عيد الاستقلال / عمر عياصرة

عيد الاستقلال
نعيش في هذه الأيام الذكرى السبعين لاستقلال وطننا الحبيب الأردن، ففي مثل هذا اليوم تحولت الإمارة إلى مملكة، والأمير إلى ملك، وحسم حينها مفهوم المملكة الأردنية الهاشمية.
الاستقلال الذي كان في عام 1946، أعلن بوضوح هويتنا الأردنية الجغرافية، وإنها مملكة، وشرعيتها هاشمية دينية مستمدة من عمق الإسلام ورحابة تفسيراته.
هذه المناسبة تأتي اليوم في ظل ظروف مختلفة عن تلك التي كانت قبل سبعين عاما، فالإقليم يعيش مرحلة هدم وبناء لا ندري إلى اللحظة اتجاهاته.
وأردن الداخل يعيش أيضا محاولات تفكيك وإعادة بناء لشكل الدستوري السياسي، كما انه يمر بضاغط كبير على ديموغرافيته تتمثل بهجرة اللاجئين السوريين غير المسبوقة.
الملك عبدالله الثاني، ألقى كلمة بمناسبة الاستقلال، تحدث فيها عن هويتنا الجامعة، وإنها تحتضن الأخوة العرب وتساندهم، وهو كلام جميل عام يحتاج إلى ضابط وطني مفهوم.
فهويتنا الجامعة، يجب أن تكون حذرة من محاولات الهضم والقضم التي يطالب بها البعض تحت عنوان توسيع الجغرافيا والديموغرافيا.
إن الحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية الصلبة سيكون طريقا لمنع تمرير تقسيم سوريا، كما أنها ستفوت على «إسرائيل» فرصة حل القضية على حساب الأردن.
الملك أيضا تحدث عن عروبة فلسطين، ونحن نؤكد ذلك، لكننا نؤمن بضرورة أن تمر هذه «العروبية الفلسطينية» بالوطنية الفلسطينية منطلقا لكل صيغ التنسيق مع الآخر.
نعم نحتفل باستقلالنا بكل فخر وطني، ونؤكد أن أجدادنا الذين انطلقوا من بوادينا وريفنا وحضرنا ومخيماتنا، سطروا الكثير لأجله، والتحموا مع القصر نحوه، ومن هنا نقول استقلالنا يكون بالحفاظ على هويتنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى