في عيد العمال / خميس النجار

في عيد العمال
سافر صديقي منتدبا من شركه هي واحدة من اكبر المؤسسات الوطنية الى السويد حيث شركة اطلس هلكو العالمية، احترموه وقدموا له صنوف المعرفة وسافر يوما الى شمال البلاد فاصطادوا له غزال الرنة واطعموه اللحم المشوي
يعمل في مصنع التجميع 25 موظفا كل واحد يعرف العمل المناط به وينجزه بيسر وسهولة، قال صديقي استطيع ان اجمّع لكم حفارتين اسبوعيا وهي نفس انتاج المصنع ويكفيني مساعدا واحدا وونش بسائقه واستغني عن مصنع التجميع بكامله
المدير لم يفاجأ بهذا الخير المذهل ولم يربت على كتفه بل قال نحن لا نريد ان نعمل بهذه الطريقة بل نريد ان يعمل العاملون ساعات محددة بظروف جيدة لديهم ما يريدون من عصائر واشربة ساخنة او باردة، يذهبون للاستحمام قبل الغداء ويعودو لعملهم بنشاط
يعني باختصار المدير في شركة اطلس هلكو العالمية لا يريد ان يعمل عماله بنظام الفزعة ، وهو يعتبر العمل بالطريقة الاخرى تخلفا وليس بطولة كما يريد ان يوهمنا بعض السذج والجهلة الذين يؤول اليهم احيانا بعض الصلاحيات التي تزيد عن طاقتهم الفعلية
للاسف مات بطلا خالف التعليمات التي لا تسمح له بدخول المكان الا بعد تبريده ب 48 ساعة، وكان المهندس المعني بالاشراف يحث الاخر على تقليد زميله والذي رفض رفضا قاطعا، الاول بحث عن حظوة وترقية استثنائية على حساب زميله فدفع ثمن تنطعه وجهله
شاهدت رجلا وافدا كان يزاود على جميع زملاءه مواطنين ووافدين فكان الدم يسيل من جبهته وهو يعمل ما دام المسؤول متواجدا دون ان يقوم بمسح جبينه او تطهير الجرح، لأن المسؤول يؤمن طبعا بنظام الفزعة وقد تعرض الكثيرون للموت او لاصابات بليغة بسبب نظام العمل بالفزعة.
ذات يوم استلم احد الاقسام مهندس اراد ان يبني مجدا وهذا من حقه لكن ليس على حساب ضحايا تسرق جهدهم وعرقهم وتطلب منهم ان يعملو فوق طاقتهم فهم بشر، حتى لو كان عبدا لا يحق لك شرعا ان تكلفه ما لا يطيق، ان عدم السماح لموظف ان يتوضأ ويصلي لدقائق معدودة احتراما للعمل هو افساد له ومخالف لأعراف الشركة وهو استبداد
صحيح انه تمكن من تخفيض تكلفة رفع الاتربة من 60 قرش الى 29 قرشا للطن الواحد، وانه امر جيد لكن حرمان العمال من بعض حقوقهم وثمن عملهم الاضافي هو دين في رقبتك، وحين تأمر عاملا بأن يستمر بالعمل لشهر كامل بلا اجازات لئلا تضيف لكادر الموظفين لديك عاملا واحدا يعني انك ترتكب موبقة وظلما لن يسامحك عليه وسيحاسبك تحت عرش الرحمن فقد ملّ الناس ظلم الانسان لأخيه الانسان وهذا يسرى على كل مسؤول كبر او صغر، كنت اقول لنفسي هؤلاء العتاة الظالمين فيما قدروا ماذا كانوا سيفعلون لو اتسعت صلاحياتهم، ما اظلمهم لأنفسهم ولغيرهم.!!
تركتم وظائفكم ونسيتم ما فعلت اياديكم السوداء فنمتم هادئي البال وبقي المظلوم يدعو عليكم بليل قد طال بسببكم، فالتمسو نجاة
*بين الانتاج المؤسسي الناجز ونظام الفزعة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى