في “الصحراء”

في “الصحراء”
الساخر محمد طمليه

انا في “الصحراء”، وقد اشتريت للتو جملا: لن أذبح الجمل بالطبع، وإنما سأركبه، وأعود به إلى “عمّان”، ولكم أن تتخيلوني نازلا “طلعة المصدار”، راكبا جملا، وسط دهشة العابرين
إنما يهمني هؤلاء/ عامة الناس/ أراقبهم، وجوههم، خطواتهم المضطربة على بلاد الرصيف
أين يذهبون؟ من أين يأتون؟ راكبا جملا، وأضل أمشي وصولا إلى “وسط البلد”
أتقيد بإشارات المرور انطلاقا من عادتي أن أتقيد. ولا أحفل بما أسمعه من تعليقات يقولها مارة، وأصحاب دكاكين، وباعة متجولون، ونساء بلديات نزلن من الجبال الفقيرة القريبة على أمل الحصول على أسعار أقل لقاء الملابس، والخضار، وحاجيات تافهة لأسرة مغمورة. ما زلت أراقبهم، ولم أجد ضالتي بعد: أنا أبحث عن شخص ملائم – ربما يكون موظفا بائسا، أو مأمور مقسم، أو رجلا ضجرا خرج من غرفته بغية التخبط، أو عاملا وافدا، أو حتى عاطلا عن العمل: لا تهمني مواصفاته: يكفي أن أشعر أنه ملائم وؤهل: “اسمع، يقولون أن النصيحة بجمل، فخذ جملي، وانصحني، ماذا أفعل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى