عنترة و عبلة في زمن كورونا

عنترة و عبلة في زمن كورونا
الحسين قيسامي

انتشر وباء كوفيد تسعطاش في جميع أنحاء قبيلة بني عبس و فقد المسؤولون السيطرة عليه. كان دور الكتاب والشعراء راسخا على رسالتهم النبيلة (الثقافية)، يعملون من خلال وسائل التواصل الاجتماعي جنودا مجندين يحاربون بكلماتهم من خلال التوعية وحث الناس على احترام الحجر المنزلي. إلا ان عنترة لم يكترث لما يقع في المجتمع متجاهلا الوباء…فهمه الوحيد هو شغفه بابنة عمه عبلة رغم الاحتقار و العنصرية.
لا يستطيع عنترة ذكر اسم عبلة أمام أحد، لأن مالك بن قراد لا يرضى أن يتطلع عبد مثل عنترة إلى ابنته الجميلة التى يتنافس على التقرب منها شباب القببلة من كرام الأنساب. كما أن أخاها عمرا لا يرضى أن يعيره أصحابه بأن عنترة العبد يطمح إلى أن يملأ عينيه من أخته الجميلة .بين مطرقة كورونا وسندان الاحتقار من قبل عائلة عبلة٬ وثب فارس الصحراء على جواده وانطلق به بين الكثبان وهو غارق في أحزانه وشجونه.أما فتيات عبس فذهبن إلى حيث ضربت الخيام وهن يرددن أناشيد عنترة ويسخرن بعبلة وهي تفر منهن غاضبة إلى خيمتها .
قال عنترة:
هَجَرتُكِ فَامضِي حَيثُ شِئتِ وَجَرِّبِـي * مِنَ النَّاسِ غَيرِي فَاللَّبِيبُ يُجَـرِّبُ
سَلَا القَلبُ عَمَّا كَانَ يَهوَى وَيَطلُبُ * وَأَصبَـحَ لَا يَشكُـو وَلَا يَتَعَتَّـبُ
ﻗطﻊ عنترة اﻟﺼﺤراء اﻟﺠرداء اﻟﻌﻤﻴﺎء اﻟﻤوحشة اﻟﻤذاﻫب واﻷطراف و تاه ﻓﻲ مسالكها … ضل سبيله بين كثبان رمال الصحراء، إلى ان تمكن من بلوغ مكان وجود أحد الرحل وأخبره عن مصيره. بعد ذلك واصل الطريق …اعترض سبيله إله الصحراء و العواصف ” ست” الذي هدد عنترة بالانتقام معتقدا انه تم ارساله من طرف ابن اوزوريس من اجل الانتقام (علما ان الاله ست عند المصريين القدماء قتل و شوه اخاه اوزوريس و سعى حورس ابن اوزوريس من الانتقام بست). وبعد عراك شديد بين الطرفين خلص الى فرار الاله ست٬ عاد عنترة لرغبته الأساسية وهي طلب العُلا والمجد:
إلى كم أداري من تريد مذلتـي * وأبذل جهدي في رضاها وتغضبُ
عبيلــة أيـــام الجمـــال قليلـــةٌ * لهــا دولــة معلومــة ثــم تذهــــبُ

عندما هدأ و سكت عنه الغضب …دخل عنترة بن شداد الخيمة فوجد عبلة ترقص مع الرجال، فاستشاط غضباً والدم يسري في عروقه وأشهر سيفه وقال: يا الجايحة…يا وجه كوفيد.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى