى ومسموح لنا قوله سوى… ويلك يا الي تعادينا يا ويلك ويل !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى