فن القيادة واعتزاز الجندي بكتيبته

فن القيادة واعتزاز الجندي بكتيبته
موسى العدوان

في أعقاب الحرب العالمية الثانية، كان القائد الأعلى لقوات الحلفاء يفتش على وحداته. وفي زيارته لإحدى الكتائب فتش على القطعة المنتظرة، والتي تعطي صورة عن كفاءة الكتيبة. ( والقطعة المنتظرة عبارة عن حرس شرف مصغر للكتيبة، يقل عدد أفراده عن عشرة جنود.

أُعجب القائد الأعلى بتلك القطعة وشكر قائد الكتيبة على تحضيرها، ثم قامت الكتيبة بتمرين للتنقل ( مسير طويل ).

وخلال الحركة كان أحد الجنود متأخرا عن باقي جنود الوحدة، مما سبب له ألما شديدا. فما كان منه إلاّ أن عبأ بندقيته وصوبها إلى قلبه وأطلق النار على نفسه.

مقالات ذات صلة

ولكن الرصاصة لم تصب قلبه بل سببت له جرحا خطيرا في جسمه. فعبأ البندقية مرة ثانية ليصوب الرصاصة بدقة من جديد إلى قلبه، إلاّ أن زملاءه منعوه من فعل ذلك، وجرى نقله بصورة مستعجلة إلى المستشفى.

في المستشفى رفض الجندي العلاج أو تناول الطعام، رغم كل المحاولات التي جرت معه، اشعوره بانه كان سببا في تخفيض كفاءة كتيبته.

وعندما علم القائد الأعلى بالحادثة، كتب للجندي رسالة شخصية قال فيها : أنه معجب بكتيبته وبهندام القطعة المنتظرة التي فتش عليها عند زيارته للكتيبة، وأنه سيأتي شخصيا إلى المستشفى لزيارته، ويأمل أن يجده على ما يرام.

وبعد أن قرأ الجندي رسالة قائده الأعلى، والثناء الذي احتوته على كتيبته وقطعتها المنتظرة، تناول الطعام وتقبّل العلاج فتحسنت حالته النفسية والصحية.

احتفظت الكتيبة برسالة القائد الأعلى في سجلاتها، وعلّقت صورا لها في مكاتب ونوادي الكتيبة، كنموذج لاعتزار الجندي بكتيبته، وكمثال لفن القيادة وإدارة الرجال، الذي مارسه القائد الأعلى بأسلوب بسيط وفعّال، لمعالجة نفسية الجندي الغيور على وحدته، وإنقاذ حياته .

التاريخ : 20 / 11 / 2020

[wpcv_do_widget id=”wpcv-table-2″]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى