ع الفرشة

مقال الأحد 5-1-2019
ع الفرشة
في مصر يسمّونهم “حزب الكنبة” ويقصدون الذين يجلسون في بيوتهم ولا يأتون بأي فعل سياسي لا مع ولا ضد..يأخذون الحياد والخوف من الدخول في التعبير عن الرأي الحي في قضاياهم الوطنية..هنا تجاوزنا أدبيات “حزب الكنبة” ،وصار لدين أمين عام ” حزب الفرشة” يضع وسادتين تحت كوعه، يسقط دولاً ويغتال زعامات، ويعلو هُبل ، ويحلل موازين القوى “وهو ع الفرشة” ..يهلل لمقتل سليماني ويعد بالمزيد أو ينشر العزاء وكلمات المواساة لأسرة “الشهيد” – طبعاً كل حسب توجهه السياسي- ثم يبدأ بالتحليلات والهجوم على “أمناء عامين حزب الفرشة” الآخرين الذين يجلسون في بيوتهم ويفتحون الفيسبوك وهم “ع الفرشة” .. أسود في التفاعل مع كل حدث عالمي أو عربي ويبدعون في التحليل والتهليل ونصرة مسلمي الصين والتسخيف من انجازات تركيا، ثم يعودون الى وضع تصوّرهم لسيناريوهات الرد الإيراني ، ويقومون بترسيم خرائط جديدة للمنطقة وأحدهم على أتم الاستعداد أن يشتم ويتشفى و”يقاهر” نصف الكرة الأرضية بشرط أن يبقى على الفرشة “يقشر كلمنتينا..ويحلل سياسة”…
جرب وحاول أن تدعو الأخ “المحلل” صاحب المواقف العروبية والسياسية والاسلامية العظيمة الى النزول للشارع ليدافع عن لقمة خبزه المسروقة أمام عينيه وهو يعرف سارقها ليدافع عن “دفء أولاده” من البترول الذي يتحكم بهم سماسرة معروفين بالاسم ، حتماً سيغطي رأسه وسيتحجج “بالمغص” و”الرشح” و”ووفاة جوز خالته” كي لا يشاركك..تعال وقل له انزل الى الشارع ودافع عن ذلّك وعبوديتك وقلة كرامتك الذي جرّوه لك باتفاقية الغاز…وقل له أن سياسييك هم من يدفعون للعدو المليارات كي يقتلك برصاصه..فقط انزل وأسمعهم صوتك لا نريد ان تفعل أكثر من ذلك في الوقت الحالي ..حتماً سيمطرك هو وأشباهه بهذه التعليقات وأنا ارصدها حرفيا: ” انت شغل حكي فعل ما في عندك”..”طيب وانزلنا وبعدين”؟؟..”كلكو كذابين”..”يا اخي انت تبحث عن شعبويات فارغة”، “يا بي ما أكثر حكيك وما أقل ملحتك”، “شكلك بدك تنزل ع النيابة” …”هو عيرنا سكوتك”..”ايوه وانزلنا ساعة وبعدين كل واحد بوجهه ع طنجرة المقلوبة”…
طيب ماذا تريد يا زعيم الفرشة؟؟ اذا كنت متفاعلاً مع قضايا العالم كلها وغير متفاعل مع قضاياك فأنت واحد من اثنين اما جبان أو مستفيد من الوضع القائم وكم أستبعد الخيار الثاني…القطة اذا حشرتها في مكان ضيق تحس أنها خسرت حريتها او طعامها أو قدرتها على الحياة بحرية تدافع عن نفسها بشراسة..”انت بس بتتمغط ع الفرشة”…وبتحلل سياسة خارجية؟..هؤلاء الذي تتكلم عنهم كل له مشروعه..امريكا ..الصين..تركيا..ايران…انت أبو عرب شو مشروعك –عدم المؤاخذة- غير “الفرشة”!.
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com