قراصنة آخر طبعة / يوسف غيشان

قراصنة آخر طبعة

أيام زمان ، قبل ان يمتلك القراصنة طوربيدات وأسلحة حديثة ورادارات متطورة ، كانوا يقومون ببناء منارات مزيفة تظلل السفن عن المنارات الأصلية وترسلها الى المناطق الصخرية أو الى حيث الشعب المرجانية العملاقة، حيث تصطدم بها السفن وتغرق ، فياتي القراصنة وينهبوها عن بكرة ابيها وأمها وخالاتها.
كما اسلفت، التكنولوجيا الحديثة التي تستخدمها السفن حاليا ، وحصل عليها القراصنة ايضا بطرق متعددة ، جعلت من خدعة المنارات المزيفة جزءا من الماضي التليد لعالم القراصنة. لكن لعبة المنارات المزيفة لم تنته قط، بل ازدادت شراسة وتدميرا، وتزايد عدد ضحاياها ، بل تحولت من مجرد حادث بحري وعملية سلب ونهب الى كارثة وطنية .
كلما سمعت عن كارثة اقتصادية كبرى عاني منها الإقتصاد الوطني وخسر الكثير من المواطنين مدخراتهم كلما اعتقدت ان ثمة منارة مزيفة ما في مكان ما قد أودت بالوطن والمواطن من اجل مصالح شخصية.
لنأخد الأردن مثلا سنجد ان منارة مزيفة اودت ببنك البتراء قبل ثلاثة عقود ونيف فارهقت الناس والخزينة . ثم تم تصنيع منارات مزيفة كثيرة اودت ببنوك كثيرة وجعلت الكثير من الناس ع الحديدة.
طبعا انا لا ابريء ادارات تلك البنوك والمراكز المالية ولا الجهات الحكومية المختصة التي قد تكون متواطئة مع قراصنة المنارت المزيفة والإدارات الهاملة ، انما اقول انهم مجرد مسننات صغيرة في آلة الفساد الكبرى .
– منارات مزيفة لعبت بقضية التسهيلات التي قصقصت جنحان الكثير من الناس .
– منارات مزيفة لعبت التحويلات.
– البورصة كل ما سلف وكل ما سيأتي من كوارث اقتصادية ندفع ثمنا مرتين ..مرة من جيوبنا ومرات من جيوب خزينتنا.
– البوتاس..الفوسفات والإتصالات
– منارات مزيفة في الخصخصة
– والقصقصة
– والعصعصة
يعني : هناك عصابات كبرى ..هناك قراصنة جدد كبار يستخدمون تكتيك المنارات المزيفة ليسرقوا الوطن والمواطن ، اما الجهات التي نراها ونعتقد انها وراء هذا الحدث او ذاك، ونصب جام غضبنا عليها ، فما هي الا عصابات اصغر او وكلاء وفروع تعمل بالمقاولة للعصابة الكبرى التي تسرقنا وتقتلنا وتدفعنا الى الانتحار وتدمرنا عن طريق خدعة قديمة لقراصنة البحر الذين تحولوا الى البر فاكلوا الإخضر واليابس ..والحبل على رقابنا جميعا.
ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى