غثيان

[review]معدتي تندفع إلى صدري بطعم مر موجع ككل ما سمعت، عن رحيل جديد.
زاوية تنغرس في خاصرتي هي الفرق في اتجاهين و تحول في المسار ألاول كان حول المجهول و الآن نحو أللا شيء …….الغثيان يزيد و رأسي تسكنه الأصداء ذاتها …لكن الإحتمالات جديدة الحيرة تتأصل ….رأسي ثقل يتعلق بأكتافي أبحث عن يديّ لأدفيء خاصرتي فتنسحب كل أيادي الحياة من بين أصابعي فترتخي العضلات و يعجل لساني فيسبق بل يخون صبري بآآه طويلة تسحب روحي من بين ضلوعي و تسكنها ما بين الحلق و الحنجرة ، فأحاول بكل ما أوتيت من شبق الحياة أن أحبسها فما زال هم جديد ينتظر بتو بل بتربص.

حاولت أن أرفع رأسي ndash;مجددا- فلا أفلح ، أشعر أن جسدي قد إتخذ تجويفا في الفراش يدفىء بعضه بعضا و يهرب فيه من برد المحيطين فاخترت أن ابقى بليدا …..خدر يتملكني و يغريني و غثيان يؤرقني و يذكرني بكلمات جارحة إخترقت كل ما حاولت أن أضعه بينها و بين صدري …في تلك اللحظة كنت و حيدا منزوعا من نفسي القديمة …انفاسي تضطرب من جديد و قلبي يكاد يتجلد فلا يستطيع …وكأن شيطان لعين يسكنه يطارد مايستبقي الحياة فيّ و لو حتى نبض ممل.
لا أقو على الحلم . في تلك اللحظة الحلم يحتاج إلى طاقة الحياة و الحياة- مجموع الموجودات- تفر مني حتى أشك بعلاقة الأشياء مع الأخرى الثابتة ، بدى لي حينها أن علي أن أعيد ترتيب كل شيء . لم أعلم بوجود كل هذه المناطق الوسطى حتى في- ما كنت أظنه – الحقيقة ، مثلا لا أعتقد في هذه اللحظة تحديدا أنني مستيقظ و لست نائما بالطبع لأنني أرى و أسمع صوت المدينة التي تستيقظ ….ماذا إذن….. ماذا لو أتكلم …هذا سيحل المشكلة و لكن ماذا أقول … يخيل لي أنني ساستفرغ إذا فتحت فمي . كنت أنتظر أن يحدث أي شيء , يتحرك أي شيء . الغرفة تبدو واسعة لا زوايا فيها ، انفاسي المريضة و أصوات لا تسمع …هذا كل ما هنالك. كان الصداع يزيد كلما تجرأت على المحاولة , كانه شلال ماء يريد تشكيل صخورا على هيئة كائنات أو كصوت شمطاء لحوح.

لم أكن اعرف أن اللون الأبيض قاس …فهو لم يزودني بالتفاصيل الضرورية حتى أبدأ من جديد, حتى أميز … اللون الأبيض لون ممل يترك لنفسه الحق أن يحول بين عينك و بين الأشياء … و إذا تجرأت عليه بخيالك أو جوارحك إستهزا بك…أيبقى كل شيء أبيض ؟؟!! نعم .. كالصداع الذي إتسع و تسارع تماما حين ظننت أنني قد عقدت معه صداقة أو عى الأقل هدنة ما . كنت أظن بترويض كل مساحات عقلي لتتماسك في وجه هذا الصداع اللامبالي فيأتي مرة أخرى أبيض…كل ما أراه فقط…أبيض
د . رامي العزب

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى